رواية لديفا عمر

موقع أيام نيوز

..
ابتلع باقي حروفها بغتة لتتحرر عاطفة جسده من جديد..
وخديجة..قطعتي الجنة لتي ستحيا بينهما ولهما.. عوض الرحمن وجميل قدره.
لأجلهما فقط ستنتصب قدميها لترعاهما.
لن تدخر جهدا لتعلمهما كل شيء..
ستقص لهما عن أبيهم عشرات الحكايات.
ستكون سيرته حدوتة طفولتهما وفخر شبابهما.
_ حضري شنطتك انتي والعيال بسرعة.

رفعت حاجباه متعجبة نعم ليه
جلس علي طرف الفراش ينزع جواربه رايحين مصيف أنا رتبت مع الأبلة جيهان جارتنا تحجز لينا مع فوج رايح الغردقة تبع نقابة المعلمين.
تفاقمت دهشتها مصيف ايه وفوج ايه هو ده وقته يا تيمور ومين يراعي والدتك وحور اللي لسه والدة.
أجابها وهو يجمع أغراضه من هنا وهناك
حور ووالدتها ووالدها واخواتها كمان معاها وهياخدوا بالهم عليها هي والولاد كويس.. أما ماما فوالدتك هتقعد معاها..وفي بنت هتيجي تخدمهم هما الاتنين.. بعني حماتي هتشرف عليها وبس مش هتتعب في حاجة.
عاندت اقتراحه تيمور انت شايف ان ده وقت مناسب لمصايف عموما اتفضل اطلع مع الولاد لوحدك انا هفضل هنا.
ترك ما بيده متوجها نحوها لتبتعد تلقائيا صوب وجه الخزانة المغلق فيحتجزها بذراعيه مردفا بنبرة عابثة لو ماسمعتيش الكلام هشيلك لحد تحت واركبك أتوبيس الرحلة بالعافية قصاد الناس كلها.. ايه رأيك
تجرعت ريقها پخوف لكن صاحت مكابرة ماتقدرش.
ابتسم بمكر سهل تجربي
دفعته وهي تتخلص من حصاره بتوتر لم يغب عنه علي فكرة انت مچنون.
قهقه وهو يتجه نحو المرحاض ثم وقف علي عتبته واستدار قائلا على ما اخلص تكوني لبستي وجهزتي الشنطة وإلا ما تزعليش من اللي هعمله لأنك هتشوفي الجنون علي حق.
رمته بنظرة حانقة قبل أن يغلق الباب بينما تهمهم بضجر أقسم بالله بني آدم مش طبيعي.. أمه عيانة وأرملة اخوه لسه والده وده عايز يسيب الدنيا ټضرب تقلب عشان بسلامته يصيف.
فتح الباب بغته وبرزت رأسه المبتلة وصدره الذي انتزع منه كنزته بټشتمي عليا صح ماشي يا شروق هحاسبك بعدين.
ثم أغلق الباب وتركها تطالعه مذبهلة تتسائل.
كيف سمعها
________
مبسوطين بالغرفة بتاعتكم يا ولاد
تسائل تيمور وهو ينقل لهم الحقائب ليهتف احد أبناءه أوي يا بابا.. بس عايز عوامة كبيرة عشان لسه مش بعرف اعوم.
_ حاصر ياحبيبي ناكل لقمة الأول وهروح اجيبلكم كل اللي انتم عايزينه..وهنزور أماكن جميلة هنا في الغردقة.. ومش بس كده هعلمكم العوم كمان..
تقافز صغاره مهللين بفرحة لوعود والدهم وشروق تراقبهم ملتزمة الصمت ولا تدري ماذا يخطط..
هل يظن انه بتلك البساطة سيراضيها!
واهم..إن لم تقتص منه وتعذبه لن تكون أبنة أبيها.
_ شروق تعالي أوريكي أوضتنا احنا كمان عشان نفضي شنطنا هناك.
ذهبت خلفه لتجد غرفة واسعة ملحق بها شرفة كبيرة مسيجة بالورود وتطل علي البحر مباشرا غمرتها رائحة البحر وصوت أموجه يغرد بأذنيها فأغمضت عيناها تستنشق عبقه بمتعة لم تخفى عن تيمور الذي وقف خلفها هامسا مبسوطة
أجفلت من صوته كأنها نسيت وجوده استدارت مبتعدة عنه بمسافة قائلة وهي تتجاهل سؤاله هروح اكلم ماما عشان اطمن.
رحلت من أمامه ليبتسم ابتسامة غامضة ويعدها في نفسه أن تلك النزهة ستغير كل شيء..
هنا سيستعيدها كما كانت.
هنا سيمحي كل النقاط السوداء في قلبها
ليعود ابيض كما كان
توجست عدم محاولته التقرب إليها كما توقعت رغم أنها أعدت نفسها حيدا لصده وتعذيبه..لكن عزوفه الغريب أفسد خططتها..انقضى اليوم الثالث ويستعدون جميعهم لسهرة علي إحدي الشواطيء بصحبة الفوج الذي يصاحبهم..لحظها تعرفت علي أكثر من سيدة واندمجت معهم بألفة عجيبة..الحق يقال أصاب تيمور بترتيب تلك الرحلة.. لكن يظل تساؤلها الحائر عما يخططه.
غاصت أرجل المقاعد برمال الشاطيء المزين بضوء القمر وأعمدة الرصيف المشټعلة تضفي عليه المزيد من الأنارة..مسابقة خفيفة
تم نسخ الرابط