ابناء يعقوب
ابناء يعقوب
بقلم ولاء رفعت
زاهد في كل شيء في الناس والأرض وحتى في اختيار الزوجة الزهد كان متأصلا فيه اعتزل كل وسواس يراوغه دائما كان يفكر في نهايته ما همه بالدنيا وما فيها
في شارع الغورية الشهير داخل حي الجمالية حيث المنازل الأثرية التي تحمل من عبق التاريخ وأصالة الماضي وهنا في منتصف الشارع أمام متجر تعلوه لافتة مدون عليها يعقوب وولده للمفروشات
الزواج بالفعل وأنجبت ولدها جاسر كما تزوجت شقيقتها سعاد من إحدى أصدقاء يعقوب ويدعي أمين الحلاج نسبة إلى إنه يمتلك متجر لصناعة المفروشات القطنية.
توفى الحاج عبد العليم وترك متجر الأقمشة في عهدة ابنه يعقوب الذي قام بعد إعلان الوراثة بشراء نصيب شقيقة زوجته فأصبح المتجر بالكامل ملكا له و لزوجته أخذ يعمل بكل جهد و كد حتى زاد من نشاط المتجر فأصبح لبيع الأقمشة والمفروشات وها هو الآن يقف أمام المتجر يشاهد بعض الرجال الذين يقبضون على ساقي العجل لمساعدة الجزار الذي يصيح بصوت جهوري ويضع السکين على نحر ذلك الحيوان فسرعان ما قام بذبحه وسط تهليل الأطفال والنساء والرجال الذين يرددون عبارات التهنئة والمباركة
.
ظهرت على ملامح يعقوب ابتسامة وقور وأجاب
الله يبارك فيكم حاج مرة واحدة يا رب اكتبها لنا.
تدخل أحدهم ومد يده بكوب من الشاي إلى يعقوب قائلا
يا رب تكون مكتوبة لك السنة دي وندرا علي أدبح لك أنا عجل أكبر من ده.
لكزه في كتفه مازحا
يا راجل يا بكاش ده أنت لو دبحت أرنب ممكن يجرى لك حاجة.
مش بخل مني ما أنت عارف أم محمود واخدة كل قرش فى جيبي عندها اعتقاد إني ممكن أتجوز عليها أنا عارف مين اللى مدخل في دماغها الأفكار دي مفيش غيرها الولية تكاد تخرج من محجريهما وهو يتأمل المبلغ ثم رفع يده بامتنان وقال
تسلم لي يا معلم مستورة والحمد لله وبعدين لسه قابض منك من تلات أيام.
دول مش ليك دول هتاخدهم وتوزع منهم مع كل طبق فتة ولحمة على كل فقير ومحتاج فهمت يا عرفة
ابتسم بحرج وأومأ له قائلا
أمرك يا معلم ربنا يبارك لك ويعمر بيتك.
و في مكان تملؤه رائحة البخور الكثيفة حيث الجدران المعلق عليها بقايا عظام رؤوس الحيوانات وجلود الماعز تشعر بقشعريرة تسري في جميع أنحاء جسدك عندما تخطو قدمك في ذلك المنزل الملعۏن فداخله تمارس طقوس السحر والشعوذة وأمور الدجل التي تقوم بها الشيخة حسنات كما يناديها أهل الحارة.
وإذا بها تتوقف فجأة وتحدق إلى الجالسة أمامها ترتجف وجلا تسألها
قولي طلباتك يا راوية يا بنت كوثر.
ابتلعت الأخرى لعابها وبصوت يكاد يصل إلى سمع حسنات
أنا أنا كنت عايزة حاجة تخليني أحمل تانى وجوزي ما يتجوزش علي.
أخذت من جوارها كتاب قديم قامت بفتحه وتناولت ريشة لإحدى الطيور وضعتها في زجاجة داخلها سائل أحمر يشبه الډماء أخرجت من بين طيات الكتاب ورقة بيضاء ثم الخام والاستيراد إلى تأثير إني كنت عندك ممكن يطلقني فيها عن إذنك.
أنهت حديثها بالاستئذان وذهبت من أمامها كانت تتوجس خيفة أن تلك الكلمات التي تفوهت بها هذه المرأة تصل إلى زوجها الذي يمقت هؤلاء السحرة والدجالين فعندما تأخرت في الإنجاب أكثر من عام لجأت لهذه العرافة لتصنع لها ما يعرف بالحجاب من أجل أن تنجب فهي تخشى أن يتزوج زوجها من أخرى لجأت إلى حيل الشيطان وخداعه الماكر فأنجبت نبتة فاسدة.
صدى رنين الجرس المزعج يدوى في أرجاء المنزل تفوق عليه في الإزعاج صوت هذه السيدة ذات القد الممتلئ
أيوه يا اللي بترن الجرس مالك متسربع على إيه
كان في كلا يديها غطاء الإناء والملعقة الكبيرة تركتهما فوق الطاولة الرخامية وذهبت لكي تفتح الباب ومع كل خطوة يهتز جسدها كالهلام.
هو انت!
يمسك عرفة في يديه الكثير من الأكياس البلاستيكية يتصبب العرق على جبينه يقول إليها بصوت يغلبه الإرهاق والتعب
شيلي عني يا وليه.
تناولت من يديه الأكياس وهي تحدق إليه بامتعاض وتهكم في آن واحد
هات يا أخويا هات يا سبعي.
أخبرها دون أن يعقب على سخريتها المتواصلة منه
انجزي وخلصي الأكل عشان نلحق نوزع الأطباق مش عايز أسمع كلمتين من المعلم.
سألته متجهة إلى المطبخ
وعلى كدا هينوبنا إيه من لحمة العجل دى
أطلق زفرة لعلها تخرج ما بداخله من ضيق وضجر من زوجته فأجاب
هناخد كيس لحمة وبس الراجل دابح العجل عشان يوزعه كله لله مش لينا يا هويدا.
لم تعقب بل أخذت تتحدث بسخط وبصوت لا يسمعه أحدا سواها
قال يعنى إحنا مش غلابة
ألقت نظرة لتتأكد أن زوجها لم يرها فأخذت أحد الأكياس المليئة باللحم ثم فتحت مجمد الثلاجة ووضعت الكيس داخله وإذا بها تنتفض من صوت صړاخ يأتي من الشقة المقابلة.
يا ساتر يا رب.
قالتها وركضت إلى الردهة فرأت زوجها يشير إليها بيده قائلا
خليكي عندك وكملي الأكل أنا هروح أشوف إيه ربنا يستر.
خرج وذهب ليطرق باب الشقة المقابلة مناديا
حاج حسين يا آنسة رقية
فتحت الباب فتاة في بداية العشرينات تبكي پخوف وهلع تخبره من بين بكائها
ألحقني يا أستاذ عرفة بابا جيت أصحيه عشان أدي له الدوا ما بيقومش خالص ولا بينطق.
ولج عرفة إلى الداخل في الحال واتجه إلى غرفة نوم جاره أمسك بإحدى يديه يده وباليد الأخرى ربت على خده
يا حاج حسين
وضع أطراف أنامله لدى رسغه ثم فعل هكذا لدى العرق النابض في عنقه حيث قام بوضع أنامله ليتأكد من النبض ساد الوجوم ملامح وجهه وأخذ يردد
لازم ننقله للمستشفى حالا.
وفي داخل المستشفى التابع للحي وقفت الفتاة أمام غرفة الفحص تبكي ويقف أمامها عرفة وزوجته.. التي قالت إليها بمواساة زائفة
اطمني يا رقية أبوكي إن شاء الله هيقوم بالسلامة ملوش لازمة ټعيطي عليه ولا كأنه ماټ.
وكزها زوجها بمرفقه في ذراعها يوبخها بصوت خاڤت
يا ولية الملافظ سعد هي البنت في إيه ولا إيه
خرج الطبيب فنهضت رقية بلهفة وقلق تسأله
بابا عامل إيه دلوقتي
أخبرها الطبيب ويبدو على وجهه التوتر والقلق
لازم ندخله العمليات حالا لأنه مصاپ
بجلطة في القلب.
قالت للطبيب برجاء
بالله عليك يا دكتور أعمل له أي حاجة بس يقوم بالسلامة.
نظر الطبيب إليها بأسف قائلا
ما هو لازم حضرتك تدفعي على الأقل نص فلوس العملية والباقي بعد ما يخرج.
شحب وجهها وهي تنظر إلى محفظة نقودها أخرجت منها كل ما تملك قائلة
كل اللي أملكه حوالي ألف جنية.
أخبرها الطبيب بحرج شديد
والله يا آنسة رقية لو كان بإيدى كنت وافقت بس العملية تكلفتها حوالي عشرة تلاف جنيه ونظام المستشفى هنا لازم تدفعي على الأقل ربع المبلغ تحت الحساب.
هنا تدخل عرفة وهو يخرج المال الذي أعطاه يعقوب إياه أوقفته زوجته وسألته
إيه الفلوس دي
جذب ذراعه من قبضتها قائلا
أوعى يا ولية دي فلوس المعلم كنت هوزعها لله وأهى جت في الوقت المناسب.
اقترب من الطبيب وأخبره
لو سمحت يا دكتور معايا حوالي تلات تلاف جنيه ينفعوا دلوقتي عقبال ما نتصرف في الباقي
أجاب الطبيب وهو يشير له نحو أخر الرواق
ينفع طبعا وباقي المبلغ بعد العملية على طول.
ألتفت إلى زوجته وأمرها قائلا
بقولك إيه خدي بالك منها عقبال ما أخطف رجلي وأروح للمعلم أجيب منه باقي الفلوس وراجع على طول.
أجابت على مضض
حاضر يا أخويا أديني جمبها هروح فين يعني
قالت رقية إليه بامتنان
شكرا جدا يا أستاذ عرفة مش عارفة أرد جميلك دا ازاي ربنا يقدرنى وبابا يقوم بالسلامة وهرد لك الفلوس.
ما تقوليش كدا الحاج حسين زى أبويا وفي الأول والآخر احنا جيران.
دفعته زوجته
جانبا وقالت
أيوه يا رقية يا ختي ده حتى النبي وصى على سابع جار.
ونظرت إلى زوجها وأردفت
يلا يا عرفة روح عشان تلحق تجيب الفلوس.
ولج من باب منزله يتحمحم ويقول
السلام عليكم يا أهل الدار.
خرجت من الغرفة والقلق يسرى بداخلها خوفا إنه ربما قد رآها عندما خرجت من منزل الشيخة حسنات العرافة ازدردت ريقها ثم بادلته التحية
وعليكم السلام يا سى يعقوب حمد لله على السلامة.
ركضت نحوه لتلتقط الوشاح الحريري الذي يلقيه على كتفه جلس على الأريكة فچثت على ركبتيها أمامه لتخلع عنه حذائه الأسود سألها بحدة
أمال فين جاسر
كانت أختي هنا الصبح ومسك في حمزة ابنها خدوه معاهم.
نظر إليها پغضب وصاح بها
مش قولت مېت
موقع أيام نيوز×
مرة ابنك ما يقعدش مع الواد ابن أختك ده تاني
وماله ابن أختي إن شاء الله
قد مل من ذلك الحديث الذي يكرره إليها عندما تسأله فأجاب بامتعاض
لأنه عيل متدلع وقليل الرباية ودايما بيحرضه على المصاېب ولا نسيتي لما خلاه يفهمنا إنه بيروح المدرسة ولولا جواب الإنذار كان زمان ابنك مرفوض
نهضت ووقفت أمامه عاقدة ساعديها قائلة
ما خلاص يا يعقوب مش كل مرة تقول نفس الكلام.
شعر بسأم من الحديث معها يعلم خصالها السيئة والتي أشهرها العناد والإصرار أشار إليها بيده وقال
فأوقفها
ادخلي أنتي جوه هاشوف أنا مين.
ظهر إليه عرفة ويبدو عليه العجلة من أمره ألقى عليه التحية فبادله يعقوب ثم سأله
خير يا عرفة فيه إيه اللحمة ما كفتش الناس
ابتلع ريقه وأخبره
بص يا معلم عم حسين اللي حكيت لك عنه اللي بيته وقع السنة اللي فاتت بسبب الزلزال وجه سكن في الشقة اللي قصادنا.
كان الأخر ينصت إليه عاقدا ما بين حاجبيه فسأله باهتمام
ماله
ألتقط أنفاسه ثم أجاب
تعب ودخل المستشفى والدكتور قال لينا لازم يعمل عملية لأنه بعيد عنك جاله جلطة في القلب والعملية تكلفتها عشرة تلاف جنيه بنته الوحيدة معهاش غير ألف فبصراحة أتصرفت عشان يدخلوه العمليات ودفعت التلات آلاف اللي المفروض أطلعهم لله.
و طلعوا لله برضو انت كدا عايز باقي المبلغ تعالي أقعد عقبال ما أدخل أجيب لك المبلغ.
ذهب إلى غرفته وفتح الخزانة فتح درج خشبي صغير وتناول منه مبلغ من المال وقبل أن يغلق الدرج لاحظ أن هناك نقص في النقود الموضوعة.
عاد إلى عرفة وقال له بصوت خاڤت
خد دول
تسعة تلاف ادفع باقي حق العملية والباقي إديه لبنته مؤكد هيحتاجوا فلوس ولو في أي حاجة تعالى قولي.
رفع عرفة يده في وضع الدعاء
ربنا يبارك لك يا معلم ويرضيك ويرزقك من حيث لا تحتسب.
مع مرور كل دقيقة أصبح الانتظار لا يحتمل تجلس رقية متكئة ومرفقيها أعلى فخذيها وكفيها على وجهها تردد الكثير من الأدعية من أجل والدها تتلو ما تحفظه من آيات القرآن الكريم حتى وصل إلى سمعها صوت فتح باب محمد رفعت يدوى بين أرجاء المنزل حيث تجلس النساء يرتدين الثياب السوداء وأمام المنزل نصبت السرادق يأتي الرجال لتأدية واجب العزاء الذي قام بالإشراف عليه عرفة وبعض رجال الحارة وقد أتى يعقوب فنهض عرفة ليرحب به ويعد له مقعد خاص
اتفضل يا معلم.
رفع يعقوب يده ليوقفه قائلا
ما تتعبش نفسك يا عرفة أنا جاى عشان أعزي الآنسة رقية هي فين
أجاب وهم بالعودة إلى داخل البناء
ثواني هقول لأم محمود هخليها تنده لها من جوا أصل الشقة عندها مليانة ستات كتير.
ذهب عرفة وأخبر زوجته بطلب يعقوب فولجت إلى داخل منزل رقية التي حاولت أن تتماسك أمام الجميع فمنذ أن أبلغها الطبيب پوفاة والدها لم تكف عن البكاء أبدا حتى لم يعد لديها قدرة على ذرف الدموع مرة أخرى ربما أصاب الجفاف عينيها.
دنت منها هويدا وأخبرتها بهمس أن يعقوب ينتظرها في الفناء لتعزيتها نهضت على الفور وخرجت إليه بينما هو كان يخفض بصره قال لها عندما وقفت أمامه
البقاء والدوام لله يا آنسة رقية.
سرعان ما اخترق سمعه صوت أنثوي ناعم قد أرهقه الحزن
حياتك الباقية يا معلم يعقوب.
وبدون أن يشعر نظر إليها وظلت عيناه تتجول على ملامحها التي تتميز بالهدوء والسکينة ربما لم تكن أكثر جمالا من زوجته لكن لديها شيء ينقص الأخرى بل أشياء كثيرة كان يتمنى أن يجدها في شريكة حياته كالقبول والراحة وكأن روحه وجدت ما تسكن إليه تلك العيون التي ذبلت من فرط الدموع اهتزت إليها جدران فؤاده ما هذا الشعور الغريب الذي عرفة وعندما أدركه يعقوب تحمحم قائلا
لو محتاجة أي حاجة أنا تحت أمرك احنا جيران وكلنا واحد.
أومأت إليه وأجابت
تسلم يا معلم.
قاطع تلك اللحظة دخول مجموعة من السيدات قد
جاءوا من أجل تأدية واجب العزاء فشعر بالحرج قائلا
بالإذن.
هو انتي فاكرة بقى العمل بتاع حسنات ده هيخليه ما يتجوزش عليكي
قالتها هذه السيدة النحيفة ذات الملامح الحادة وتمسك بين يديها صينية يعلوها كوبان من الشاي وتمدها أمام شقيقتها التي أخذت كوب تسألها بقلق
قصدك إيه يا سعاد
جلست بجوارها وابتسمت كالحية حينما
في إيديه زى الرز يعنى فيه الطمع
تناولت راوية رشفة من كوب الشاي وهي تفكر في الأمر مليا ثم عقبت برفض ونفي
لا يا سعاد استحالة يعقوب يعمل كده جوزي وأنا عارفاه أهم حاجة في حياته الشغل.
رفعت سعاد جانب ثغرها بتهكم
هاتفضلي هبلة طول عمرك إذا كان شغله ده بالذات هو اللى تخافي منه طول النهار ستات داخلة خارجة تشتري وجوزك لسانه حلو معاهم.
أفرغت الكوب وتركته على الصينية ويخالج ملامحها الخۏف والقلق بعد أن ثار الشك بداخلها فسألت شقيقتها
طب والعمل شوري علي.
هقولك ب...
قاطعها طرق شديد على الباب عقدت ما بين حاجبيها وهي تنظر نحو صوت الطرق
ده مين اللى بيرزع الباب كدا لما أقوم أشوف مين.
فتحت الباب فظهر لها فتى يخبرها
ألحقي يا خالتو أم حمزة جاسر فتح دماغ الواد على ابن المعلم جابر وهرب.
عندما سمعت راوية ذلك شهقت وضړبت بكفها على صدرها
ابني.
فتح باب منزله وولج إلى الداخل على وجهه علامات الڠضب يتجول ببصره باحثا عن ابنه فصاح مناديا
جاسر جاسر
خرجت راوية إليه من الغرفة تحدق إليه پخوف
أيوه يا سي يعقوب فيه حاجة
نظر إليها بضيق وڠضب يسألها
ابنك فين
ابتلعت لعابها ثم أجابت
نايم.
عقد ما بين حاجبيه وأمرها بحزم وإصرار
ادخلي صحيه.
أدركت في الحال إنه قد علم بأمر ما أقترفه ابنه من الاعتداء على ابن أحد جيرانهم في الحارة فسألته بتوجس
قولي بس الأول هو عمل إيه
كان سؤاله كافيا لسبر أغواره فصاح في وجهها
اسمعي يا ولية اللي بقولك عليه بدل ما أقسم بالله هدخل أنا بنفسي أصحيه.
هزت رأسها بالإيجاب قائلة
لا قصدي هادخل أصحيه أنا.
دخلت إلى غرفة صغيرها لتوقظه وبعد دقيقة خرجت وهو يقف بجوارها يحدق إلى والده دون أدني خوف أشار يعقوب
بيده ليقف أمامه
تعالى أقف هنا.
أطلق الابن زفرة بضجر وفعل ما أمره به والده الذي سأله بهدوء يسبق العاصفة
أنت والواد حمزة ابن خالتك ضربتوا ليه الواد على ابن المعلم جابر
تدخلت زوجته بدفاع عن ابنها
فيه إيه يا يعقوب! دول شوية عيال بيلعبوا مع بعض.
أشار إليها محذرا إياها
اسكتي انتي خالص عشان لسه حسابك بعدين.
ازدردت لعابها وتراجعت إلى الوراء بضع خطوات پخوف بينما هو نظر إلى ابنه الذي لم ينطق بكلمة ليصيح في وجهه مرة أخرى
ما تنطق ياض ولا مش عايز تقولي إنك ضړبته بعد ما حمزة سلطك عليه عشان هددكم لما شافكم بتشربوا سجاير وخوفتوا ليجي يقولي
كانت تراقب ملامح وجهه الغاضبة والتي تنذر بأنه سوف ېعنف ابنه فكانت تخشى أن يصفعه فقالت
ابنك ضربه لأن الواد شتمه بأهله.
رفع عينيه نحوها بنظرة قاټلة وقال
بطلي تدافعي عنه في الغلط ابنك مش أول مرة يعملها لما هو لسه عيل صغير عنده ٨ سنين وبيشرب سجاير أمال لما يبقى شاب هيشرب حشېش!
نظر إلى والده بعدائية يخبره بإصرار
أنا مش عيل وأنا ضړبته عشان كل ما يشوفنى أنا وحمزة بنعمل أى حاجة بيروح يفتن علينا.
هو ما بيعملش كدا غير بعد ما بينصحك مرة واتنين لكن ازاي تعمل الصح طول ما أنت متصاحب على حمزة ابن خالتك
هنا شعرت زوجته بالحنق فقالت
وماله ابن أختي يا يعقوب
عيل قليل الأدب وأهله ما عرفوش يربوه وهو اللى بيفسد أخلاق ابنك.
لم تقف عن مجادلته فقالت
كل ده عشان شربوا سجاير هما أجرموا يعني
انتفخت أوداجه من هذه المرأة الحمقاء حاول أن يسيطر على غضبه حتى لا يلقى على مسامعها ما لا يرضيها
لأخر مرة بقولك ملكيش دعوة أنا بتكلم مع ابني وبحاسبه وبطلي تدافعي عنه كل ما يعمل غلط.
عاد ببصره إلى صغيره وأمره بتحذير
إياك أشوفك ماشى مع ابن خالتك دا تاني أخرك معاه تشوفه لما يجي هنا أولما انت تروح عندهم.
صاحت زوجته بسخط
انت عايزه يقاطع ابن أختي
نظر إليها بامتعاض قائلا
أنا مقولتش كدا وبعدين تعالي ليا هنا انتي كنتي بتعملي إيه عند الولية اللي اسمها حسنات العرافة
أجابت بإنكار وأرادت قلب الأمر فوق رأسه فقالت
أنا مكنتش عندها هو أنت بتراقبني ولا إيه
مش محتاج أراقبك لأني واثق فيكي حتى بالأمارة سايب قدامك الفلوس وما بسألكيش صرفتي إيه ولا على إيه بس يا ريت تكوني قد الثقة دي وما تكونيش بتعملي حاجة من ورايا.
باغتها الشعور بالتوتر وعلمت إنه لاحظ نقص في النقود وحتى لا تثير شكوكه حيالها قالت
أختي كانت محتاجة قرشين سلفتها فلوس.
تنهد ثم قال
معنديش مشكلة بس ياريت بعد كدا تبلغيني الأول.
أومأت إليه على مضض
حاضر.
يلا روحي حضري لينا الغدا وانت ياض بعد ما نخلص أكل وتغسل إيدك هاخدك معايا الجامع كل ما أروح أصلي وهترجع تحفظ قرآن.
لم يعقب الصغير حتى لا
يثير ڠضب والده و عاد إلى غرفته و بمجرد أن دخلت راوية إلى المطبخ تنفست الصعداء تخشي أن يعلم بأمر ذهابها إلى العرافة ويحدث ما لا يحمد عقباه.
بعد مرور أكثر من ثلاثة أيام على مۏت العم حسين
يجلس خلف المكتب منهمكا في عمله يسجل أرقام الوارد و الصادر في الدفتر.
سلام عليكم يا معلم يعقوب.
ذلك الصوت الأنثوي الذي يخترق قلبه قبل سمعه توقف عن الكتابة ورفع وجهه ليرى البدر في تمامه يقف أمامه و ثيابها السوداء ووشاحها الأسود كسماء الليل الحالكة مسح على شاربه الكث ثم تحمحم وقال
وعليكم السلام ورحمة الله اتفضلي يا آنسة رقية تحت أمرك.
شبه ابتسامة بدت على ثغرها المرمري ثم أجابت
الأمر لله يا معلم أنا كنت جاية أشكرك على وقفتك جنب أبويا الله يرحمه قبل ما ېموت وبعدها والعزا اللي عملته له.
استند بساعديه على المكتب قائلا
الحاج حسين الله يرحمه كان راجل طيب ويستاهل كل خير واحنا في الأول والأخر جيران وواجب الجار على جاره لو التانى في ضيقة الأول يقف جنبه زى ما وصانا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
عليه أفضل الصلاة والسلام.
هكذا أجابت ثم أخرجت من الحقيبة التي تمسكها بيدها ظرف أصفر اللون وضعته أمامه على المكتب و أردفت
دي الفلوس اللي اتبقت من فلوس العملية حوالي ألفين جنيه وفلوس العملية اللي اندفعت ربنا يقدرني وأسددها لحضرتك.
وضع يده على
×
الظرف و أزاحه ليصبح أمامها وأخبرها
أنا مش هاخد حاجة وهعتبر نفسي ما سمعتش الكلام اللي قولتيه.
شعرت بالحرج من الأمر لكن زادها الحرج إصرارا فقالت
أنا طبعا مش قصدي حاجة تضايقك بس معلش يا معلم مش هقدر أقبل الفلوس ولو كنت بشتغل كنت سددت لك العشر تلاف بتوع العملية.
أخذ يتأمل هذه الفتاة التي تمتلك إصرارا وعزة نفس لا تخلو من الكبرياء لا ينكر أن إعجابه بها يزداد كل مرة أكثر عن الأخرى تحمحم ثم
قال بدهاء
أنا عندي حل أحسن أنا محتاج هنا في المحل آنسة عشان فيه ستات بتيجى بتبقى محروجة تتعامل مع الصبيان اللي عندي فأنا بعرض عليكي تشتغلي هنا وكل قبض هخصم منك جزء وبكدا يبقى سددتي الفلوس و في نفس الوقت يبقى ليكي مصدر رزق تقدري دون أن تتحكم في لسانها أجابت على الفور
موافقة
توقفت سيارة أجرة ذات اللون الأسود في الأبيض ترجلت منها شابة في منتصف العشرينات ترتدي ثوب فضفاض أسود اللون ووشاحا مثلثا تنظر إلى البناء الذي ولدت فيه وعاشت طفولتها حتى انتهت من دراستها الجامعية وتزوجت من أحد زملائها الذي أحبته رغم رفض والدها له قبل مماته وكذلك شقيقها الذي حذرها منه ومن إنه شخص سيئ الطباع وبالرغم من ذلك تخطت كل الآراء وركضت خلف قلبها وألقت بنفسها داخل براثن رجل أذاقها الويل والمر بجميع ألوانه حتى فاض بها وتركته لتعود إلى منزل والدها والذي قد تزوج فيه شقيقها.
على زر الجرس فتح إليها الباب فظهر لها الصغير ووصل إليها صوت والدته الجهوري تسأله بحدة كالعادة
مين يا واد يا محمود
سألها الصغير
انتي مين
وضعت يدها على رأسه وبطيف ابتسامة أخبرته
أنت نسيتني يا محمود أنا عمتو ليلى.
خرجت والدته من المطبخ عندما لم يجب على سؤالها رأت هذه الزائرة فسألتها بتعجب
ليلى! ادخلي اتفضلي.
ولجت ليلى إلى الداخل وتجول عينيها المكان من حولها توقفت لدى المقعد ثم جلست وفى يدها حقيبة ثياب صغيرة لم تغفل عن عيون هويدا التي قاتلها الفضول فسألتها
أنتم رجعتوا من ليبيا إمتى
أجابت باقتضاب
أنا اللي رجعت بس.
والاستيراد.
جاية أجازة يعنى
سؤال آخر حتى يخيب ظنها وخۏفها إنها تريد المكوث معهم.
لا أن...
قاطعها رنين الجرس فقالت الأخرى
أهو أخوكي جه روح يا محمود افتح لأبوك.
ذهب الصغير وفعل كما أمرته والدته دخل والده يحمل كيسا ورقيا مليء بالموز اختطفه ابنه من يده وهلل بفرح
شوف الواد بدل ما تسلم على أبوك يا ابن هويدا.
عرفة
صاحت به زوجته وهي تزجره وتشير إليه بعينيها نحو هذه الجالسة ولا يراها سوى من الظهر فألقى التحية
السلام عليكم.
استدارت برأسها ثم نهضت نظرت إليه والندم يغمرها من أخمص قدميها حتى أعلى رأسها تفوه وقلبه ينفطر عندما رآها في تلك الحالة المزرية فقال
حمد لله على السلامة يا ليلى.
نور الشمس يشبه ابتسامتها التي تأسر قلوب كل من ابتسمت إليه تتجول هنا وهناك داخل المتجر وعينيه تراقبها عن كثب ضغط احد العمال على زر المذياع فأطلقت تلك الكلمات مع أعذب الألحان بصوت كوكب الشرق
رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا
علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عينيه
عمر ضايع يحسبوه ازاي علي
انت عمري اللي ابتدى بنورك صباحه...
قاطع تلك اللحظات الرومانسية الحالمة مجيء عرفة الذي
كان على وجهه علامات الحزن حاملا على كاهله هما ثقيلا ألقى التحية على رب عمله فبادله الأخر التحية ثم سأله
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى عندك
جلس على الكرسي أمام المكتب وأجاب بحزن دفين
ليلى أختي رجعت من السفر وحالها متبدل على الأخر كانت زى البدر المنور بقت مطفية وفي عينيها نظرة حزن تقطع القلب.
سأله يعقوب باهتمام
لا حول و لا قوة إلا بالله هي متخانقة مع جوزها
أجاب والشعور بالعجز يتملك من قواه
زى ما ساعدتك عارف سافرت معاه ليبيا بعد ما أتجوزوا من سنة بيشتغلوا مع بعض في شركة واحدة كانوا بيقبضوا وبتشيل قبضها معاه لحد ما اشتغلت معاهم واحدة إيطالية والست كانت عينيها منه وهو ما صدق و يا حبيبتي لما شكت وواجهته اټخانق معاها وضربها لولا جيرانهم أنقذوها من إيديه كان ممكن ېموتها وولاد الحلال ساعدوها ترجع على هنا.
عليه كنت مسكته قطعته بسناني.
تنهد يعقوب وعاد بظهره إلى الوراء قائلا
بص يا عرفة أنا عارف كلامي ممكن يضايقك بس هي عملت في نفسها كدا اتجوزته برغم رفضكم ليه و أبوك الله يرحمه مېت وهو زعلان عليها باعتكم واشترته فشيء طبيعي هيعمل فيها اللي عايزه وهو واثق إنها هاتستحمله عشان بتحبه.
أنا هخليها ترفع عليه قضية طلاق وأنا هاقف معاها.
سأله يعقوب بفطنة
وتفتكر هي هتوافق
رفع كتفيه ولا يعلم الإجابة فأردف يعقوب
سيبها هي بنفسها اللي تطلب الطلاق وأراهنك عمرها ما هتقدر تبعد عنه أو تطلق منه.
يبقى هي اللي اختارت زى زمان.
مال يعقوب بجذعه إلى الأمام وأخبره
تبقى غلطان أختك دلوقتى في حالة تقدر تقنعها إن اختيارها كان غلط من الأول.
أومأ
إليه بالموافقة ثم قال
ربنا يسهل.
نهض قائلا
عن إذنك لما نشوف أكل عيشنا.
استني يا عرفة كنت عايز أخذ رأيك في حاجة.
أجاب بحفاوة
عينيا ليك يا معلم.
تسلم اقعد بس الأول.
جلس مرة أخرى فأردف الأخر بصوت خاڤت إلى حد ما
إيه رأيك في الآنسة رقية
أجاب بعفوية
شهادتي فيها مچروحة ما شاء الله عليها شاطرة جدا في شغلها والزباين مرتاحين قوي في التعامل معاها هو فيه حاجة حصلت
حدق إليها يعقوب لثوان ثم عاد للنظر إلى غرفة وأخبره دون تردد
أنا عايز أتجوز رقية.
3
بعد مرور أربعين يوما من ۏفاة الحاج حسين والد رقية قام يعقوب بعقد قرانه عليها بعد أن قام بشراء منزل لها وقام بإعداده من كل شيء كما قام بشراء ثوب زفاف أبيض إليها لترتديه في حفل الزفاف وها هي تجلس على يسار المأذون وهو على يمينه يمسك يدها من أسفل المحرمة القطنية يردد خلف المأذون ما يمليه عليه و قام عرفة ورجل أخر من المعارف بالشهادة على ذلك الزواج المبارك وبعد انتهاء الإجراءات والمراسم اختتم المأذون بذلك الدعاء
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير إن شاء الله.
وبعد المباركات والتهنئة أخذ يعقوب زوجته التي تشبه الأميرات في جمالهن وبهائهن ثم ذهب إلى المنزل الذي أعده لها كان يحملها على ذراعيه وتتشبث به پخوف وخجل ولج من الباب بعد أن قام بفتحه ثم دفعه بقدمه خلفه سار بها حاملا إياها حتى أنزلها على الفراش.
أحاط وجهها بين كفيه ونظر إليها بعشق وهيام يلقي عليها كلماته بصوته الأجش
تعرفي يا رقية أنتي أحسن حاجة حصلت لي في حياتي.
ابتسمت بخجل وهي تخفض بصرها إلى أسفل تارة ثم تنظر إليه لثوان تارة أخرى قائلة
أنا بقى اللي ربنا بيحبني إنه رزقني بيك يا يعقوب هقولك على حاجة.
هز رأسه بلهفة لتردف
أول مرة شوفتك لما جيت تعزيني حسيت وقتها بإحساس غريب قوي شعور كدا ماقدرتش أوصفه ولا أحكم عليه غير لما جيت لك المحل قولت معقولة يمكن دا الحب اللي بيقولوا عليه من أول نظرة لحد ما طلبت منى الجواز من غير ما أفكر وافقت.
غمرها بين ذراعيه ليحتضنها بقوة قائلا
أنا بقى اللي من أول ما شوفتك حسيت فيكي حاجة بتشدني إحساس عمري ما حسيته مع أي واحدة.
ابتعدت قليلا من بين ذراعيه فسألته باندفاع وفضول ليطمئن قلبها
يعني انت ما حبتش راوية بنت عمك برغم أنكم بقى لكم متجوزين عشر سنين
تنهد وكأنه سيخرج ما يجيش بصدره من مشاعر قد دفنت منذ سنوات وجاءت هي لتحييها من جديد.
هتصدقيني لو قولت لك إن جوازي من بنت عمي ماكنش برغبتي.
ضحكت رغما عنها وسألته بمزاح
كان ڠصب عنك ولا إيه
ابتسم وقام بالضغط على خدها بإصبعيه ثم أجاب
أنا عمر ما حد يقدر يغصبني على حاجة واللي عايزه بعمله بس أحيانا بنبقى قدام أمر واقع ملهوش بديل.
أحاطت عنقه بذراعيها تسأله بدلال وعشق يفيض من عينيها ذات لون العسل الذهبي
طيب وأنا وضعك إيه معايا أمر واقع ولا اختيار
طبعا اختيار وأجمل وأحلى اختيار.
أكد إجابته بمعانقتها وتقبيل وجهها بعشق ووله يشعر وكأنه كالنسر الذي يحلق في السماء بعد أن ظفر بأنثاه التي تربعت على عرش قلبه المتيم بها من الوهلة الأولى.
كان يقرأ في الجريدة
مرتديا عويناته الطبية ربما القراءة تجعله يتهرب من أسئلة زوجته الفضولية بالطبع لا يريد أن يخبرها بزواج يعقوب في الوقت الحالي كما أوصاه يعقوب حتى لا يصل الخبر إلى زوجته راوية.
وقف الصغير أمام والده طالبا منه
بابا بابا.
أجاب عرفة دون أن يرفع بصره عن الجريدة
يا نعم
مد يده وأجاب
أنا عايز ٤٥ قرش أجيب إزازة ساقع.
أخبره والده
روح خد من أمك.
خرجت من المطبخ للتو تحمل صينية يعلوها كوبان من الشاي تضعهما أعلى المنضدة قائلة
أمه شطبت خلاص القرشين اللي أديتهم ليا خلصوا.
خاڤت
وطي صوتك يا ولية ليلى لو سمعتك ممكن تفهم غلط.
أشاحت بيدها دون اكتراث فقالت
ما تسمع هى اللي معندهاش ډم من وقت ما جات واكلة شاربة قايمة نايمة مش بيهون عليها تطلع من جيبها جنيه تديه للواد ولا حتى بتساعدنى فى شغل البيت لتكون فاكراها لوكاندة واحنا الخدامين بتوعها!
زجرها عرفة بنظرة غاضبة معقبا على حديثها الحاقد
وانتي مالك بيها دى قاعدة في بيت أبوها وأنا أخوها ومسئولة مني هتبصي لها على اللقمة اللى بتاكلها! و بعدين ما انتي عارفة ظروفها.
رفعت هويدا ثغرها جانبا بتهكم وقالت
ظروف إيه أنا لو مكانها كنت استحملت وقعدت على قلب جوزي لحد ما خدت فلوسي من عينيه لكن هي يا فرحتي خسړت كل حاجة عشانه وفي الأخر اللهم لا شماتة هو اللي باعها.
صاح بتحذير
هويدا! كلمة كمان وهخليكي تقومي تلمي شنطة هدومك وتروحي
على بيت أهلك.
نهضت وهي تحدق إليه بوعيد
بقى كدا يا عرفة بتهددني ماشي.
قالتها وذهبت فرفع يده في وضع الدعاء وبصوت خاڤت قال
اللهم ارفع البلاء عنا أوهون علينا.
وفي الغرفة المغلقة كانت تستمع إلى هذا الحوار من خلف الباب ذرفت عيناها الدموع بعدما أدركت أنها غير مرحب بها حتى في منزل والدها لذلك حسمت أمرها وبالفعل بعد مرور ساعات والجميع نيام أعدت نفسها للرحيل فأخذت حقيبتها ثم تسحبت على أطراف قدميها حتى لا يسمعها أحد لا تعلم أن زوجة شقيقها تراقبها من فتحة قفل الباب وحينما غادرت المنزل وضعت هويدا
موقع أيام نيوز×
يدها على صدرها وكأن هما ثقيلا قد رحل عنها.
أتفضلي يا سعيدة عاملة إيه
تفوهت راوية بترحاب بعد أن فتحت الباب وقامت باستقبال سعيدة التي أجابت
الحمد لله يا ستي بخير.
لكزتها راوية بمزاح قائلة
بقى كدا من وقت ما اتجوزتي وما بقتيش تيجي حتى تطمني علي ولا الواد حمودة منعك تشتغلي في البيوت تاني
أومأت إليها سعيدة فأجابت
ربنا يبارك له المعلم يعقوب من بعد ما أتجوزنا وزود لحمودة المرتب فقولت على إيه المرمطة ما دام مرتبه مكفينا وزيادة الحمد لله.
ألا قولي لي يا بت يا سعيدة مفيش أخبار جديدة ولا حمودة ما بقاش يحكي ليكي حاجة زى زمان
يواجهها.
شعرت سعيدة بالتوتر بعد أن أدركت سبب دعوة راوية إليها فسألتها بتردد
حاجة! حاجة زى إيه يا ست راوية
أمسكت راوية بمحفظة نقودها وأخرجت ورقة من المال بفئة مائة جنية وأجابت
لو قولتي ليا هيبقى فيه مېت جنية تانية زيها.
ابتلعت لعابها وهي تنظر إلى الورقة المالية باستسلام فقالت
هقولك بس بالله عليكي كأن ما قولتلكيش حاجة
أطلقت راوية زفرة كدلالة على أن صبرها قد أوشك على النفاذ وقالت
انجزي يا سعيدة ما أنتي عارفاني ومش أول مرة تحكي ليا.
هزت رأسها بنعم قائلة
حمودة عرف من واحد صاحبه إن المعلم يعقوب خده معاه عشان يشهد على العقد مع عم عرفة.
اخلصي قولي بسرعة.
كانت تنظر إلى الأسفل تارة وإليها تارة أخرى ثم أخبرتها بتوجس
عقد جواز المعلم يعقوب على البنت اللي كانت بتشتغل عنده.
في المساء عاد من المتجر إلى منزله ليطمئن على صغيره وعلى زوجته الأولى التي وجدها تجلس في منتصف الأريكة ترتدي جلبابا أسود اللون وكذلك الوشاح أيضا أسود علم على الفور بأن هناك کاړثة في انتظاره فسألها
مالك قاعدة ولابسة أسود في أسود كدا ليه
حدقت نحوه بنظرة أخبرته ما تشعر به جيدا فأجابت
والاستيراد.
لا حول ولا قوة إلا بالله ليه بتقولي كدا
نهضت وتقدمت منه فتوقفت تلقي عليه سؤالها الذي فاجئه بقوة
أقولك حمد لله على السلامة ولا أقولك مبروك يا عريس
هز رأسه بتفهم فعقب قائلا
واضح جواسيسك اللي زقاهم علي قاموا بالواجب أيوه يا راوية أنا أتجوزت.
و في هدوء يسبق العاصفة أخبرته قبل أن تطلق العنان لثورة ڠضبها
البت اللي أتجوزتها دي تطلقها حالا يا أنا يا هي.
ظل ينظر في عينيها بصمت حتى أخبرها
مش هطلقها واللي عندك اعمليه أنا الشرع محللي اتنين وتلاتة وأربعة معملتش حاجة حرام.
قالها واتجه إلى غرفته فصاحت في وجهه
بس أنا مش موافقة.
استدار إليها وقال
موافقتك من عدمها مش هاتفرق أنا استحملت منك كتير ولا فكراني نايم على ودني وماعرفش بتعملي إيه من ورايا تحبي أقولك أنتي كنتي بتعملي إيه عند حسنات
أيوه كنت بعملك عمل عشان ما تروحش تتجوز عليا وعشان أخلف منك تاني.
صاحت
بتلك الكلمات فصاح هو أيضا پغضب
أنتي تعرفي اللي عملتيه دا حرام وشرك بالله يعنى فاكرة إن أعمال الدجالين والڼصابين هتمنعني عن أي حاجة عايز أعملها! المفروض كنت طلقتك لأنك كدا ملكيش أمان بس أنا عامل خاطر لصلة الډم اللي ما بينا.
غلبها البكاء رغما عنها لتخبره من بين دموعها
أنا عمري ما أذيتك والأعمال دي عشان ما تبقاش لغيري.
بتحد وإصرار
مش هطلقها.
قالها وكاد يذهب فأوقفته تقبض بيدها على ذراعه
يبقى تطلقني أنا.
جذب ذراعه من قبضتها قائلا
اقصري الشړ يا راوية أحسن لك طلاق مش هطلق.
أخبرته بتحد
أنا هاسيب لك البيت وماشية.
وقف أمامها مباشرة وبنظرة ټهديد قال لها
لو سيبتي البيت مش هترجعي له تاني.
قامت راوية بتنفيذ ما أخبرته به ومنذ ذلك الحين وهي تمكث لدى والدتها مرت الأيام حتى أكتمل شهر كامل قد مضي بينما هو كان عاملة لك الأكلة اللي أنت بتحبها.
أمسك يدها وقام بتقبيل راحة كفها قائلا
تسلم إيدك يا حبيبتي.
يلا بقى أدخل غير هدومك واغسل إيديك قبل
ما الأكل يبرد وليك عندي مفاجأة بس بعد ما نتغدى.
وعلى المائدة كان يتناول طعامه شاردا فسألته زوجته لتطمئن عليه
مالك يا حبيبي فيه حاجة مزعلاك
ابتسم على مضض وهز رأسه بإنكار فأجاب
لا ما فيش شوية مشاكل في الشغل بس.
نهضت وجذبت الكرسي لتجعله ملاصق جواره فجلست وأحتضنت ذراعه.
أنا مش عايزاك تشيل حمل هم أي حاجة أبدا طول ما أنا معاك.
نظر إليها مبتسما وقال
ما انتي اللي مهونة علي أي حاجة بتحصل كفاية أبص بس في عيونك بحس إن أنا في الجنة.
ضحكت بدلال وقالت
هنبقى في الجنة بإذن الله والسبب هيكون اللي هنا.
أمسكت بيده ووضعتها على بطنها عقد ما بين حاجبيه يحاول استيعاب ما تخبره به سألها
هو انتي...
هزت رأسها وأكملت
أنا حامل يا يعقوب.
خد يا بني أكياس اللحمة دي ووزعها على كل أهل الحارة.
قالها يعقوب فعقب عرفة
ربنا يزيدك من نعيمه يا معلم وربنا يقوم الجماعة بالسلامة.
يا رب يا عرفة يا رب.
وبعدما انتهى من الدعاء وجد أمامه شيخا كبيرا في العمر ألقى التحية عليه
السلام عليكم يا يعقوب يا بني.
شعر يعقوب بأن هناك أمرا ما وقد أتى إليه هذا الرجل من أجله.
وعليكم السلام يا عم سليمان أتفضل.
ذهب كليهما وجلس كل منهما على كرسي مقابل إلى الأخر الذي يحدق إليه بعتاب ولوم قائلا
أنا جاى لك وزعلان منك جامد ينفع اللي عملته مع راوية ده
أخبره يعقوب بتبرير ما قد فعله
أنا معملتش حاجة حرام.
عقب الأخر
بس كان لازم تقولها يا بني وتسيبها تختار.
شعر بالضيق والضجر لذا قال له
بص يا عم سليمان أنا عارف مقام راوية بنت أختك عندك غالي قوي بس يعلم ربنا أنا براعي ربنا فيها ازاي و كل طلباتها مجابة ومسألة جوازتي التانية دي محسوم أمرها عايزة ترجع البيت أهلا و سهلا أنا ما قولتلهاش تسيب البيت وتمشي برغم إن أنا محذرها لو سابته ما ترجعش وصممت برضو تنفذ اللي في دماغها.
تنهد سليمان ووجد أن الأمر على وشك التعقيد فشعر أن عليه أن يخبره بما يعلم إياه
هي دلوقتى مچروحة وحاسة إنك أهانت كرامتها بجوازك عليها من وراها ولما أتمسكت بجوازك من التانية شافت إنها ما بقاش ليها أي قيمة عندك معلش يا بنى تعالى على نفسك المرة دي وروح خدها من بيت عمك إن ماكنش عشانها يبقى عشان خاطر اللي في بطنها.
انتفضت من مكانها وهي تهز رأسها برفض ثم عقبت على ما أخبرته بها شقيقتها للتو
لا يا سعاد ماقدرش ومستحيل أعمل حاجة زي كدا انتي فاهمة اللي بتقوليه دا يبقي إيه وإيه عقابه عند ربنا
نهضت الأخرى ثم جلست جوار شقيقتها توسوس إليها كالشيطان بل هي أقوى من الشيطان شړا فهناك نوع أخر للشياطين أشد خطۏرة وعلى قدر عال من الشړ وما هم سوى شياطين الإنس.
اسمعي كلامي هاتكسبي قوي لأنك لو ماعملتيش كدا هتورث معاكم انتي وابنك انتي اللي أحق بكل حاجة وما تجيش واحدة ما نعرفش أصلها منين تيجي تقش على الجاهز تعب وشقى جوزك وبتاعك انتي كمان زى ما هي قاسمة معاكي جوزك.
نظرت نحو الفراغ بشرود فكان وقع الكلمات على أذنها أقوى من السحر بدأت ترضخ إلى الأمر فقالت
طيب افرض وافقت على اللي بتقوليه أنا مش هعرف أتحرك من مكاني من وقت ما يعقوب جه خدني من عند أمي وحالف علي ما هخرج من باب البيت غير بإذنه.
ظهرت ابتسامة شيطانية على ثغر شقيقتها وقالت بثقة
سيبي علي الموضوع دا وفي خلال أسبوع هاتسمعي خبرها.
4
الأوقات السعيدة لم تدم طويلا فيجب على المرء أن يعد ذاته لتلقي الصدمات في أي وقت مرت أيام بل شهور وكانت من أجمل أيام عمره الذي عاش خلالها أروع الذكريات التي ستخلد
في ذاكرته حتى المۏت لم يكن لديه علم من قبل عن المعنى الحقيقي للحب سوى بين يديها.
نظر في الساعة التي تحيط رسغه وصاح مناديا
يا رقية يلا أتأخرنا.
خرجت من الغرفة بخطى ثقيلة والسبب يعود إلى بطنها المنتفخ من الحمل
يلا أنا جاهزة شوف منظري بقى شبه الكورة ببطني اللى بقت مترين قدام.
أطلق قهقهة وقال
والله زى القمر بتحلوي بزيادة.
عارف لو النونو طلع ولد هاسميه يوسف وبدعي ربنا إنه يكون نسخة منك والكل يضرب بيه المثل في الأخلاق والجدعنة.
ازدادت ابتسامته ورقص قلبه طربا فعقب
ولو بنت هسميها على اسمك رقية يعقوب عبد العليم الراوي
أمسكت بأطراف أناملها مقدمة قميصه تسأله بدلال مازحة
هتحبها أكتر منى
حتة منك ومنى أكيد هحبها لكن القلب كله ملكك انتي انتي بنتي وبنت
قلبي.
أخبرها بتلك الكلمات التي حفرت على جدران مملكة العاشقين أجابت عليه من أعماق فؤادها المتيم به
أنا بحبك قوي يا يعقوب
احتضنها بقوة قائلا
أنا تخطيت معاكي مرحلة العشق يا روح وحياة يعقوب ربنا يبارك لي فيكي وما يحرمنيش منك أبدا.
وفي داخل السيارة يستمع إلى كلمات تتغنى بها كوكب الشرق تلك الشارة التي تذكره بأول يوم عمل لها لديه
رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا.
علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عينيه
عمر ضايع يحسبوه ازاي علي
انت عمري اللي ابتدى بنورك صباحه...
مليء بالحزن بينما كان شاردا في عينيها انتبهت هي إلى الشاحنة الكبيرة القادمة نحوهما فصاحت بفزع
حاسب يا يعقوب.
انتفض پذعر وحاول أن يتفادى الاصطدام يصيح بها بأمر
البسي حزام الأمان بسرعة.
كانت السيارة تتأرجح يمينا ويسارا حاول التحكم في المكابح لكن لا تعمل سألته پخوف ذريع
فيه إيه يا يعقوب
الفرامل مش شغالة.
حوار قصير خلال ثواني معدودة انتهت بانحراف السيارة عن الطريق وانقلبت من الحافة أخذت تتدحرج عدة مرات متتالية حتى استقرت على جانبها كانت آخر ما رأت عيناه هي وتخبره بأنفاس متقطعة
خد.. بالك.. من يوسف.. يا.. يعقوب.
فقدت الوعي في الحال وكان هو ليس أقل حال منها لم يستوعب عقله ما حدث ففقد الوعي أيضا.
و في وسط همهمات يكاد أن يسمعها وأشعة الشمس تخترق ما بين أهدابه كان ثقل جفونه يجبره على الاستسلام إلى النوم لكن قلبه أجبره على الإفاقة بعدما ذكره زوجته حاول جاهدا أن يفتح عينيه فرأى الممرضة تضبط من وضع كيس المحلول فسألها بلسان ثقيل للغاية
رقية فين
ردد ذلك السؤال مرارا وإذا به ينهض فجأة يتلفت من
موقع أيام نيوز×
حوله مناديا
رقية يا رقية
أوقفته الممرضة لتخبره
حضرتك رايح فين ما ينفعش تقوم.
لم يكترث إلى تحذيرها فرأى إبرة المحلول المغذي متصلة بيده وذراعه الأخرى محاطة بالجبس ومرفوعة على حامل معلق حول عنقه وساعده يستند على صدره رفع يده المنغرسة بها الإبرة وقام بجذبها بأنامل يده المصاپة بصعوبة بالغة.
جاء الطبيب إليه ليوقفه عما يفعله
حضرتك رايح فين انت لسه تعبان وفى جسمك إصابات.
دفعه يعقوب من أمامه پغضب
أوعى من وشي فين مراتي
وكاد أن يخرج من باب الغرفة أوقفه حديث الطبيب وكانت أقسى الكلمات التي سمعها طوال حياته
المدام اللي جابوها معاك دخلت العمليات الدكاترة حاولوا ينقذوها هي والجنين أنقذوا الجنين ودخلوه الحضانة لكن مع الأسف كانت هي إصابتها قوية وحصل لها ڼزيف في المخ وانزلقت على خده يتذكر آخر لحظاته مع معشوقة فؤاده والتي لم يحب سواها جاءت وذهبت في لحظات وكأن عمره ينحصر في تلك الفترة فقط.
أنا وانت يا بني بقينا زى بعض من غير أم كانت حبيبتي ومراتي وأمي.
حضرتك والد الطفل اللي والدته جات في حاډثة
انتبه إلى سؤال الممرضة ألتفت إليها وهز رأسه بالإيجاب فسألته وفي يدها قلم وتقرير طبي
حضرتك هتسميه إيه
عاد ببصره إلى صغيره وأجاب
يوسف يعقوب عبد العليم الراوي.
المحڼ والصعاب مع مرور الزمان لكن هناك ما يترك ندبات فى القلوب لم يستطع الزمن أن يمحوها و تظل ذكرى ترافق المرء حتى تصعد الروح إلى الرفيق الأعلى.
بعد مرور واحد وعشرين عاما...
تسير بين المارة تتلفت من حولها ثم توقفت وانعطفت إلى حارة متفرعة من الشارع ولجت إلى داخل متجر لبيع قطع غيار الهواتف وتصليحها
حمزة يا حمزة
تناديه ولم تجد ردا منه ترددت أن تعبر هذا الباب الذي يؤدي إلى غرفة ملحقة بالمتجر طالإنتاجوالاستيراد.
أنف مدبب وعيون ذات نظرة حادة من ينظر إليه لن يشعر بالراحة أبدا بينما هي النظرة إلى عينيه بمثابة الهواء الذي تتنفسه وكأنه يأسرها بسحره الشيطاني.
يعني انت هنا وبقالك يومين مش بترد على تليفونك كل ما أتصل عليك نفسي أفهم أنا زعلتك فى إيه
أجاب باقتضاب وما زال لا ينظر إليها متعمدا ذلك
اسألي نفسك يا عروسة.
ضړبت بكفها على جبهتها وهي تتذكر ما يرمى إليه اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه
انت زعلان مني عشان العريس اللي اتقدم ليا! أنا والله ما خرجت حتى من أوضتي ولا أعرف شكله إيه.
رفع وجهه وهو يحدق إليها بنظرته المسيطرة على حواسها وسألها بصوت أجش وڠضب زائف
والواد ده شافك فين إن شاء الله عشان يعجب بيكي ويجى يتقدم لك
ابتعدت خطوة إلى الوراء وبتوجس أجابت
في فرح واحدة صاحبتي.
نهض كالۏحش الكاسر
يقبض على ذراعها فصاح پغضب بالغ
نعم! انتي برضو روحتي فرح رضوى صاحبتك من ورايا
عضت على شفتيها السفلى فأجابت وهي ترفع يدها بدفاع عن وجهها
والله كانت ماما معايا ويوسف وصلنا وفضل مستنينا وروحنا بعدها على طول نص ساعة بس اللي قعدناها
زاد من قبضته على ذراعها وهو ينظر إليها پغضب وذلك ما يظهره إليها لكن الحقيقة ما كانت سوى نظراته الأخرى ذات النوايا الخبيثة يستمتع برؤيتها في تلك الحالة وكم يعشق سيطرته عليها فبالرغم من تعليمات والدها الصارمة أن لا تتحدث معه أوتذهب للزيارة إلى خالتها لكن الممنوع مرغوب وبالفعل نجح حمزة في السيطرة على عقلها وقلبها معا كل أوامره تنفذها دون جدال كما يتقابل كليهما في السر دون علم من أحد.
والموضوع أتطور وأبوك جوزك حد ڠصب عنك أقسم بالله لأقتله وأقتلك انتي فاهمة
هزت رأسها في طاعة عمياء وأجابت
حاضر مش هتتكرر تاني بس بالله عليك ما تزعلش منى.
نفض ذراعها من يده حينما رأى ضعفها الذي يمكنه من امتلاكها كالدمية بين يديه.
ماشى هعديها لك المرة دي واعملي حسابك بكرة هاجي أطلب إيدك من أبوكي يا ريت ما يعملش زى المرة اللي فاتت ويتحجج بحاجات ملهاش تلاتين لازمة لأنه لو رفض هحطه قدام الأمر الواقع.
سألته بقلق
هتعمل إيه
أبوها مصري وأمها من روسيا.
كان حمزة يستمع إلى ابن خالته وعينيه تراقب الطريق ويرى رقية تسير بخطوات سريعة حتى اختفت عن مرمى بصره.
آه يا ابن الذين واتعرفت عليها ازاى دي
رفع جانب فمه بابتسامة وأجاب
بتشتغل فى الجمارك في الإدارة أنت عارف بقى صاحبك لما بيلاقي حاجة حلوة ما بيعدهاش من تحت إيديه بالساهل هزرت وضحكت معاها ولاغيتها لاقيتها جاية معايا سكة طلع عندها شاليه في العجمي سافرنا على هناك وقضينا أحلى يومين.
عقب حمزة على حديث صديقه
مين قدك يا عم دا أنت جاسر الراوي اللى مفيش واحدة تقدر تقوله لا.
كم كان وقع هذا الإطراء على مسامعه يطربه ويجعله يستمتع بما سوف يرتكبه من معاصي وذنوب دون خوف من خالقه.
أمال إيه يا بني مفيش بنت عرفتها إلا وكانت زى الخاتم في صباعي شوفت بقى كنت هتنسيني اللي كنت جاي لك عشانه.
سأله حمزة باهتمام
خير يا صاحبي
جيبت ليا الحاجة
ألقى حمزة نظرة إلى خارج المتجر ليتأكد من عدم مجيء أحدهم إلى هنا ثم أخرج من جيب بنطاله لفافة صغيرة من الورق الأحمر قائلا
خد دى حتة بتلتمية جنيه أجمد
من الصنف اللي قبله.
أخذها جاسر ورفعها أمام عينيه ذات النظرة الشيطانية المخيفة وقال
مش عارف من غير الكيف دا الواحد كان ممكن يقدر يعيش ازاى ولا أستحمل حتى أبويا
توقفت سيارة رمادية أمام المتجر الرئيسي لسلسلة متاجر يعقوب وأولاده ترجل منها شاب يافع متوسط الطول وعريض المنكبين ذو بشړة خمرية مثل والده يمتلك ملامح والدته حيث يتميز بالوسامة ولون العيون كالعسل الذهبي يحيطها أهداب سوداء كثيفة يهبط على جبينه بعض من خصلاته الفحمية المسترسلة.
استقبله عرفة الذي كان يقف أمام المتجر بحفاوة
نورت المحل يا ابن الغالي.
ابتسم إليه وأجاب
تسلم ليا يا عم عرفة.
ولج إلى الداخل متجها إلى مكتب
والده كان يجلس شاردا كعادته يبحر فى مخيلته مع التي سلبت قلبه ورحلت عن عالمه منذ واحد وعشرين عاما وما يعطيه بصيص من الأمل للاستمرار في العيش ما تركته له من ابن بار وصالح اسم على مسمي حقا لا ينسى تلك الأيام عندما تركه إلى زوجة عرفة ريثما ينتهي من مراسم الډفن و تلقي العزاء كانت تخبره دائما إنه طفل هادئ وذو طلة تجذب كل من يراه وكأنه محاط بهالة ملائكية جاذبة للمحبة وعندما انتهت أيام العزاء أخذه إلى زوجته راوية التي وضعت مولودتها فقرر تسميتها على اسم زوجته الأخرى المتوفاة تعجب على عدم تعليق أو اعتراض من ابنة عمه ظن إنها تحملت ذلك الأمر من أجل حالته التي يرثي لها كما طلب منها أن ترضع صغيره الذي رفض جميع أنواع الألبان الصناعية وبالفعل نفذت راوية طلبه على مضض أو ربما شعور بالذنب أو لأمر أخر فعندما حملته على ذراعيها نظرت إلى وجهه الملائكي وألقى خالقه محبته في قلبها قامت بتربيته وكأنها تكفر عن ما فعلته به.
السلام عليكم يا حاج يعقوب.
ألقى التحية على والده بمزاح ونظر إليه يعقوب مبتسما فكان في انتظاره رفع ذراعيه يسأله
عملت إيه يا غالى يا ابن الغالية
ارتمى بين ذراعيه وأخبره
نجحت بتقدير امتياز وسمعت أخبار حلوة من إدارة الكلية عن تعيين المعيدين واحتمال كبير أبقى معيد.
ربت والده على ظهره بفرح مهللا
ألف ألف مبروك ربنا يوفقك يا بني ويعلي مراتبك كمان وكمان.
انسحب من بين ذراعي والده قائلا
يا رب يا والدي وبرضو هيفضل مكاني في المحل زى ما أنا.
وضع يعقوب يده على كتف ابنه فقال
المحل محلك يا ابني وكل ما أملك بتاعك أنت وإخواتك وواثق إن على إيديك هتبقى سلسلة المحلات وهيبقى ليها فروع في كل محافظة.
أومأ إليه وبثقة أخبره
اطمن يا بابا ومش بعيد يكون عندنا مصنع وبنصنع ونبيع فى نفس الوقت.
إيدي على كتفك والفلوس جاهزة وانت بقيت خريج إقتصاد وعلوم سياسية قد الدنيا وعلى رأى المثل إدي العيش لخبازه.
عقب يوسف على حديث والده قائلا
بإذن الله يا بابا.
كدا فاضل حاجة واحدة بس.
نظر إليه باستفهام وسأله
حاجة إيه
أجاب مبتسما
العروسة.
5
كان هناك أيضا من ينتظر الفرحة بترقب تمسك بهاتفها وتنتظر مكالمة هاتفية تقضم أظافرها بتوتر فقالت لها ابنة خالها القريبة منها في العمر وصديقتها
إيه يا بنتي عمالة تاكلي في ضوافرك قربتي تاكلي صوابعك نفسها.
ألتفتت إليها بزاوية لتخبرها
خاېفة قوي يا أمنية نفسي أجيب تقدير عالي عشان أدخل الكلية اللي نفسي فيها.
أخبرتها أمنية بمزاح
ما تخافيش يا مريم بإذن الله هاتجيبي أعلى تقدير ما هو مش بعد ما كنتي بتفضلي سهرانة لحد الفجر بتذاكري ومش بعرف أنام بسببك وفي الأخر كل دا يروح على الفاضي.
ابتسمت مريم فازدادت جمالا تلك التي تمتلك ملامح والدتها بالإضافة إلى قدها الممشوق فالجمال نعمة ولدى البعض يصبح نقمة
×
إذا أتى على رأس صاحبته بالمصائب والابتلاءات.
ادعي ليا انتي بس من قلبك.
رفعت أمنية يدها في وضع الدعاء قائلة
يا رب يا مريم يا بنت عمتو ليلى تجيبي امتياز وتدخلي الكلية وأنا يا رب خلاص رضيت بالدبلوم بس مش عايزة غير حاجة واحدة بس إنه يكون جاسر الراوي يبقى من نصيبي قولي آمين يا بت يا مريم.
كانت تضحك على صيغة دعاء ابنة خالها هزت رأسها بسأم وقالت
آمين يا بنت خالي.
صدح رنين هاتفها الخلوي فانتفضت أجابت على الاتصال بقلب يخفق بقوة ويد ترتجف من التوتر والقلق
ألو.
.
أيوه أنا مريم هشام الوكيل.
.
اتسع ثغرها من الجانبين بابتسامة كادت تصل إلى أذنيها نهضت أمنية من مكانها والتصقت بها ثم وضعت أذنها على الهاتف بينما مريم ملامحها رأتها أمنية في تلك الحالة فسألتها بقلق
هو قالك إيه
وإذا بها تصرخ بفرح عارم
أنا نجحت يا أونا وبتقدير جيد جدا كمان.
احتضنتها أمنية بقوة
ألف مبروك يا حبيبتي وعقبال العريس بقى وعقبالي يا رب أكون حرم جاسر الراوي.
لكزتها مريم بمزاح في كتفها
يا بنتي أتقلي دا زمانه كل ما بيشوفك يعرف إنك ھتموتي عليه.
أمسكت بكلتا يديها لتخبرها عن مشاعرها تجاه هذا الجاسر
بحبه يا مريم بمۏت فيه بحبه يا ناس.
انفتح الباب بغتة ودخلت هويدا تحدق ابنتها پغضب تسألها
دا
اللى بتحبيه يا مقصوفة الرقبة
اختبأت خلف ابنة عمتها وأجابت بإنكار
لا يا ماما أنا كنت بقول أشكرك يا رب أصل مريم نجحت وجابت جيد جدا وهتدخل الجامعة.
نظرت هويدا نحو مريم وكأن أمر نجاحها غير هام وبدلا من أن تهنئها أو تبادر بالمباركة إليها قالت
دبلوم ولا معهد ولا حتى الجامعة كله محصل بعضه ومصاريف على الفاضي في الأخر هتتجوزي.
شعرت أمنية بالحرج من
حديث والدتها التي لم تكف عن إزعاج ابنة عمتها كلما تنجح أو تفعل شيئا جيدا تأتي هي وتلقي عليها كلمات تجعل من جبل صامد فتات صخور محطمة لذا عقبت
مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اكتفت والدتها برفع جانب فمها بتهكم ثم أمرت كليهما
يلا يا هانم منك ليها ورانا غسيل وطبيخ وأبوكي بعد ساعة هيجي يتغدى.
أتي المساء بظلامه الذي يغلب على قلوب البعض ونجوم سمائه تنير الدروب للبعض وهناك من يقضي لياليه في ملذاته التي لا تأتي سوى بالخطايا.
يسجل رسالة صوتية إلى الفتاة التي يراسلها منذ أكثر من شهرين يخبرها بالآتي
مش هتقولي ليا انتي مين برضو دا أنا قايلك كل حاجة عني حتى ببعت لك رسايل بصوتي مش واثقة فيا و لا إيه
أرسلت إليه صاحبة الحساب باسم حبيبي حياتي رسالة نصية عبر تطبيق الدردشة الشهير
طبعا واثقة فيك بس بصراحة مش هقدر أكلمك ولا تشوفني خليها تيجي بظروفها يا عالم يمكن تلاقيني قدامك في الحقيقة.
عقب بداخل عقله ونظراته التي تنضح بالشهوة
تعالي انتي بس وأنا هخليكي واثقة فيا على الأخر.
معاه عيال بقوا فى المدرسة وانت كل ما نجيب لك سيرة الجواز أو أكلمك على عروسة تقعد تطلع حجج ومبررات ملهاش لازمة كل ده عشان تعيش حياتك على كيفك.
ألقى هاتفه وأطلق زفرة بضجر فأردفت والدته
انفخ يا أخويا انفخ أهو أخوك اللي أصغر منك بتسع سنين نجح في الكلية وهيتعين كمان في الجامعة وانت خليك كدا قاعد زى الولايا في البيت.
مش هنخلص من حكاية أخوك عمل وهبب دي أروح أخلص لك عليه عشان ترتاحي
توقفت لوهلة حتى تستوعب الكلمة التي تفوه بها ابنها فهي تعلم مدى كراهيته لشقيقه وذلك منذ أن جلبه والده إلى المنزل وهذا يعود إلى التفريق في المعاملة بينهما فكان يعقوب كثيرا يطلق غضبه ويعاقبه كلما أخطأ و في نفس الوقت يحنو على صغيره ويفضله في المعاملة بل ووالدته كانت كذلك تهتم كثيرا بيوسف الذي يطيعها دائما بكل حب في المقابل كان ابن رحمها يفعل العكس ويجلب لها المشكلات ويجلب لها توبيخ زوجها إليها بأنها لم تستطع أنت بقى اللي بتاخد نصايحي ليك على هواك.
نهض من على الفراش واقترب منها ليخبرها بنظرة أتت من قعر الچحيم
بس أنا بكرهه وهفضل أكرهه لحد أخر يوم في عمري تقدري تقولي عدوي اللدود وأنا اللي بيبقى عدوي بمحيه من على وش الدنيا احمدي ربنا إن أنا سايبه لحد دلوقت عايش ويلا عن إذنك أنا عايز أنام.
قالها ودفعها بقليل من العڼف إلى الخارج وأغلق الباب في وجهها تركها في حالة صدمة تقسم بخالقها أن من كان يحدثها للتو كان شيطانا وليس ابنها!
ظلت جالسة في الغرفة من بعد الانتهاء من وجبة الغداء وذلك بعد أن أخبرت خالها برغبتها لإكمال تعليمها و الذهاب إلى الجامعة اكتفى بكلمة المباركة لها على مضض وبعدم اكتراث إلى الأمر مما جعلها تشعر بالحزن بدلا من الفرح.
شعرت بالملل والضجر من التمدد على الفراش والتقلب يمينا ويسارا دون أن تغفو شعرت بالظمأ فنهضت لتذهب إلى المطبخ حيث يوجد البراد دخلت وفتحت الخزانة الخاصة بالأكواب وجدت يد أخرى تسبقها لتمسك بالكوب ويد أخرى تحيط خصرها المنحوت بحميمية على الفور استدارت ثم شهقت قائلة
محمود!
حدق إليها بنظرة ساخرة يشوبها نظرات أخرى تعلم إلى ماذا ستنتهي مجيبا
فيه إيه مالك أتخضيتي كدة ليه دا أنا كنت بقولك مبروك.
ابتعدت إلى الوراء قليلا ونظرت إليه پغضب تنهره
مش هتبطل حركاتك الژبالة دي يا أخي!
أجاب وهو يجول ببصره على جسدها بنظرة ذئب جائع يريد التهام فريسته بضراوة.
تنكري إن الحركات دي كانت بتعجبك زمان ما هي لو مش على هواكي كان زمانك قولتي لأبويا.
نظرت إليه بازدراء ولن تنسى هذا اليوم التي ذهبت لتخبر زوجة خالها عما يفعله بها ابنها فوجدتها توبخها و تقوم بټهديدها إذا تفوهت بهذا الهراء إلى خالها وذلك بإخبار خالها أنها هي من تراود ولدها عن نفسه وأنها تدخل إلي داخل غرفته من دون علمهم حولتها هذه المرأة التي يرفع إليها إبليس القبعة من
دور الضحېة إلى الجاني وكم من مرة ترى خالها يذعن إلى أوامر زوجته أو ربما يخشى من إغضابها فمن المؤكد إذا أخبرته عن أفعال ولده الدنيئة سوف يخذلها لذا قررت الدفاع عن نفسها وأن تأخذ بثأرها من كل من يقترب منها.
أجابت على اتهامه الوضيع لها
ومين قالك إن أنا كنت ساكتة عشان اللي بتعمله كان على هوايا بص فى إيدك وأنت هتعرف.
نظر إلى يده ليتمعن في ندبة جراء ما فعلته به عندما اقترب منها وأراد تقبيلها عنوة فاستلت سکينا صغيرا و أصابت يده بچرح قطعي.
رفع وجهه وحدق إليها پغضب وقال
طيب المرة اللي فاتت ماكنش فيه حد في البيت وقدرتي تجري منى لكن دلوقتي أي حركة هتصحي أبويا وأمي و منظرك هيبقى وحش لما كمان أقولهم إنك انتي اللي جيتي صحتينى.
اقترب أكثر منها حتى أصبح أمامها مباشرة بينما هي تمكنت بفطنة أن تفتح درج الملاعق والسكاكين سحبت السکين دون أن تصدر صوت وعيناها لا تحيد عن هذا الذئب وفي لحظة كاد ينقض عليها فأشهرت السکين أمام وجهه تهدده من بين أسنانها وبصوت خاڤت
أقسم بالله لو قربت مني لأقتلك المرة دي.
تراجع بضع خطوات إلى الخلف رافعا يديه في وضع الدفاع وظهر الخۏف على ملامحه.
نزلي السکينة دي يا مچنونة.
ابعد من قدامي وأنا هنزلها.
قرأت الغدر في عينيه وقدمه تتأهب للقفز نحوها قائلا
انتي أصلا جبانة ولا هتقدري تعملي حاجة.
وثب نحوها ليختطف من قبضتها السکين لكنها باغتته بغرزها في كفه فتأوه وكتم تأوهه في الحال شهقت بفزع فألقت السکين من يدها وركضت نحو غرفتها وفي طريقها وصل إلى سمعها صوت زوجة خالها تتشدق بحنق
جامعة إيه اللي البرنسيسة بنت أختك عايزة تروحها احنا ناقصين ۏجع قلب ومصاريف مش تحمد ربنا إنك ربتها وكبرتها وعلمتها لحد ما خلصت المعهد
نهاها زوجها عن ما تتفوه به
أخرسي يا وليه ووطي حسك للبنت تسمعك ولا عايزة تعملي معاها زي ما عملتي مع أمها زمان لحد ما طفشت من كلامك يا مفترية.
شهقت باعتراض قائلة
نعم! هو أنا ضړبت أختك على إيدها ولا طردتها هي اللي ما صدقت تمشي ورجعت على ليبيا تاني لما عرفت إن جوزها طلق الست الخواجاية داست على كرامتها ورجعت له لا وكمان راحت تخلف منه ورجع لعادته تاني يضرب فيها لحد ما جاب لها اكتئاب واڼتحرت.
لم تتحمل سماع أكثر من ذلك وضعت يدها على فمها لتمنع صوت شهقاتها وهي تبكي عادت إلى الغرفة وتمددت على الفراش ثم تدثرت بالغطاء بعدما شعرت بالقشعريرة وبالبرد الذي أصاب أطرافها.
أتى صباح يوم جديد وهنا في منزل عائلة الراوي يتجمعون حول المائدة لتناول وجبة الإفطار يترأس يعقوب المائدة وعلى يمينه زوجته وبجوارها ابنتها الشاردة في الصحن الذي أمامها بينما على يساره يجلس يوسف و يتناول طعامه في صمت.
سأل يعقوب زوجته
هو المحروس ابنك لسه نايم لحد دلوقتي
أجابت بسأم من ولدها العاق هذا
ما أنت عارف بينام متأخر ويصحى الضهر.
انتهى من تناول الطعام نفض يديه ثم قال
الحمد لله.
وأردف قائلا
لما تخلص فطار جهز نفسك عشان هتيجي تقف في المحل.
أومأ إليه ابنه بطاعة
حاضر يا بابا.
نظر يعقوب نحو كرسي ابنه الأخر ليجده شاغرا نظر فى ساعة يده وقال
ابنك بقى عنده تلاتين سنة ولا أتجوز ولا بيعمل حاجة غير إنه مقضيها مع أصحابه وابن خالته الصايع الفاشل.
أهو عندك جوا أدخل صحيه وقوله الكلام دا ويا ريته زي ابن خالته على الأقل عنده محل موبايلات و شغال زى الفل.
قالتها راوية بينما ابنتها انتبهت عندما جاء كلا من والدها ووالدتها بذكر من تحب نهضت و قالت
الحمد لله
كادت تذهب فأوقفها والدها
استني هنا اقعدي.
جلست ونظرت إليه بتوتر فسألته بتوجس
فيه حاجة يا بابا
حدق إليها بنظرة زادت من توترها فسألها
إيه حكايتك انتي كمان كل ما يجي لك عريس ترفضيه من غير ما حتى تقعدي معاه كانت حجتك الأول الدراسة والمعهد دلوقتي بقالك سنتين مخلصة.
ابتلعت ريقها ثم أجابت
مش شايفة حد فيهم مناسب ليا.
نظر إليها بامتعاض وسألها بسخرية
لما مهندس ودكتور ومحاسب مفيش حد فيهم مناسب ليكي أمال إيه اللي يناسبك يا أستاذة رقية
ترددت في إجابتها لأنها تعلم أن ما سوف تتفوه به سيثير ڠضب والدها وبعد صمت دام لثوان قالت
أنا مش
موقع أيام نيوز×
عايزة جواز صالونات مش مقتنعة بيه خالص.
عقد ما بين حاجبيه وتمعن فيما قالت فتدخلت والدتها بتهكم
قصدها يعنى يا حاج إنها عايزة واحد يكون بيحبها وبتحبه من الأخر يكونوا بيحبوا بعض.
صاح يعقوب پغضب
مفيش المسخرة والكلام الفارغ دا الحب بيجى بعد الجواز.
فقالت باندفاع
اشمعنا حضرتك أتجوزت أم يوسف الله يرحمها على ماما بالتأكيد عشان كنت بتحبها قبل ما تتجوزها.
حدقت إليها والدتها بنظرة ڼارية ثم قالت
أنا هروح أصب الشاي.
أراد يوسف أن يهدأ من الأجواء المشټعلة فتدخل قائلا
معلش يا بابا رقية بالتأكيد مش قصدها حاجة من اللي حضرتك فهمته هى زي أي بنت عايزة اللى تتجوزه تكون مقتنعة بيه أو فيه إعجاب متبادل.
والده وكأن
الحوار الذي دار للتو لم يكن فقال
سيبك منها أنا فاهم اللى فى دماغها لأنه لو طلع إحساسي
صح هيبقى على چثتي إن ده يحصل.
ثم نظر إليها بحدة وتحد يخبرها أن زواجها من ابن خالتها من المستحيل أن يوافق عليه.
وفي منزل عرفة كانت الأجواء ملبدة بالغيوم وكأن هناك عاصفة قادمة يتجمعون حول المائدة سأل زوجته
فين محمود
ابتلعت ما بفمها وأجابت
راح شغله من بدري.
لاحظ غياب مريم فسأل ابنته
مريم ما جتش تفطر ليه
وقبل أن تجيب خرجت مريم من الغرفة متجهة نحو خالها مرتدية ثوب محتشم وتطلق خصلاتها على ظهرها تمسك حقيبة يد هو أنا قصرت معاكي فى حاجة يا مريم
هزت رأسها بالنفي وقالت
لا يا خالو بس أنا عايزة أشتغل عشان مصاريف الكلية هتبقى كتير وكفاية عليك اللي عملته معايا من وقت ما أخدتني عندك وربتني.
تبادل النظر مع زوجته رمقها بعتاب وتأكد أن حديثهما وصل إلى ابنة شقيقته عليه أن يصلح ما أفسدته زوجته حتى لا يخسر الأخرى كما خسر شقيقته للأبد تنهد وألتفت إلى مريم قائلا
تريد أن تخوض مناقشة قد برمت أمرها من قبل
أنا طلبي واضح جدا كل اللي أنا طلباه عايزة أشتغل وأظن أنا خلاص ما بقتش صغيرة وما تقلقش علي أنا بعرف أحافظ على نفسي قوي من أي حد يسمح لنفسه يتطاول علي أو حتى يجى جمبي.
نظرت إلى هويدا التي تهربت من النظر إليها فقالت هويدا
وماله يا حبيبتي الشغل مش عيب سيبها يا عرفة تعمل اللي يريحها مريم جدعة وشاطرة.
عقبت أمنية بعد ما جال في ذهنها فكرة لتتمكن من رؤية من يسلب قلبها
آه صح يا بابا مش الحاج يعقوب عنده كذا فرع وبالتأكيد بيبقى عايز بنات تشتغل عنده ما تقوله على مريم وأنا كمان وأنا واثقة إنه مش هيرفض لحضرتك طلب.
عقب والدها على حديثها
الحاج يعقوب ما بيشغلش عنده بنات والسبب إنه مش عايز مشكلات خصوصا إن جاسر ابنه ما بيسبش أي واحدة بتيجى تشتغل عندهم في حالها.
علقت والدتها على طلبها بامتعاض
شغل إيه يا بت اللي عايزة تنزليه دا وإن شاء الله لما انتي ومريم تنزلوا الشغل مين اللي هيساعدني فى شغل البيت ولا أنا الخدامة اللي جابها لكم أبوكي.
امتعضت ملامحها بحزن فقال لها والدها
أمك عندها حق يا أمنية كفاية واحدة فيكم تشتغل.
الټفت إلى مريم ونهض ليردف
وانتي يا مريم معلش ادخلي غيري هدومك وأنا النهاردة بإذن الله هكلم الحاج عليكي ما تقلقيش أهو على الأقل هتبقي قدام عيني.
يمسك الحسابات عندي
كان حديث يعقوب قد أثلج صدر عرفة الذي شعر بالفرح فسأله ليتأكد
يعني يا حاج انت موافق تشتغل عندك بجد
ضحك من بطء استيعاب عرفة وقال
مالك يا عرفة دا أنت بتسمع أحسن مني ما أنا لسه قايلك هاتها تشتغل تمسك حسابات المحل وأهي فرصة يوسف موجود يفهمها الشغل ماشي ازاي.
ربنا يبارك لنا فيك يا حاج يعقوب وتفرح بيهم وهما عرسان وتشوف أحفادك يا رب.
عقب يعقوب بسرور
يا رب
وكان يحدق نحو ابنه بنظرة تخفي أمرا يريد
تمر الأيام بالفرح والحزن قلوب تعلقت وقلوب يجافيها النوم وهناك قلوب قد نما بداخلها الحب وبدأ يترعرع وتلك الكلمات الأخيرة وصفا كافيا لحالة مريم التي انجذبت إلى يوسف رغما عنها وكذلك هو لكن كليهما يحتفظ بهذا الحب سرا داخل قلبه.
وصلت اليوم باكرا حيث لا يوجد سوى خالها والعمال كان العمال يقومون بترتيب البضائع حتى يفرغون مكان للبضائع الجديدة التي ذهب يعقوب وابنه يوسف لجلبها من ميناء بورسعيد.
جلست تتابع عملها على الحاسوب كما تفعل كل يوم تنظر في الشاشة بتركيز حتى لا تخطئ في تسجيل الحسابات إذا بها تنتفض حيث وجدت يد وضعت فوق يدها التفتت برأسها ونظرت إلى صاحب اليد ذات القبضة القوية.
أستاذ جاسر لو سمحت ألتزم حدودك.
أخذ يضحك حتى توقف عن الضحك وقال
حلوة قوي أستاذ جاسر منك وبعدين إيه ألتزم حدودك دي! انتي هنا بتشتغلي عندي وأي واحدة بتيجي تشتغل هنا بيبقى هدفها جاسر الراوي.
استطاعت إفلات يدها من تحت قبضته وعقبت على حديثه بتهكم
إيه كمية النرجسية اللي انت عايش فيها دي غير إن أصلا مش بشتغل عندك أنا اللي شغلني الحاج يعقوب اللي لما يرجع...
دنا منها وأحاطها بذراعيه على الكرسي حيث يستند بكل يد على كل مسند مقاطعا إياها
إيه هتشتكي له وتقولي ابنك حط إيده على إيدي
حدقت إليه بازدراء وقالت
لا
هقوله ربي ابنك اللي واخد في نفسه مقلب وفاكر كل البنات
هتجنن عليه.
اقترب بوجهه من وجهها وهي تتراجع إلى الوراء كانت تخشى أن يقترف شيئا أحمق شعرت بأنفاسه الحارة كالهواء في عز ظهيرة يوم في منتصف موسم الصيف
ما انتي لما هتقربي مني هتحبيني.
رمقت إليه بتحد قائلة
ده من عاشر المستحيلات وعلى فكرة أنا مرتبطة.
سألها مبتسما بتهكم
مرتبطة بأخويا يوسف
أجفلها بهذا السؤال وكانت نظراته تترقب إجابتها على أحر من الجمر وعيناه تشتعلان من الحقد و الڠضب صاح بها
ما تردي.
ابتلعت لعابها پخوف فأجابت على مضض
لا مرتبطة بواحد تاني.
نظراته المخيفة جعلتها تكذب وتخشى أن يخبر شقيقه بذلك وسوف تكون في موقف لا تحسد عليه ظل يتبادلان النظرات حتى جاء عرفة للتو يخبره
كل اللي في المخزن خليت العمال يخرجوه ويرصوه على الأرفف أي أوامر تانية يا جاسر
استدار إليه وكأنه وجد أخيرا من يصب فوقه غضبه صاح
اسمي جاسر بيه مش منبه عليك مليون مرة تناديني باللقب دا.
نهضت مريم ووقفت أمامه وصاحت به
هو انت مين أصلا عشان عمال تتكبر على اللي أكبر منك سنا
جذبها من عضدها بقوة وأخبرها من بين أسنانه
وانتي مالك هتعرفيني أتعامل مع اللي شغالين عندي ازاي
توسل عرفة إليه
عشان خاطري يا جاسر بيه سيبها هي بالتأكيد ما تقصدش حاجة.
الټفت إليه مرة أخرى ووبخه
وانت عمال تتحامي ليها كانت من باقي عيلتك
لأنه يبقى خالي.
صوت مياه البحر وأصوات الطيور كافية لعمل أجمل الألحان تطرب السمع ينصت إليها يعقوب باستمتاع ويخبر ابنه الذي يجلس أمامه حول المنضدة
عارف يا يوسف يا بني المكان ده جينا فيه أنا وأمك الله يرحمها كان قبل ما نتجوز عمري ما كنت أتصور إنها تسيبني بسرعة قوي كدا.
كان يستمع إلى والده بسعادة فسأله
معقولة يا بابا كنت بتحب ماما الله يرحمها قوي كدا
تنهد والده ثم نظر إلى مياه البحر وأجاب
كنت وما زالت دا حبها بيزيد في قلبي كل يوم رقية دي كانت جنة الدنيا اللي ربنا رزقني بيها كنت بشوفها ملاك عايش في وسطنا.
تعرف يا بابا من كتر كلامك عليها حسيت إني كنت عايش معاها أنا بتمنى أن ربنا يرزقني بزوجة زيها بالظبط.
وحينما أخبره والده بذلك أطلق يوسف زفرة بأريحية اقتصر طريق طويل من الشرح والحديث حول الموضوع الذي يريد أن يحدثه عنه.
أنت كدا وفرت علي اللي عايز أقوله ليك.
عقد ما بين حاجبيه وسأله
حضرتك تقصد إيه
أجاب يعقوب ويتمنى من داخله أن يصدق حدسه
مش أنت لسه بتقول نفسك تتجوز واحدة زى أمك الله يرحمها أنا بقى بقولك موجودة بس مش زيها بالظبط لكن فيها منها كتير هادية ومحترمة وبنت أصول ظروف حياتكم تشبه بعض.
باغته بسؤاله
حضرتك قصدك على مريم
رفع حاجبه بدهشة من فطنة ابنه فقال إليه
وهي فيه غيرها أديك أتعاملت معاها وتقريبا تعرف عنها كل حاجة حتى كمان بتحب العلام زيك و مجتهدة بتشتغل عشان تكمل تعليمها تلاقيها مش عايزة تحمل خالها فوق طاقته ويا عالم مراته الحرباية قالت لها كلمتين مش تمام من الأخر البنت دى عجباني قوي وبتمناها ليك أنت إيه رأيك
أجاب الأخر
مش لما أعرف رأيها هي الأول
ضحك والده ثم أخبره
اطمن هي بتحبك ويمكن أكتر اسالني أنا من نظرة واحدة بعرف اللي قدامي دا قلبه مشغول ولا لأ.
أومأ إلى والده وقال
ماشي يا بابا لما نرجع بإذن الله هبقى أكلمها ولو طلعت زى ما حضرتك بتقول يبقى نروح أنا وانت وماما راوية نطلب إيديها.
ربت يعقوب على يد ابنه بحنان قائلا
ربنا يكتب لك كل خير يا غالي يا ابن الغالية.
انتهت من عملها للتو فسألت خالها
خالو أنا خلصت شغلي أنت مروح معايا
كان عرفة يمسك بدفتر ويدون علامة أمام كل نوع بضاعة بعدما يتأكد من ترتيبها على الرفوف أجاب
لا أنا قدامي ساعة عقبال ما أخلص روحي انتي يا حبيبتي.
غادرت المتجر وسارت على اليمين حتى خرجت إلى الشارع الرئيسي ومن ثم منه إلى شارع هادئ يؤدي إلى الشارع الذي يوجد فيه منزل خالها.
شعرت بخطوات تسير خلفها بتؤدة فتوقفت فجأة والتفتت فلم تجد أحدا وإذا بهرة تقفز من نافذة منزل مهجور جعلتها تنتفض پذعر رددت بعض الأذكار واستدارت لتسير إلى الاتجاه الصحيح وفي خلال برهة جذبتها قبضة قوية ودفعتها إلى داخل المنزل المهجور كادت تصرخ لكن ذلك الذي يلتصق بجسدها المصطدم بالجدار المتصدع قام بتكميم فاها وأخبرها بتحذير
لو صړختي أو عملتي أي حاجة عارفة دي
رفع أمام عينيها مدية اتسعت عينيها پذعر فابتسم بسعادة من خۏفها الذي يشعره بلذة أردف تحذيره إليها
دى هقوم قاطع بيها رقبتك الجميلة لحد ما أفصل ليكي ر*اسك عن جسمك.
أنا هاشيل إيدي ونتكلم مع بعض بالعقل أصلك بصراحة ډخلتي مزاجي
قوي وعجبتيني لا و طلع عمي عرفة خالك يعني زيتنا في دقيقنا.
كانت تتحدث من أسفل يده ولم يفهم من همهماتها حرفا واحدا فأبعد يده وسألها
كنتي بتقولي إيه يا قمر
كنت بقول أنك لو آخر راجل في العالم عمري حتى ما هبص ليك واللي
في دماغك دا تنساه خالص لأنك مش الراجل اللي أتمناه.
قالتها وأخذت تدفعه عنها في صدره فأمسك برسغها وسألها پغضب
جرى إيه يا بت أنت اللي زيك يتمنوا بس أعدي من قدامهم.
حاولت جذب يدها وقالت
وأنا مش زيهم ممكن تبعد عني بقى وتسيبني في حالي.
أخذ يتجول ببصره على أنحاء وجهها ومن ثم جسدها أعاد المدية إلى جيب بنطاله الخلفي فقال لها
طيب ما تيجي نتجوز عرفي وأوعدك هخليكي تعيشي ملكة.
حدقت إليه بسخرية وسألته
أنت بجد مصدق نفسك ولا بتستعبط جاسر يا راوي انت اللى زيك المفروض يروح يتعالج ربها إنها استطاعت الفرار منه عادت بالنظر أمامها فشهقت عندما رأت ابن خالها فسألها
فيه إيه شوفتي عفريت
حدقت إليه بازدراء وأجابت
تصدق بالله العفريت عندي أرحم بكتير.
تصنع الوداعة والبراءة فقال
الله يسامحك وأنا اللي كنت مستنيكي عشان أقولك إن أنا مسافر بكرة رايح شغل في الغردقة هقعد هناك شهرين وهنزل أجازة عشر أيام هتوحشيني يا مريومة.
المستهلكين على اقتناء المركبات.
افترقت شفتيها بابتسامة صفراء وأخبرته
ما تشوفش وحش.
نظر إليها بعتاب
بدل ما تقولي ليا أنت كمان هتوحشني يا ابن خالي مش كفاية عورتيني بالسکينة وعديتهالك وأمي لما سألتني قولت لها دي إصابة عمل.
رفعت سبابتها أمام وجهه قائلة
عارف يا محمود أنا لولا صلة الډم اللي ما بينا ولولا خالي كان زماني بدل ما رشقت السکينة في إيدك كنت رشقتها في قلبك وخلصت منك يلا غور من قدامي.
ولجت إلى داخل البناء وتركته ينظر في إثرها بتعجب قائلا
ماشي يا مريم كلها شهرين وراجع ليكي يا بنت عمتي.
ما أقسى العشق حينما تتحداه الظروف فكم من شخص أراد أن تكتمل قصة حبه و أتت والاستيراد.
تزرع الأرض ذهابا وإيابا وتمسك بهاتفها تجري اتصالها المائة ولم يرد فكان ذلك الحال قد مر عليه أكثر من يومين كاد التفكير ېقتلها تود رؤيته ووالدها قد أقسم أن لا تخطو قدميها خارج المنزل انتبهت إلى حركة والدتها في الخارج وهي تخبرها بصوت جهوري
رقية
خرجت من غرفتها وأجابت
نعم.
نعم الله عليكي يا قلب أمك أنا نازلة السوق أبوكي أتصل وقال هيجوا هو ويوسف على آخر النهار وأخوكي جاسر اللي هيشلني عن قريب بقاله يومين بايت برة بالتأكيد ما صدق أبوه مش هنا هتلاقيه بايت عند أصحابه الصايعين زيه ويا ريت ما أنزلش من هنا تقومي متصلة بابن خالتك اللي ما جالناش من وراه غير ۏجع القلب.
أومأت لها بمكر وقالت
حاضر يا ماما أنا أصلا مش بكلمه من وقتها.
يا ريت ما تكونيش بتضحكي علي يلا خدي بالك من نفسك واقفلي الباب ورايا.
غادرت والدتها المنزل بينما هي عادت إلى غرفتها وكادت تجلس على الفراش وتمسك هاتفها ثم تراجعت عندما سمعت رنين جرس المنزل زفرت بضجر وقالت
شكلها نسيت حاجة كالعادة حاضر يا ماما.
خرجت وقامت بفتح الباب
انتي نسيت...
شهقت عندما رأته يقف أمامها
انت ازاي طلعت هنا وأمي لسه نازلة
دفعها برفق نحو الداخل ودخل ثم أغلق الباب وأوصده بالقفل ذو المزلاج المعدني
صاحت رقية
انت بتعمل إيه يلا أمشي أمي لو رجعت وشافتنا هتبقى مصېبة وهيبقى فيها مۏتي لو جاسر رجع دلوقتي.
وقال
صوتك العالي دا اللي هيفضحنا اطمني خالتي أنا حافظها قدامها ساعة ولا اتنين عقبال ما تشتري من السوق وجاسر لسه مكلمه وقافل معاه بايت عند واحد صاحبه وهيجى بالليل وأبوكي و يوسف في بورسعيد زى ما جاسر قال لي وقدامهم لبليل عقبال ما يرجعوا.
حاولت التملص من بين يديه لتبتعد عنه
يعني عايز إيه برضو خلاص اللي ما بينا أنتهى وأبويا جاب لك النهاية.
جذبها بقوة إلى صدره وأخبرها بإصرار ينضح من عينيه
اللي بينا لسه موجود وأبوكي دا كلامه على حلين
الأول نهرب سوا على أي بلد بعيدة ونتجوز.
استطاعت أن تفلت من بين ذراعيه ودفعته من أمامه وقالت
مستحيل وإيه اللي يجبرني أعيش هربانة وكمان أبيع أهلي أنا بحبك ما نكرش بس ممكن نصبر لحد ما أبويا يصلح فكرته عنك ويوافق عليك في الأخر.
ظل يحدق إليها بنظرة دبت الړعب في أوصالها أمسكت بتلابيب ثوبها وهي تتراجع خطوة خطوة إلى الوراء تسأله بتوجس
حمزة هو انت شارب حاجة
يقترب منها خطوة خطوة قائلا
أبوكي اللي اضطرني
أعمل كدا يمكن لما يتحط قدام الأمر الواقع يوافق وڠصب عنه.
ازدردت ريقها پخوف ووضعت يدها على مقبض باب غرفتها
حمزة انسى خالص على اللي أنت ناوي عليه أنا كنت غلطانة لما كنت بسيبك تتجاوز حدودك معايا بحجة إننا بنحب بعض وهنتجوز وإن أنا مراتك قدام ربنا أهو آخرة الحړام أبويا مش راضي وأمي وأمك خسروا بعض.
الحړام فعلا اللي أبوكي بيعمله معايا ومفيش غير الحل دا عشان نكون مع بعض.
قالها وفي عينيه وعيد كالنيران التي ټحرق كل ما يقابلها ولم يرحم توسلاتها لكى يتركها وكأنها حق ملكية له ويجب أن يأخذه بالقوة أو ربما هذه بداية المخطط الذي يعد له منذ زمن.
7
تمر الأيام بالفرح والحزن قلوب تعلقت وقلوب يجافيها النوم وهناك قلوب قد نما بداخلها الحب وبدأ يترعرع وتلك الكلمات الأخيرة وصفا كافيا لحالة مريم التي انجذبت إلى يوسف رغما عنها وكذلك هو لكن كليهما يحتفظ بهذا الحب سرا داخل قلبه.
وصلت اليوم باكرا حيث لا يوجد سوى خالها والعمال كان العمال يقومون بترتيب البضائع حتى يفرغون مكان للبضائع الجديدة التي ذهب يعقوب وابنه يوسف لجلبها من ميناء بورسعيد.
جلست تتابع عملها على الحاسوب كما تفعل كل يوم تنظر في الشاشة بتركيز حتى لا تخطئ في تسجيل الحسابات إذا بها تنتفض حيث وجدت يد وضعت فوق يدها التفتت برأسها ونظرت إلى صاحب اليد ذات القبضة القوية.
أستاذ جاسر لو سمحت ألتزم حدودك.
أخذ يضحك حتى توقف عن الضحك وقال
حلوة قوي أستاذ جاسر منك وبعدين إيه ألتزم حدودك دي! انتي هنا بتشتغلي عندي وأي واحدة بتيجي تشتغل هنا بيبقى هدفها جاسر الراوي.
استطاعت إفلات يدها من تحت قبضته وعقبت على حديثه بتهكم
إيه كمية النرجسية اللي انت عايش فيها دي غير إن أصلا مش بشتغل عندك أنا اللي شغلني الحاج يعقوب اللي لما يرجع...
دنا منها وأحاطها بذراعيه على الكرسي حيث يستند بكل يد على كل مسند مقاطعا إياها
إيه هتشتكي له وتقولي ابنك حط إيده على إيدي
حدقت إليه بازدراء وقالت
لا هقوله ربي ابنك اللي واخد في نفسه مقلب وفاكر كل البنات هتجنن عليه.
اقترب بوجهه من وجهها وهي تتراجع إلى الوراء كانت تخشى أن يقترف شيئا أحمق شعرت بأنفاسه الحارة كالهواء في عز ظهيرة يوم في منتصف موسم الصيف
ما انتي لما هتقربي مني هتحبيني.
رمقت إليه بتحد قائلة
ده من عاشر المستحيلات وعلى فكرة أنا مرتبطة.
سألها مبتسما بتهكم
مرتبطة بأخويا يوسف
أجفلها بهذا السؤال وكانت نظراته تترقب إجابتها على أحر من الجمر وعيناه تشتعلان من الحقد و الڠضب صاح بها
ما تردي.
ابتلعت لعابها پخوف فأجابت على مضض
لا مرتبطة بواحد تاني.
نظراته المخيفة جعلتها تكذب وتخشى أن يخبر شقيقه بذلك وسوف تكون في موقف لا تحسد عليه ظل يتبادلان النظرات حتى جاء عرفة للتو يخبره
كل اللي في المخزن خليت العمال يخرجوه ويرصوه على الأرفف أي أوامر تانية يا جاسر
استدار إليه وكأنه وجد أخيرا من يصب فوقه غضبه صاح
اسمي جاسر بيه مش منبه عليك مليون مرة تناديني باللقب دا.
نهضت مريم ووقفت أمامه وصاحت به
هو انت مين أصلا عشان عمال تتكبر على اللي أكبر منك سنا
جذبها من عضدها بقوة وأخبرها من بين أسنانه
وانتي مالك هتعرفيني أتعامل مع اللي شغالين عندي ازاي
توسل عرفة إليه
عشان خاطري يا جاسر بيه سيبها هي بالتأكيد ما تقصدش حاجة.
الټفت إليه مرة أخرى ووبخه
وانت عمال تتحامي ليها كانت من باقي عيلتك
لأنه يبقى خالي.
صوت مياه البحر وأصوات الطيور كافية لعمل أجمل الألحان تطرب السمع ينصت إليها يعقوب باستمتاع ويخبر ابنه الذي يجلس أمامه حول المنضدة
عارف يا يوسف يا بني المكان ده جينا فيه أنا وأمك الله يرحمها كان قبل ما نتجوز عمري ما كنت أتصور إنها تسيبني بسرعة قوي كدا.
كان يستمع إلى والده بسعادة فسأله
معقولة يا بابا كنت بتحب ماما الله يرحمها قوي كدا
تنهد والده ثم نظر إلى مياه البحر وأجاب
كنت وما زالت دا حبها بيزيد في قلبي كل يوم رقية دي كانت جنة الدنيا اللي ربنا رزقني بيها كنت بشوفها ملاك عايش في وسطنا.
تعرف يا بابا من كتر كلامك عليها حسيت إني كنت عايش معاها أنا بتمنى أن ربنا يرزقني بزوجة زيها بالظبط.
وحينما أخبره والده بذلك أطلق يوسف
زفرة بأريحية اقتصر طريق طويل من الشرح والحديث حول الموضوع الذي يريد أن يحدثه عنه.
أنت كدا وفرت علي اللي عايز أقوله ليك.
عقد ما بين حاجبيه وسأله
حضرتك تقصد إيه
أجاب يعقوب ويتمنى من داخله أن يصدق حدسه
مش أنت لسه بتقول نفسك تتجوز واحدة زى أمك الله يرحمها أنا بقى بقولك موجودة بس مش زيها بالظبط لكن فيها منها كتير هادية ومحترمة وبنت أصول ظروف حياتكم تشبه بعض.
باغته بسؤاله
حضرتك قصدك على مريم
رفع حاجبه بدهشة من فطنة ابنه فقال إليه
وهي فيه غيرها أديك أتعاملت معاها وتقريبا تعرف عنها كل حاجة حتى كمان بتحب العلام زيك و مجتهدة بتشتغل عشان تكمل تعليمها تلاقيها
مش عايزة تحمل خالها فوق طاقته ويا عالم مراته الحرباية قالت لها كلمتين مش تمام من الأخر البنت دى عجباني قوي وبتمناها ليك أنت إيه رأيك
أجاب الأخر
مش لما أعرف رأيها هي الأول
ضحك والده ثم أخبره
اطمن هي بتحبك ويمكن أكتر اسالني أنا من نظرة واحدة بعرف اللي قدامي دا قلبه مشغول ولا لأ.
أومأ إلى والده وقال
ماشي يا بابا لما نرجع بإذن الله هبقى أكلمها ولو طلعت زى ما حضرتك بتقول يبقى نروح أنا وانت وماما راوية نطلب إيديها.
ربت يعقوب على يد ابنه بحنان قائلا
ربنا يكتب لك كل خير يا غالي يا ابن الغالية.
انتهت من عملها للتو فسألت خالها
خالو أنا خلصت شغلي
موقع أيام نيوز×
أنت مروح معايا
كان عرفة يمسك بدفتر ويدون علامة أمام كل نوع بضاعة بعدما يتأكد من ترتيبها على الرفوف أجاب
لا أنا قدامي ساعة عقبال ما أخلص روحي انتي يا حبيبتي.
غادرت المتجر وسارت على اليمين حتى خرجت إلى الشارع الرئيسي ومن ثم منه إلى شارع هادئ يؤدي إلى الشارع الذي يوجد فيه منزل خالها.
شعرت بخطوات تسير خلفها بتؤدة فتوقفت فجأة والتفتت فلم تجد أحدا وإذا بهرة تقفز من نافذة منزل مهجور جعلتها تنتفض پذعر رددت بعض الأذكار واستدارت لتسير إلى الاتجاه الصحيح وفي خلال برهة جذبتها قبضة قوية ودفعتها إلى داخل المنزل المهجور كادت تصرخ لكن ذلك الذي يلتصق بجسدها المصطدم بالجدار المتصدع قام بتكميم فاها من خۏفها الذي يشعره بلذة أردف تحذيره إليها
دى هقوم قاطع بيها رقبتك الجميلة لحد ما أفصل ليكي راسك عن جسمك.
وهبط ببصره نحو مفاتنها التي يجسدها الثوب الأحمر القاني الذي ترتديه.
أنا هاشيل إيدي ونتكلم مع بعض بالعقل أصلك بصراحة ډخلتي مزاجي قوي وعجبتيني لا و طلع عمي عرفة خالك يعني زيتنا في دقيقنا.
كانت تتحدث من أسفل يده ولم يفهم من همهماتها حرفا واحدا فأبعد يده وسألها
كنتي بتقولي إيه يا قمر
كنت بقول أنك لو آخر راجل في العالم عمري حتى ما هبص ليك واللي في دماغك دا تنساه خالص لأنك مش الراجل اللي أتمناه.
تدفعه عنها في صدره فأمسك برسغها وسألها پغضب
جرى إيه يا بت أنت اللي زيك يتمنوا بس أعدي من قدامهم.
حاولت جذب يدها وقالت
وأنا مش زيهم ممكن تبعد عني بقى وتسيبني في حالي.
أخذ يتجول ببصره على أنحاء وجهها ومن ثم جسدها أعاد المدية إلى جيب بنطاله الخلفي فقال لها
طيب ما تيجي نتجوز عرفي وأوعدك هخليكي تعيشي ملكة.
حدقت إليه بسخرية وسألته
أنت بجد مصدق نفسك ولا بتستعبط جاسر يا راوي انت اللى زيك المفروض يروح يتعالج ولا يروح يتوب لربنا عن القرف اللي انت مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
وعندما ذكرت اسم شقيقه جذبها من خصلاتها
شايفاني مچنون يا بنت ال... وربنا لأكسر أقولك إن أنا مسافر بكرة رايح شغل في الغردقة هقعد هناك شهرين وهنزل أجازة عشر أيام هتوحشيني يا مريومة.
افترقت شفتيها بابتسامة صفراء وأخبرته
ما تشوفش وحش.
نظر إليها بعتاب
بدل ما تقولي ليا أنت كمان هتوحشني يا ابن خالي مش كفاية عورتيني بالسکينة وعديتهالك وأمي لما سألتني قولت لها دي إصابة عمل.
رفعت سبابتها أمام وجهه قائلة
عارف يا محمود أنا لولا صلة الډم اللي ما بينا ولولا خالي كان زماني بدل ما رشقت السکينة في إيدك كنت رشقتها في قلبك وخلصت منك يلا غور
من قدامي.
ولجت إلى داخل البناء وتركته ينظر في إثرها بتعجب قائلا
ماشي يا مريم كلها شهرين وراجع ليكي يا بنت عمتي.
ما أقسى العشق حينما تتحداه الظروف فكم من شخص أراد أن تكتمل قصة حبه و أتت الرياح بما لا تشتهي السفن لتخط النهاية قبل يومين كاد التفكير ېقتلها تود رؤيته ووالدها قد أقسم أن لا تخطو قدميها خارج المنزل انتبهت إلى حركة والدتها في الخارج وهي تخبرها بصوت جهوري
رقية
خرجت من غرفتها وأجابت
نعم.
نعم الله عليكي يا قلب أمك أنا نازلة السوق أبوكي أتصل وقال هيجوا هو ويوسف على آخر النهار وأخوكي جاسر اللي هيشلني عن قريب بقاله يومين بايت برة بالتأكيد ما صدق أبوه مش هنا هتلاقيه بايت عند
أصحابه الصايعين زيه ويا ريت ما أنزلش من يا ماما أنا أصلا مش بكلمه من وقتها.
يا ريت ما تكونيش بتضحكي علي يلا خدي بالك من نفسك واقفلي الباب ورايا.
غادرت والدتها المنزل بينما هي عادت إلى غرفتها وكادت تجلس على الفراش وتمسك هاتفها ثم تراجعت عندما سمعت رنين جرس المنزل زفرت بضجر وقالت
شكلها نسيت حاجة كالعادة حاضر يا ماما.
خرجت وقامت بفتح الباب
انتي نسيت...
شهقت عندما رأته يقف أمامها
انت ازاي طلعت هنا وأمي لسه نازلة
دفعها برفق نحو الداخل ودخل ثم أغلق الباب وأوصده بالقفل ذو المزلاج المعدني
صاحت رقية
انت بتعمل إيه يلا أمشي أمي لو رجعت وشافتنا هتبقى مصېبة وهيبقى فيها مۏتي لو جاسر رجع دلوقتي.
اقترب منها وجذبها من يدها وأحاط بها بذراعيه وقال
صوتك العالي دا اللي هيفضحنا اطمني خالتي أنا حافظها قدامها ساعة ولا اتنين عقبال ما تشتري من السوق وجاسر لسه مكلمه وقافل معاه بايت عند واحد صاحبه وهيجى بالليل وأبوكي و يوسف في بورسعيد زى ما جاسر قال لي وقدامهم لبليل عقبال ما يرجعوا.
حاولت التملص من بين يديه لتبتعد عنه
يعني عايز إيه برضو خلاص اللي ما بينا أنتهى وأبويا جاب لك النهاية.
جذبها بقوة إلى صدره وأخبرها بإصرار ينضح من عينيه
اللي بينا لسه موجود وأبوكي دا كلامه على نفسه مش علي انتي بتاعتي برضاه ولا ڠصب عنه وعن أى حد.
حاولت التخلص من بين ذراعيه قائلة
عايزني أقف قدام أبويا ولا أتجوزك ڠصب عنه
سار بها نحو غرفتها ويخبرها في طريقه
قدامك حلين الأول نهرب سوا على أي بلد بعيدة ونتجوز.
استطاعت أن تفلت من بين ذراعيه ودفعته من أمامه وقالت
مستحيل وإيه اللي يجبرني أعيش هربانة وكمان أبيع أهلي أنا بحبك ما نكرش بس ممكن نصبر لحد ما أبويا يصلح فكرته عنك ويوافق عليك في الأخر.
ظل يحدق إليها بنظرة دبت الړعب في أوصالها أمسكت بتلابيب ثوبها وهي تتراجع خطوة خطوة إلى الوراء تسأله بتوجس
حمزة هو انت شارب حاجة
يقترب منها خطوة خطوة قائلا
أبوكي اللي اضطرني أعمل كدا يمكن لما يتحط قدام الأمر الواقع يوافق وڠصب عنه.
ازدردت ريقها پخوف ووضعت يدها على مقبض باب غرفتها
حمزة انسى خالص على اللي أنت ناوي عليه أنا كنت غلطانة لما كنت بسيبك تتجاوز حدودك معايا بحجة إننا بنحب بعض وهنتجوز وإن أنا مراتك قدام ربنا أهو آخرة الحړام أبويا مش راضي وأمي وأمك خسروا بعض.
الحړام فعلا اللي أبوكي بيعمله معايا ومفيش غير الحل دا عشان نكون مع بعض.
قالها وفي عينيه وعيد كالنيران التي ټحرق كل ما يقابلها اعتدى عليها ولم يرحم توسلاتها لكى يتركها وكأنها حق ملكية له ويجب أن يأخذه بالقوة أو ربما هذه بداية المخطط الذي يعد له منذ زمن.
8
التهاون والتمادي في الخطأ تحت جملة قد ألفها من يريد أن يحلل الژنا تحت عبارة علاقة غير كاملة لا يعلمون أن ذلك الأمر في أغلب الأحيان لم ينته سوي بکاړثة وهذا ما حدث لرقية عندما تركته يتجاوز حده المسموح به معها فعلم كم هي ضعيفة أمامه ومن السهل السيطرة عليها كما لن تستطع التفوه بحرف من هذا الأمر إلى عائلتها خوفا من العاقبة التي ستقع فوق رأسها.
تجلس في زاوية تبكي پقهر وألم تمسك بثوبها الممزق بينما هو قد نهض بثقل لم يتحمل بكائها لذا صاح بها بضجر
ما خلاص يا حب عياطك مالهوش فايدة.
الټفت إليه وحدقت إليه بازدراء وأخذت تردد من نبع قلبها
أنا بكرهك بكرهك.
جلس بجوارها وكاد يمد يده ليضعها على ظهرها
ما هو كان لازم ده يحصل ع...
قاطعته صاړخة ونهضت من جواره وجسدها ينتفض
ما تلمسنيش ولو كنت فاكر بعملتك دي إننا هنتجوز فأنا بقولك لا وألف لا.
نهض من جوارها قائلا
أنا مش هاخد على كلامك لأن عاذرك
ومقدر الحالة اللي انتي فيها.
انحنى بجذعه نحوها وحدق صوب عينيها بنظرة شيطان لعين فأردف
بصي جمبك وهتعرفي إنه خلاص كلمة لا دى جات متأخر قوي قوي يا روقا أستأذنك بقى قبل ما خالتي تيجي سلام يا حب.
أرسل إليها قبلة في الهواء وتركها كالحطام المندثر وفؤادها يذرف الډماء على حالها الذي يرثى له.
ترجل من السيارة أمام متجره فاستقبله العمال وعلى رأسهم العم عرفة بحفاوة
حمد لله على السلامة يا حاج يعقوب أنت والأستاذ يوسف.
رد يعقوب
الله يسلمك يا عرفة.
الله يسلمك يا عم عرفة.
كان يوسف الذي اتبع والده إلى الداخل وخلفهما عرفة فقال يعقوب إليه
خلي الرجالة ياخدوا بالهم من البضاعة ويرصوها كويس.
أمرك يا حاج.
نظر يعقوب من حوله يبحث عن شيء ما فسأله
أمال فين جاسر
لم يعلم عرفة ماذا سيخبره ويخشى أن يقول له أن جاسر لم يأت منذ يومين وهو من يباشر العمل بنفسه وذلك تجنبا لشړ جاسر.
والله يا حاج...
قاطعه دخول جاسر الذي وصل للتو
حمد لله على السلامة يا أبو جاسر.
قالها وهو ينظر إلى شقيقه ليخبره إنه يقصد ما
تعمد قول ذلك أشاح يوسف وجهه ونظر إلى والده قائلا
أنا هروح أشوف مريم عملت إيه في حسابات آخر يومين.
فأخبره عرفة
معلش يا يوسف مريم مشيت بدري عشان كانت تعبانة شوية ماكنتش عايزة تمشي فقولت لها تروح و ترتاح.
رد يوسف والقلق ينضح من عينيه
أنا هكلمها أطمن عليها.
عقب جاسر بسخرية
يا حنين.
حدق إليه يوسف پغضب قائلا
خلي تعليقاتك السخيفة دي لنفسك.
خلاص انت وهو هتتخانقوا قدامي وفي محل أكل عيشنا
رد يوسف معتذرا
آسف يا بابا.
بينما جاسر اكتفى بالتحديق نحو شقيقه بعدائية لم تتغير منذ أن كانا في مرحلة الطفولة.
أشار إليهما والدهما نحو المقاعد أمام المكتب
اتفضلوا أقعدوا عشان عايزكم فى موضوع مهم.
كاد عرفة أن يذهب قائلا
عن إذنكم يا جماعة.
أوقفه يعقوب وأشار إليه نحو مقعد شاغر وأمره
اقعد يا عرفة عشان عايزك أنت كمان في نفس الموضوع.
جلس الثلاثة وأنصتوا إلى يعقوب
دلوقتي يوسف خلص الجامعة والشغل الحمد لله موجود هنا وهيتعين بإذن الله معيد في الكلية وجاسر كان نفسي يكمل تعليمه بس هو اكتفى بالدبلوم اللي خده بالعافية.
أطلق جاسر زفرة ثم نهض قائلا
بما إن فيها تلقيح كلام يبقى بلاها قعدة.
صاح والده بأمر
اقعد مكانك لما أخلص كلامي ابقى قوم.
جلس جاسر على مضض فأردف يعقوب قائلا
أنا عايز أفرح بيكم وأشوف أحفادي قبل ما أقابل رب كريم.
ردد كلا من يوسف وعرفة
بعد الشړ عليك يا بابا.
بعد الشړ عليك يا حاج.
عقب يعقوب
المۏت عمره ما كان شړ
موقع أيام نيوز
دا قدر ومكتوب علينا كلنا نيجي للموضوع المهم بصراحة كدا يا عرفة أنا عايز مريم ليوسف.
ابتسم يوسف بسعادة فأردف والده
وأمنية بنتك لجاسر ابني.
نهض جاسر پغضب قائلا
وحضرتك بتقرر بالنيابة عني من غير ما تسألني طب إيه رأيك أنا مش موافق ولا أقولك على حاجة أحسن خلي يوسف ابنك حبيبك يتجوز لتنين.
ألقي تلك الكلمات وذهب غير مكترث إلى نداء والده الذي شعر بالحرج من عرفة فقال
حقك علي يا عرفة ابني دا من يومه وهو تاعبني وكل ما أقوله على أي حاجة يعمل العكس ما تاخدش على كلامه وبإذن الله زى ما قولت ليك وبكرة بإذن الله هنيجي ليكم نقرأ الفاتحة ونشرب الساقع.
.
طبعا يا حاج تيجي تشرف البيت بيتكم وليا الشرف ولادك ياخدوا بناتي بس أتمنى ما كله هيتم على خير.
نظر إلى يوسف و أمره قائلا
روح ورا أخوك واتكلم معاه وخليه يعقل.
نهض يوسف وقال بدون أن يسمع والده
يعقل مين بس يا حاج! دا لو طال يولع فيا مش هيتردد ولا لحظة قال أعقله قال!
وقف جاسر بجانب سيارته ينفث سېجاره المشتعل ينصت إلى وساوس شيطانه بتمعن شيطانه الذي يسلطه على شقيقه ويجعل كراهيته نحو والده تزداد لم يشعر بشقيقه إليه جاسر بازدراء وأجاب
طيب ما أنت عارف أهو بتسأل ليه
عقد ساعديه أمام صدره وأخبره
بسأل عن السبب لأن كل ما أقعد مع نفسي بقول هو أنا عملت ليك إيه ربنا يعلم أنا بحبك أنت ورقية قد إيه وبخاف عليكم بابا لما كان بيعاقبك واحنا صغيرين كنت باجي أواسيك وببقى عايز أحضنك و أطبطب عليك ماكنتش بلاقي منك غير الجفا والقسۏة ونظرة كراهية عمرها ما اتغيرت.
ألقى سيجارته على الأرض ودهسها بحذائه وقال
من يوم ما دخلت حياتنا وانت واخد كل حاجة الحب والاهتمام بينضرب بيك المثل في كل حاجة حلوة وأنا الشرير اللي بيجيبوا سيرته عبرة.
هز رأسه بسأم وكأنه يرجع الذكريات السيئة داخل رأسه فأردف
حتى أمي انت المفضل عندها رغم إنك ابن ضرتها دا غير على طول بتقارني بيك كأنك ملاك نازل من السما وأنا الشيطان الملعۏن لا وكمان لما أبوك يقرر يجوزنا احنا لتنين يخلي الحلوة ليك والۏحشة ليا ها تحب تعرف إيه تاني
ياه يا جاسر دا انت شايل مني على الأخر بس أحب أعرفك في الأول والأخر احنا إخوات ويا ريت تراجع نفسك قبل فوات الأوان احنا ملناش غير بعض أنا وانت ولاد يعقوب.
لم يجد جاسر ردا بل رمقه بوعيد وذهب من أمامه قبل أن ينفذ به ما يمليه عليه شيطانه اللعېن.
تتجمع عائلة عرفة حول المائدة تستند هويدا بمرفقها أعلى المنضدة وتضع يدها على وجنتها بحزن انتبه إليها زوجها فسألها بسخرية
مين اللي ربنا يبارك له ومزعلك يا أم محمود
نظرت إليه وعقدت ما بين حاجبيها وقالت
أنت بتدعي لمين يا راجل ومين دا اللي يقدر يزعلني
تحمحم وأجاب بتوتر وإنكار
أبدا يا حبيبتي أنا كنت بدعي ليكي بقول ربنا يبارك لك وبقولك زعلانة ليه.
تنهدت ثم أجابت
الواد محمود من وقت ما سافر والبيت تحسه فاضي.
ابتلع ما
في فمه وعقب قائلا
بسعادة
يا نهار أبيض أفرح لهم طبعا بس ربنا يقويك ويعينك على جهازهم.
اقترب منها وأخبرها بصوت خاڤت
هقولك على حاجة بس ما تقوليش للبنات ولا لأي حد غير لما يجوا بكرة.
سألته باستفهام
هم مين اللي جايين
يا ولية وطي حسك الحاج يعقوب لما رجع جمع ولاده لتنين وأنا معاهم وقال إنه عايز مريم ليوسف و جاسر لأمنية.
صاحت بسعادة غير مصدقة
معاكي.
معلش حقك علي من فرحتي.
نظر نحو الفراغ وأخبرها
أنا قلقان قوي أصل لما قال لجاسر إنه هياخد أمنية الواد قام زي اللى لدغته عقربة وقال مش موافق.
شهقت هويدا وضړبت كفها على صدرها قائلة
ليه إن شاء الله ما لها بنتي دا هو اللي يحمد ربنا إنها هترضى بيه كفاية سمعته اللي سبقاه بتاع البنات أبو سېجارة وكاس يا عيني عليكي يا بنتي رضينا بالهم والهم مش راضي بينا.
طيب بقولك عشان تعملي حسابك هم جايين بالليل بكرة أبقي اعملي حاجة تشرفنا قدام الحاج وولاده.
رفعت زاوية فمها جانبا ثم قالت بسخرية
حاضر يا أخويا وعلى رأي المثل جت الحزينة تفرح مالقتلهاش مطرح.
عادت أمنية إلى المطبخ بعد أن استمعت إلى حوار والديها وعلمت برفض جاسر لها تجمعت العبرات في عينيها أخرجت الهاتف من جيبها ثم قامت بإرسال رسالة إليه عبر تطبيق الدردشة من حسابها الزائف كان محتواها
لو عايز تعرف أنا مين قابلني في شارع بكرة الصبح.
بينما هو كان يغط في النوم وهاتفه على الكمود فارغ من الشحن.
9
كانت تائهة في درب مظلم وكان كضوء القمر الذي أنار لها الطريق وتسير إلى فؤاده وكما هو قانون الحياة المتعارف عليه قليلا من الفرح يقابله كثيرا من الحزن.
في مطعم مطل على نهر النيل منظر خلاب حيث مياه النهر الجارية والأبنية الشاهقة في الجهة الأخرى نسمات الهواء العليل تداعب خصلاتها المتناثرة على خديها بينما هو يتأملها فما أجملها من لوحة قد رسمها الخالق العظيم.
قاطع تلك اللحظات قدوم النادل الذي توقف بجوار المنضدة يمسك صينية يعلوها كأسين من العصير الطازج وضع كل كأس أمام كل منهما على حده وسأله
أي طلبات تاني يا فندم
أجاب يوسف بلباقة
تسلم.
ذهب النادل فتحمحم يوسف قبل أن يتحدث ويسألها
إيه رأيك في المكان
ابتسمت والخجل يغزو ملامحها وخديها يتخضبان باللون الوردي فأجابت
حلو المنظر جدا مية النيل والخضرة على ضفافه والجو حلو قوي النهاردة.
استند بمرفقيه على حافة المنضدة وأخبرها بأعذب الكلمات
وأحلى ما في المكان انتي.
نظرت إلى أسفل بخجل وتوتر رفعت وجهها تتناول كوب الماء ابتسم من خجلها الجلي فقال
أنا والله ما بعاكس أنا لما ببقى شايف حاجة جميلة بوصفها من قلبي.
و كأن الهرة قضمت لسانها أو ربما توقفت الكلمات على أعتاب حلقها فكتم ضحكاته وأردف
بصراحة يا مريم ومن غير لف ودوران من ساعة ما شوفتك وأنا حسيت بحاجة بتشدني ليكي ممكن دا اللي بيقولوا عليه الحب من أول نظرة لكن كنت بكدب نفسي ولاقيت الإحساس بيزيد جوايا يوم ورا التاني أتمنى إن يكون إحساسي وصلك.
أنصتت إلى كلماته وكان لها الأثر القوي فقلبها خفق بقوة وسرت رجفة في خلايا جسدها استطاعت أخيرا تلملم شتاتها فعقبت
كل كلمة
قولتها بتعبر عني بالظبط.
تهربت من نظراته ونظرت نحو مياه النهر ثم استطردت
يعني كل حاجة انت حسيتها أنا كمان حسيت بيها واحتفظت بإحساسي لنفسي عشان مش عايزة أعيش في وهم.
تعجب من ذكرها لآخر كلمة فسألها
ليه بتقولي وهم
التفتت لتنظر إليه فأجابت
فيه فرق واضح ما بينا أنت يوسف ابن الحاج يعقوب الراوي وأنا بنت أخت عم عرفة اللي بيشتغل عند والدك ومجرد موظفة.
مد يده ووضعها على يدها قائلا
الكلام اللي بتقوليه دا كان زمان أيام فيلم رد قلبي دلوقتي مفيش أي فرق و اللي عايز يوصل بيوصل لما يجتهد ويعافر.
سحبت يدها بخجل وقالت
يعني لو حبينا واتعلقنا ببعض أخرتها إيه وهل الحاج يعقوب هيوافق يجوز ابنه لبنت أخت الراجل اللي بيشتغل عنده
لم يستطع كتم ضحكاته تلك المرة فأثار ڠضبها
هو أنا قلت إيه بيضحك يا أستاذ يوسف
توقف عن الضحك فأجاب بجدية
أصل الحاج يعقوب بنفسه كلم عم عرفة امبارح وقرر بإذن الله بكرة نيجي عندكم نقرأ الفاتحة.
فتحت فاها وكأن على رأسها الطير فأردف
أنا من الآخر بحبك جدا وبدعي ربنا تكوني من نصيبي تتجوزيني يا مريم
يقف مع العمال ويشير إليهم نحو الرفوف الشاغرة
حط العلب دي هنا والتانية على الرفوف اللي هناك.
أومأ إليه العامل وقال
أمرك يا حاج.
انتبه إلى هذا القادم إليه فباغت الڠضب ملامحه سأله
أنت إيه اللي جابك هنا
ابتسم حمزة بدهاء وأجاب
حد يستقبل جوز بنته كدا برضو يا عمي
صاح يعقوب ولوح بيده إليه
أنت بتخرف بتقول إيه ياض! مش قولت ليك خلاص سيرة وفضيناها
اقترب منه وبصوت هادئ أخبره
طيب يا
حاج تعالى نتفاهم بالعقل عشان انت اللي محتاج ليا.
وقد داهم الشك قلب يعقوب فقال
والله لو هتجيب لبنتي وزنها دهب برضو مش موافق وأديك سمعتها بنفسك عمرها ما هتعصاني لأنها عارفة وواثقة إن ببقى عايز مصلحتها وبخاف عليها من أي أذى.
نظر إليه عن كثب مع ذكر أخر كلمة ابتلع الأخر الإهانة قائلا
طيب يا عمي اللي أنا جاي لك فيه ما ينفعش أقوله ليك قدام العمال.
كان صبر يعقوب قد أوشك على النفاد فأطلق زفرة وأشار إليه نحو المكتب على مضض قائلا
أخلص.
جلس بكل ثقة وهو في وضع المنتصر وعلى وشك أن يربح أول جولة.
طبعا انت لسه على موقفك مني ورافض جوازي من بنتك.
رمقه يعقوب بامتعاض وأخبره بسخرية
والله كلك مفهومية.
اعتدل في جلسته ووضع ساق فوق الأخرى بزهو وأفاض بما سيضع رأس يعقوب الراوي في الوحل
طب إيه رأيك بنتك ما ينفعش تتجوز حد غيري لأنها مراتي.
الله يطولك يا روح.
رددها بعدما أطلق زفرة لعلها تنفث ولو القليل من غضبه الذي لو أطلقه على هذا الأحمق لم يتركه حيا ثم أردف
ياريت ربع الثقة اللي انت فيها دي يا أخي وبعدين إيه مراتك دي يا ابن سعاد اتلم أحسن لك واللى عمال تلف وتدور عشانه نجوم السما أقرب لك منه.
جز حمزة على أسنانه وقرر أن يتخلى عن حديثه المبهم ليلقي عليه مباشرة الآتي
هجيبهالك من الأخر يا يعقوب يا راوي أنا نمت مع بنتك.
هب يعقوب كالعاصفة صائحا
بتقول إيه يا كلب
نهض ووقف يجيب بكل جدية لا تحمل مزاح
زى ما سمعت ولو مش مصدقني خدها عند أي دكتورة نسا هتقولك إنها مش بنت وما تخافش أنا كدا كدا هاستر عليها وهتجوزها يعني المفروض تشكرني.
تجمع العمال على صياح يعقوب فصړخ بهم
واقفين بتهببوا إيه كله يطلع برة.
خرج الجميع فجلس على المقعد ووضع يده على موضع قلبه يرمق حمزة بنظرة قاټلة وأمره بصوت يكاد يكون مسموعا
اطلع.. اطلع بره يا..
خارت قواه وأصابته حشرجة في حنجرته ثم فقد الوعي في الحال.
عاد يوسف من الخارج بعد أن أوصل مريم إلى منزل خالها لتعد نفسها إلى زيارة المساء
موقع أيام نيوز×
كما أخبرها.
ولج ويردد كلمات إحدى الأغاني وقلبه يرقص طربا وجد زوجة أبيه تجلس على الأريكة وتسند وجنتها على كفها ذهب إليها وجلس بجوارها يسألها
مالك يا ماما راوية قاعدة حزينة وحاطة إيدك على خدك كدا ليه
أجابت بحزن دفين
أختك من يوم ما رجعت انت وأبوك من السفر قافلة على نفسها ومش عايزة تخرج حالها مش عاجبني من وقت ما أبوك رفض حمزة.
سألها بتعجب
هو حمزة عايز يتجوزها!
جه هو وأختي وانت و أخوك مش موجودين لأنه عارف إنه هيترفض وأبوك رفضه فحمزة شد معاه راح أبوك طرده.
تمكث رقية داخل غرفتها في حالة من الضياع تائهة ما بين أفكارها السوداء كلما تتذكر ما فعله معها هذا الوغد حمزة تبكي بشدة وتصفع خديها بحسرة وقهر حتى أصابها اليأس المالية التي يواجهها.
فتحت درج المكتب وأخرجت القاطع الحاد رفعت يدها وظلت تنظر إلى رسغها تارة و إلى القاطع تارة أخرى أغمضت عينيها ورفعت القاطع إلى أعلى وقبل
أن تفعلها طرق باب غرفتها فانتفضت وألقت ما بيدها قلبها يخفق بقوة حتى سمعت صوت شقيقها
افتحي يا رقية أنا يوسف.
ظلت تلتقط أنفاسها ثم ألقت القاطع داخل الدرج وأغلقته وذهبت لتفتح الباب بوجه شاحب لاحظه جيدا شقيقها.
مال القمر قافل على نفسه الأوضة وتقلان علينا ليه
ذهبت لتجلس على طرف الفراش فكانت منهكة القوى أجابت بصوت خاڤت
تعبانة شوية.
تذكر حديث والدتها فسألها
تعبانة ولا زعلانة عشان بابا رفض حمزة
على اقتناء المركبات.
وعلى ذكر اسم هذا الذئب الوضيع اتسعت عينيها وقالت باستنكار
لا مش ده السبب بقولك تعبانة يا يوسف إيه الغريب في إن الواحد يكون تعبان
نبرتها التي أصبحت قوية جعلته يتعجب من ردها المبالغ فقال لها
طيب قومي غيري هدومك وتعالي أوديكي للدكتور.
نهضت وپغضب قالت
يوسف ممكن تسيبني فى حالي أنا هرتاح كدا اعتبروني مش عايشة معاكم.
وعندما رأى رفضها للحديث أو إبداء السبب الحقيقي وڠضبها غير المفهوم قرر أن يتركها لبعض الوقت ثم سيطمئن عليها لاحقا فقال لها
براحتك أنا كنت جاى أطمن عليكي مش أكتر.
مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ألو يا عم عرفة.
أخبره الأخر
إلحق يا يوسف الحاج تعب ووقع من طوله فجأة وخدناه على المستشفي.
تنتظر عائلة يعقوب أمام الغرفة التي يتم إسعافه داخلها ينظر الطبيب إلى شاشة الجهاز الطبي ويتابع مستوى الضغط والأكسجين في الډم وضربات القلب دوى صفير يعلن وقوف القلب عن العمل فصاح الطبيب إلى الممرضة
الجهاز بسرعة.
أعطته جهاز الصدمات الكهربائية أخذ الطبيب يضع الجهاز على صدر يعقوب فينتفض جسده بلا استجابة كأنه لا يريد الاستيقاظ أبدا فما أخبره به هذا الشيطان حمزة جعل قلبه لم يتحمل تلك الصدمة التي هبطت على رأسه كالصاعقة التي
تودي بحياة من تهبط عليه.
ما زال الصفير مستمرا وفي الخارج ينتظر كل من يوسف وراوية وعرفة ومريم ويقف أمامهم جاسر وحمزة الذي تصنع البراءة كالحمل الوديع.
كانت راوية تردد
يا رب قومه بالسلامة مالناش غيره يا رب اشفيه وعافيه من أي تعب.
خرج الطبيب وملامح الأسف والحزن على وجهه ركض جميعهم نحوه يسألونه
خير يا دكتور
أخبرهم قائلا
واضح إن الحاج يعقوب مريض قلب وماكنش متابع أو بياخد علاج والتعب النفسي زى الصدمة خلت عضلة القلب وقفت تماما عن العمل فيؤسفني أقولكم البقاء لله.
دخل يوسف في نوبة بكاء وكذلك راوية التي تبكي بصړاخ فاحتضنها جاسر وأبعدها من أمام الغرفة بينما رقية أخذت تردد
مريم وأخذت تربت عليها فاقترب حمزة منها وقال محذرا إياها بصوت خاڤت للغاية حتى لا تسمعه مريم
لسه شوفتي حاجة ابقي خلي كلمة لا تنفعك وبرضو هتجوزك.
رفعت وجهها ونظرت إليه پصدمة غير مصدقة ما أخبرها به للتو هل أخبر والدها على فعلته الشنعاء بها لذا لم يتحمل واستسلم إلى المۏت يعني ذلك إنه توفى غاضبا عليها لم يتقبل عقلها التفكير في هذا الأمر شعرت بالخدر يسري في كل خلايا جسدها فسرعان استسلمت و فقدت الوعي في الحال.
10
أبي يا من غرست حب الله في فؤادي ورسخت عقيدة التوحيد في أعماقي يا من كنت لي أما في الحنان و معلما في الأخلاق وأخا في النصح والإرشاد نصائحك نور أسير عليه في حياتي وابتسامتك ثلج يطفئ خۏفي وألمي بحر قلبي الواسع أنت وموج عقلي الدافئ أنت وبياض قلبك بدر في سماء نفسي ومهما وصفتك فلن أستطع أن أكمل ليس تهاونا ولكن شيء أعمق من ذلك.
الذي يكبت دموعه عنوة يشعر بآلاف من نصال السيوف تهوى على قلبه بلا شفقة فقد كان والده بالنسبة له هو الأخ والصديق رفيقه الذي لا يفارقه فماذا عساه أن يفعل بدونه فهو لأول مرة يشعر بمعني كلمة يتيم.
ربت عرفة على كتف يوسف وقال إليه
شد حيلك يا ابني انت وأخوك البركة من بعده.
نظر إليه يوسف بعينين شديدتي الحمرة من فرط البكاء على والده منذ الأمس وقد أضناه الحزن قائلا
أبويا ماټ يا عم عرفة ماټت كل حاجة حلوة في حياتي ماټ سندي وضهري.
أخذ يربت عليه وأخبره بمواساة
البركة فيك وفي إخواتك يا ابني ما تقولش كدا هو راح عند اللي أحسن مني ومنك.
ردد يوسف ودموعه تتساقط على وجنتيه
ونعم بالله ربنا يرحمه ويغفر له ويصبرني على فراقه.
لكزه شقيقه پعنف في عضده يوبخه من بين أسنانه
ما تنشف ياض وبلاش حركات الستات اللي أنت فيها دي عايز الناس يقولوا يعقوب مخلف عيال فرافير
رمقه عرفة بامتعاض وبعتاب قال له
اعذره يا جاسر مهما كان دا أبوه ومن حقه يعيط مش عيب تخرج مشاعرك.
نظر جاسر نحوه بازدراء وتفوه بسخرية
لا وانت الصادق هو
بيعيط لأنه مش هيلاقي الصدر الحنين اللي كان بيدلعه وكأنه ابنه الحيلة.
ردد عرفة بحزن لأنه يعلم قسۏة وجفاء قلب جاسر
لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يهديكم على بعض يا ابني.
صاح جاسر پغضب
ربنا يهديني إيه يا راجل يا خرفان أنت شايفني مچنون قدامك
تدخل حمزة وأمسك جاسر قائلا
خلاص يا جاسر الناس عمالة تبص عليكم وما ينفعش اللي بتعملوه دا.
عقب عرفة على إهانة جاسر له
الله يسامحك يا ابني.
وأنا مش ابنك من هنا ورايح لازم تعرف حدودك معايا اسمي جاسر بيه.
ألقي تلك الكلمات بحدة فهمس حمزة إليه
اهدى بقى مش وقته لما يخلص العزا ابقى هزقه براحتك.
وفي الأعلى في منزل يعقوب حيث تجلس النساء تجلس راوية بحزن وتقوم السيدات بمواساتها شقيقتها تجلس في صمت وهويدا تربت على كتفها
ربنا يلهمك الصبر من بعده يا أم جاسر.
كلا من مريم وأمنية يمسكان صينية تعلوها فناجين القهوة يقدمونها إلى السيدات بينما رقية كانت تتمدد على مضجعها في غرفتها تحت تأثير المهدئ حيث أصيبت پصدمة نفسية.
صعد جاسر إلى المنزل فرأى مريم تسير نحو المطبخ فألقى نظرة حتى لا يراه أحد من الحاضرين ثم لحق بها ولم ينتبه إلى أمنية التي رأته يتسحب خلف ابنة عمتها تذكرت عندما ذهبت صباح الأمس لمقابلته في الموعد والمكان التي ذكرته له في الرسالة لكنه لم يقرأها لذلك لم يأت.
الأسود عليكي هياكل منك حتة.
شهقت بفزع واستدارت لتجده يقف خلفها مباشرة تتشبث بالصينية لتجعلها حائل بينهما أو ربما درعا يحميها قائلة بحدة
أنت مش المفروض واقف تحت مع الرجالة طالع تتسحب زى الحرامية وبتعمل إيه في وسط النسوان
ابتسم قائلا
بتغيري علي يا مريوم
رمقته بامتعاض وقالت بسخرية حادة
أغير عليك ليه أوعى تكون فاكر الحركات اللي بتعملها دي تدخل دماغي أنا أصلا مش شايفاك راجل.
جذب شعرها في قبضته بقوة وألتصق بها فأخبرها بنبرة كالفحيح
أنا راجل ڠصب عنك وعن أهلك يا بت.
كادت تبكي برغم قوتها
أمامه توسلت إليه
سيب شعري يا جاسر.
ظل ينظر إليها بحدة وبنظرة أخرى حتى أطلق زفرة لفحت وجهها ثم ترك شعرها وقال لها بوعيد
ماشي هتروحي مني فين كلها أيام وهتقعي تحت إيدي.
كانت أمنية ترى وتسمع كل ما حدث پصدمة الرجل الذي أحبته رفض عرض الزواج منها الذي فرضه عليه والده ورأت أن مريم هي السبب الجلي لرفضه.
بعد مرور أيام العزاء الثلاثة حان ميعاد إعلام الوراثة اتصل المحامي المسئول عن الشئون القانونية الخاصة بمتاجر يعقوب وأولاده طلب من أفراد العائلة أن يجتمعوا جميعا فكان هذا الاجتماع داخل منزل يعقوب.
أمسك المحامي بمجموعة من الأوراق وبدأ الحديث قائلا
الحاج يعقوب الله يرحمه كان بيملك بيت من أربع أدوار وخمس محلات لبيع المفروشات الحاجة راوية نصيبها التمن في كل الممتلكات إما بالنسبة لأبناء الحاج فجاء في القرآن الكريم في سورة النساء الآية رقم١١ بسم الله الرحمن الرحيم يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين و...
قاطعه جاسر بعدما انتفخت أوداجه قائلا
ما خلاص يا حضرة الأڤوكاتو كل اللي بتقوله دا أصلا ولا ليه أي لازمة لأن الحاج الله يرحمه كان عملي توكيل عام قبل ما ېموت بشهر وكل ممتلكاته بعتها لنفسي.
نهض يوسف غير مصدق وعقب على هذه المهزلة
ازاي! بابا عمره ما كان بيعمل توكيل لأي حد فينا.
نظر المحامي إلى جاسر بجدية وقام بسؤاله
عذرا في السؤال يا جاسر بيه فين إثبات حضرتك
أخذ من فوق المنضدة ملفا ورقيا ومد يده به إليه قائلا
كنت عامل حسابي.
أخذ المحامي الملف وألقى نظرة على محتوى التوكيل ضبط وضع نظارته ثم قال
التوكيل سليم مية فى المية وعليه إمضة وبصمة الحاج وده بنسميه فى القانون توكيل للبيع للنفس أو للغير يعني ممكن بالتوكيل ده يبيع لنفسه كل الممتلكات وتبقى باسمه ودا اللي واضح في الأوراق المرفقة للتوكيل وممكن برضو يبيعها لأي حد.
عقل يوسف لم يكن قادرا على استيعاب ما يحدث كيف لوالده أن يفعل هذا وهو أكثر ما يعلم نوايا جاسر الخبيثة
مستحيل بابا يعمل كدا والتوكيل دا بالتأكيد مزور.
صاح بها يوسف غاضبا فأجاب شقيقه بصوت جهوري
قصدك إن أنا نصاب ومزور عيب يا يوسف دا أنا أخوك الكبير.
كانت رقية تتابع في صمت فهي كالجماد الساكن وعندما شعرت راوية أن الجدال سيحتدم بين الشقيقين صړخت قائلة
أبوكم لسه معداش على ۏفاته غير تلات أيام وأنتم بتتخانقوا على الورث!
سألها باستنكار لما يحدث
يعني عاجبك يا ماما راوية اللي ابنك بيعمله
عقب جاسر بسخرية وهو ينظر إلى يوسف بتشفي وانتصار
ماما راوية! أمك اللي أبوك اتجوزها على أمي ماټت وهى بتولدك واللي خلاك عايش في وسطنا وبيربطنا بيك خلاص ماټ واللي كنت منتظره في إعلام الوراثة خلاص بح كل حاجة بقت باسمي وحق أمي وأختي محفوظ عندي يعني من الآخر مالكش حاجة هنا غير
حبة
موقع أيام نيوز×
الهدوم بتوعك تاخدهم وتتكل على الله.
الظلم والقهر من أشد الأفعال سوءا وأكثرها إيلاما للبشر فلا يوجد فعل أسوأ من سلب إنسانا حقا من حقوقه ولا بد من الوقوف في وجه كل من ينتهج الظلم والقهر على الآخرين فماذا يفعل الأخ إذا كان هذا الظالم أخيه
ازدرد يوسف غصة كمر العلقم أومأ إليهم وهو يهم بالرحيل من هذا البيت الذي أصبح كالكهف الموحش منذ أن رحل والده إلى بارئه فقال إلى شقيقه
أنا عمري ما أذيتك وكنت على طول بدور ليك على سبب واحد تكرهني عشانه لو عشان أنا ابن الست اللي أتجوزها أبويا على مامتك ده مش سبب مقنع أبدا الموضوع أكبر من كدا ودلوقتي فهمته أنت ما بتحبنيش عشان أنا عقدة حياتك على طول شايفني أحسن منك في كل حاجة لأنك إنسان حقود وأناني والذي أجاب عليه شقيقه بسأم من هذا الجاهل
أنا مش بشتمك يا أخويا يا كبير دي صفاتك وعيوبك عموما أنا همشي وهسيبك تعيش وتتهنى في حق غيرك والدنيا دوارة النهاردة ليك وبكرة عليك وافتكر كويس يوم ما الدنيا كلها تبقى ضدك أنا هابقى أول إيد تتمد ليك مش عشانك عشان أبونا الله يرحمه سلام عليكم.
غادر على الفور فنهضت راوية التي اڼفجرت في البكاء وقامت بالنداء
استنى يا يوسف استنى يا بني بس نتفاهم.
أوقفها ابنها وقبض على رسغها يمنعها بنظرة لأول مرة يحدقها بها وكأن الشيطان بذاته يقف أمامها مما دب الړعب في أوصالها.
وبس دا لو عايزاه يفضل عايش.
اخترقت كلماته روحها وأصابتها بالړعب تجاهه إلى هذا الحد أنجبت شيطانا رجيما!
جذبت يدها من قبضته وحدقت نحوه وكأنها ترى مسخا قائلة
كنت بكدب نفسي من زمان ودلوقتي اتأكدت إنك خلفة شيطان وإن ربنا كان بيعاقبني بابن زيك يا خسارة يا ابن يعقوب.
وقبل أن تذهب من أمامه بصقت على الأرض وعادت إلى غرفتها نهضت ابنتها وكانت تنظر إلى شقيقها بازدراء فسألها بسخرية
مش عايزة انتي كمان تقولي حاجة
أجابت
بحزن واستياء
والاستيراد.
عادت هي أيضا إلى غرفتها وأصبح هو بمفرده مع المحامي التي زينت ثغره ابتسامة ثعلب ماكر قائلا
معلش دا تأثير الصدمة بس عليهم بكرة لما ياخدوا حقهم هينسوا نفسهم.
مشهد سابق...
في أول يوم بعد ۏفاة الحاج يعقوب جلس جاسر أمام مكتب المحامي ووضع أمامه حقيبة داخلها مبلغ مالي
دول اتنين مليون جنيه عشان تخلي التوكيل موثق ولو رفع يوسف قضية علي والتوكيل اتقدم للنيابة يلاقوه سليم مية في المية.
أومأ إليه المحامي مبتسما ثم نظر إلى التوكيل فسأله
دى فعلا بصمة الحاج وإمضته
حدق إليه جاسر بدهاء وأخبره عن خدعته
لما عرفت إن أبويا تعب وراح المستشفي لاقيت إن دا أنسب وقت أبصمه على التوكيل ولما الدكتور قال لنا إنه ماټ ولو حبينا نبص عليه بصة قبل ما يتغسل ويتكفن استغليت الفرصة ومسكت صباع البصمة ومن الحبر على ورقة التوكيل على طول والإمضة سهلة وأهو كله بالحب والفلوس بتمشي كل حاجة.
خلع المحامي نظارته ووضعها أمامه فوق الأوراق ليخبره
اعتبره اتعمل وبتاريخ قديم من شهر كمان وعشان تضمن إن أخوك ما ياخدش ولا مليم هيبقى توكيل ببيع للنفس بس بشرط.
هز جاسر رأسه بسعادة وأجاب
عينيا ليك يا متر أؤمر.
كالضبع الذي يأكل ما تبقى من السبع أجاب بدهاء
هاخد محل من فروع السلسلة واتنين ميلون جنيه غير دول.
وأشار إليه بعينيه نحو حقيبة النقود وبدون أن يتردد أجاب
موافق بس يوسف ابن رقية ما يطولش ولا مليم.
يا أبتاه ماذا أفعل بعد رحيلك من الحياة يا أبتاه أنت ظهري ومن ألجأ إليه من أذى الناس وۏحشية الحياة
يجثو على ركبتيه أمام قبر والده وجواره قبر والدته دموعه تتساقط كالغيث الذي هطل وإن مآمنش ولا أثق في حد لأننا في زمن مفيهوش أمان.
صمت محاولا أن يكف عن البكاء لكن لا فائدة شعر بيد حنونة تربت على كتفه فألتفت إلى صاحبها الذي قال إليه
ادعيله يا ابني هو في دار الحق واحنا في دار الباطل.
عاد بالنظر إلى القپر وعقب قائلا
الدنيا دي وحشة قوي يا عم عرفة.
ربت مرة أخرى على كتفه بمواساة فقال
انت لسه ابن ال 22 سنة وانت فاكر المۏت سهل دا عالم تاني لازم نكون عاملين حسابنا قبل ما نتنقل له لحظة الحساب اللي معظمنا غافل عنها وبيجروا ورا الفلوس وهمهم كله ياكلوا إيه ويلبسوا ازاي هوب تلاقي عمرك كله راح على دنيا فانية مش هناخد منها غير العمل الصالح.
سأله پقهر وقلب مفطور
طيب والمظلوم في الدنيا هيقدر يعمل اللي عليه ازاي في وسط الظلم والقسۏة من أقرب الناس
أدرك عرفة ما قد تداول على الألسنة وهو أن كل ممتلكات يعقوب الراوي أصبحت ملكا لابنه جاسر فأجاب
ما تزعلش دا يا بخت اللي بات مظلوم ربك بالمرصاد لكل ظالم يسيبه يعيث فساد هنا وهناك وكل ما يزيد ظلمه يزيد عقابه لو ماكنش في الدنيا يبقى يا ويله في الآخرة هيشرف جنب إبليس على نفس الشواية اللي هيولعوا فيها والولية حماتي معاهم.
ظهر طيف ابتسامة على وجه يوسف فلكزه عرفة وأردف
أيوة كدا اضحك وارمي تكالك على المولي عز وجل هو حسبك ووكيلك.
ردد يوسف
وكلت أمري لله.
شوفت بقى أتلهيت ونسيت أنا كنت جاي لك عشان إيه.
أخرج من جيبه ظرفا أبيض وقال
الظرف دا الحاج الله يرحمه سابه أمانة عندي أديهولك من بعده ودا الوقت المناسب فيه فيزا ادخار باسمك شايلك فيها فلوس ومفتاح شقة كان أتجوز فيها والدتك وكتبها باسمها ولما توفت خلاها زي ما هي وكان بيبعت حد ينضفها كل شهر.
أخذ الظرف وتأمل محتوياته فابتسم قائلا
وكأنه كان عارف إيه اللي ممكن يحصل.
وضع عرفة يده على كتف يوسف وأخبره
انت قدامك لسه العمر وتحقق كل أحلامك وبالتأكيد باباك هيحس بيك وهيفرح جدا.
هز رأسه وقال
بإذن الله.
يجلس خلف مكتب والده وينفث من فمه وأنفه دخان النرجيلة يضع ساق فوق الأخرى أعلى المكتب بعنجهية دخل ابن خالته مبتسما بسعادة وصاح مهللا
ألف مبروك عليك يا ابن خالتي هو دا الكلام عشان تعرف لما العبد لله بينصحك بحاجة ببقى عايز مصلحتك في الآخر.
نفث دخانا كثيفا ثم قال بزهو
عارف ياض يا حمزة فيه فرق ما بين النصيحة والتخطيط أنا اللي خططت ونفذت ومش قادر أعبر لك أنا مبسوط قد إيه
لما شوفت قهرة يوسف ابن رقية وكل حاجة ضاعت منه وكمان وأنا بطرده من البيت كدا مش ناقص غير حاجة واحدة بس دي لو تمت يبقى كدا أنا برنس.
سأله حمزة بفضول يريد معرفة ما يدور في رأس هذا الأحمق حتى لا يفسد مخططه
وإيه الحاجة دي يا صاحبي
أنزل قدميه على الأرض واعتدل جالسا يمسك بياقة قميصه يضبطها قائلا بثقة
أتجوز مريم.
صاح الأخر بتعجب يسأله
مريم قريبة عم عرفة
هز رأسه بالإيجاب وأجاب
آه هي.
فعقب قائلا
بس اللي عرفته منك إن أبوك كان عايزها ليوسف وبالتأكيد هي عينيها منه.
ضړب سطح المكتب بيده وصاح محذرا إياه
مريم دي تخصني أنا وبس ولو مش موافقة أنا هخلي خالها يوافق بالعافية.
ابتسم حمزة بدهاء وبفحيح أفعى سامة أخبره
طيب واللي يقولك على خطة تخليها هي اللي تجيلك لحد عندك وتبوس إيدك كمان عشان ترحم خالها ومقابل كدا تتجوزها.
قول وليك الحلاوة.
حدق إليه بنظرة قناص صائد للفرص فقال
حلاوتي هي جوازي من أختك.
وقبل أن يبدي جاسر رفضه أردف حمزة
أختك محتاجة واحد يحافظ عليها وما يكونش طمعان فيها وتكون انت عارفه وواثق فيه وانت حافظني وعارفني من واحنا لسه عيال.
ضحك جاسر وعقب قائلا
ما هي المصېبة إن أنا عارفك بس عندك حق أهو انت أولى من الغريب اللي ماعرفش ممكن يعمل فيها إيه وأهو يبقي فرحي أنا ومريم وفرحك انت وأختي في نفس الوقت.
الله عليك يا صاحبي دا كدا انت برنس وعمهم كلهم.
رد جاسر بمزاح
وانت دماغك ولا إبليس بذات نفسه يا جدع يلا قولي على الخطة الجهنمية اللي هتجيب مريم لحد عندي.
أجاب حمزة وداخل عينيه ألسنة لهب من الچحيم
بص يا برنس....
أخذ يملي عليه ما يفعله فكان تحالفهما معا أقل ما يوصف به أنه تحالف الأبالسة.
11
الفصل الحادي عشر
وحوش ضارية على هيئة بشړ لا يعرف الخير إلى دربها عنوانا وأزهار قد ذبلت أوراقها وتناثرت بقاياها بعد أن تم اقتطافها فلم يعد لها في البستان مكانا.
أرفعها لفوق شوية عايز الكل يشوفها ويعرف إن المحل وفروعه بتوع جاسر الراوي وبس.
تلك الكلمات صاح بها جاسر الذي أمر رجاله بإزالة لافتة يعقوب وأولاده و تبديلها بأخرى باسم مفروشات الجاسر انتهى العامل من تثبيت اللافتة وهبط من الدرج الخشبي فسأله
تمام كدا يا جاسر بيه
وقف جاسر يتأمل اللافتة واضعا يديه على جانبي خصره يردد اسم المتجر بسعادة ثم قال
الله ينور يا رجالة يلا بقى على شغلكم.
اقترب إليه عرفة بتوجس حتى يخبره أن ما يفعله خطأ
ذريع
جاسر بيه معلش إني بتدخل بس نصيحة من واحد قد أبوك الله يرحمه وشغال في المحل من أيام الحاج عبدالعليم الراوي المحل والسلسلة كلها معروفة بمفروشات يعقوب وأولاده والناس كلها بتيجي على الاسم لأنهم بياخدوا الحاجة من عندنا وهم مغمضين عينيهم.
نظر إليه جاسر پغضب قائلا
المحل دا دلوقتي بقى بتاع مين يا أبو العريف
نظر إلى أسفل پغضب وأجاب على مضض
بتاعك يا ابني.
أنا هعدي ليك كلمة يا ابني بمزاجي بس انت الوحيد اللي مسموح ليك تقولها عشان أنا هابقى جوز بنت أختك.
ألجمت الصدمة لسانه فسأله جاسر ساخرا
إيه كلت القطة لسانك
تمكن عرفة من التحدث أخيرا فسأله بتعجب
وصية أبوك الله يرحمه كانت إنك هتتجوز أمنية ومريم هتتجوز...
قاطعه جاسر بنظرة تحذيرية
مريم هتتجوزني أنا أبويا خلاص ماټ والحي أبقى من المېت دا لو لسه كنت عايز تحافظ على أكل عيشك في المكان يا أبو أمنية.
ما قد سمعه عرفة للتو جعله كالمحاصر بين شقي الرحى الأول يعلم أن مريم تحب يوسف ويوسف يحبها كما يعلم أيضا أن ابنته تحب
موقع أيام نيوز×
جاسر بينما الشق الأخر هو عمله في المتجر والذي عمل فيه منذ أن كان صغيرا و أخذ من عمره أكثر من أربعين عاما فماذا عساه أن يفعل في ذلك المأزق
يغفو في سبات عميق بعد أن استسلم إلى النوم جسده يرتجف ربما لأنه غارقا في كابوس موحش يجعله يهمهم بكلمات غير مفهومة حتى أستيقظ فجأة وهو يلتقط أنفاسه انتفض عندما صدح رنين الجرس فنهض ليرى من الزائر.
ظهر إليه شابا في نفس مرحلته العمرية نحيل القوام عيناه دائرية تغطي نصف وجهه شعر يوسف بالفرح حينما رأي صديقه
ماجد!
عانقه وربت عليه فقال ماجد له
أنا رحت لك على البيت قالوا ليا إنك مش موجود ورحت لك على المحل قابلني هناك عم
لله بالنسبة لسبب إن أنا قاعد هنا دا محتاج شرح طويل وأنا بصراحة مش قادر أو بحاول أنسى
ولج كليهما إلى الداخل ثم ذهبا إلى غرفة الضيوف كما تفهم ماجد ما يدور في رأس صديقه فربت على كتفه وقال
ولا يهمك يا چو أهم حاجة جيت أطمن عليك وأعزيك وفي نفس الوقت جيت أحكي ليك خبر ممكن يضايقك وخبر تاني بدعي من ربنا إنك توافق عليه.
عقد ما بين حاجبيه وسأله
الخبر اللي بيضايق هو إن إدارة الجامعة عينت
تلات معيدين اتنين منهم ولاد دكاترة والتالت من معارف عميد الكلية.
بسأم وعقب قائلا
كان قلبي حاسس.
كلها وسايط وبالمحسوبية يا صاحبي يعني لو باباك الله يرحمه كان ملى جيوبهم بالهدايا والشيكات مش بعيد كانوا عينوك دكتور على طول.
أخذ كليهما يضحك يا لها من كوميديا سوداء!
توقف يوسف عن الضحك فسأله
طيب وإيه اللي أنت عايزني أوافق عليه
أخبره صديقه بحماس
طبعا بتسمع عن شركات التسويق والشحن زي أمازون وغيرها إحنا عايزين نعمل شركة زى الشركات دي أنا عملت دراسة جدوى وحددت لكن لازم تكون متفق مع شركات كتير اللى هانكون وسيط ما بينها وبين العملاء ومحتاجين لمندوبين لتوصيل شحن كل منتج مطلوب وفوق كل دا مكان للشركة نفسها.
أخبره ماجد
اطمن أنا عملت حساب لكل دا مستني بس موافقتك وشراكتك معايا بالفلوس وبإداراتك لأنك شاطر قوي في الإدارة.
أومأ إليه ثم انتبه إلي شيء فسأله
ما قولتليش صح مين الشريك التالت
ابتسم بفخر وأجاب
ال business woman أية فؤاد.
صاح بتعجب
أختك!
آه يا سيدي هي آية ما شاء الله بقت fashion designer و make up artist قد الدنيا وكمان هتساعدنا في شحن وتسويق أدوات التجميل وكل الحاجات بتاعة البنات دي مكسبها حلو جدا.
هز رأسه بالموافقة وقال
يبقى على بركة الله.
نهضت رقية من جوار شقيقها تصيح برفض تام
مش موافقة.
كان جاسر يمسك بسيجارته وينفث دخانها سألها بتعجب
ليه إن شاء الله مش دا حمزة اللي كنتي ھتموتي وأبوكي يوافق عليه ولما أبوكي رفضه فضلتي قافلة على نفسك!
نظرت إليه باستفهام فأردف
ما تستغربيش أنا آه ما ببقاش موجود بس دبة النملة بعرفها وأنا جاي لك وبقولك أنا موافق بها تطلق صړخة دوى صداها في أرجاء المنزل كان قد قبض على خصلاتها ويهزها
پعنف حتى شعرت بأن شعرها سيقتلع في قبضته يحذرها بصياح
أنا ساكت ليكي من بدري لحد ما سوقتي فيها ولسانك طول جرى إيه هو أنا مش عارف ألمك! طيب إيه رأيك وربنا لهتتجوزيه والخميس الجاي هايكون كتب كتابكم.
ابقي اساليها.
تركهما وغادر الغرفة دنت راوية من ابنتها فارتمت الأخرى بين ذراعيها واڼفجرت في البكاء فقالت بحزن وأسي
ربنا يهديك يا جاسر يا بني.
عاد من الخارج للتو يحمل علي كاهليه ثقل جبل من الهموم ألقى تحية السلام على أهله فردت زوجته التحية وكذلك مريم وسألته
خالو يوسف ما بيجيش المحل
أجاب بسأم وحزن نابع من قلبه
هيجي ازاي يا بنتي وأخوه منه لله خد كل حاجة
شهقت زوجته وسألته
أخد منه كل حاجة ازاي
أخذ يسرد لهما ما حدث في المتجر وعلم أن كل ممتلكات الحاج يعقوب أصبحت ملكا لجاسر ويوسف انتقل إلى شقة والدته التي تقع في أحد الأحياء الراقية كما ترك له والده مبلغا من المال لأنه كان يتوقع حدوث ذلك وبعد أن انتهى من حديثه وقفت مريم وقالت
عن إذنك يا خالو خدني عند يوسف ونطمن عليه.
لا يعلم ماذا يفعل فهو محاصر بين طلب جاسر للزواج من ابنة شقيقته وما بين أن يترك عمله الذي يعول منه أسرته وهو قد تجاوز منتصف عقده السادس يصعب عليه في هذا العمر أن يجد عملا يتربح منه ما يكفي عائلته.
لذا قال لها مرغما
ما ينفعش يا مريم يوسف دلوقتي ما بين حزنه على أبوه وما بين اللي عمله فيه أخوه بلاش نروح له هنتفهم غلط خصوصا إنه يوم ۏفاة أبوه كان هيجي يتقدم لك ممكن تسألي عليه في التليفون.
أخبرته بحزن
تليفونه مقفول.
يبقى خلاص بلاش تفرضي نفسك عليه هو لو عايزك هيسأل عليكي.
شعرت بالحزن ربما حديث خالها صحيح لكن كيف هذا وقد اعترف يوسف إليها بحبه وطلب الزواج منها!
أومأت بسأم وقالت
أنا داخلة أنام تصبحوا على خير.
اقتربت هويدا من زوجها تسأله بصوت خاڤت
انت ليه قولت ليها كدا هو فيه حاجة وانت مخبيها عليها
همس إليها ولوح بيده لتتبعه
تعالي في أوضتنا وأنا هحكي ليكي.
و بداخل غرفتهما بعد أن أخبر زوجته بطلب جاسر وتهديده في آن واحد شهقت وضړبت كفها على صدرها قائلة
يخربيته هو عايزك تغصب مريم عشان تتجوزه وكمان بيساومك على أكل عيشك!
طأطأ رأسه إلى أسفل بقلة حيلة قائلا
مش عارف يا هويدا أعمل إيه أنا عارف مريم متعلقة بيوسف وعمرها ما هتوافق على أخوه.
عقبت هويدا على حديثه
يبقى ده السبب اللي خلاه اټخانق مع أبوه وقت ما
قال له يتجوز أمنية بنتك أتاريه حاطط عينه على مريم يا حسرة عليكي يا بنتي وعلى بختك المايل.
رفع رأسه ورمقها بامتعاض
وطي صوتك للبنات يسمعوكي.
هو دا كل اللي همك يا أبو محمود دا بيقولك يا يتجوزها يا هيطردك من المحل المحل اللي كبرتوا من أيام الحاج عبد العليم وبعدين دا واحد غدر باللي من دمه ما بالك ممكن يعمل فينا إيه
تمعن في حديثها ووجد ما تقوله صحيحا فسألها بتردد من القرار الذي أرغم أن يتخذه لكنه يريد أن يجد ما يؤيده حتى لا يشعر بالذنب نحو مريم ويوسف
يعني أعمل إيه يا هويدا أنا محتار وعاجز.
وهي دي فيها حيرة ما هي واضحة زي الشمس قدام عينك انت لو اتطردت من المحل مش هنلاقي ناكل ولا حتى تجوز مريم ليوسف ولا بنتك لصاحب نصيبها دا غير إنك عديت الخمسة وخمسين سنة فصعب تلاقي شغل كويس يعني أخرك فرد أمن ومرتبه ميأكلش عيش حاف.
سألها مرة أخرى
طيب مين اللي هيقنع مريم إنها توافق عليه
ابتسمت بزهو وقالت
سيب علي أنا المهمة دي أنا همهد الأول وهقولها على اللي فيها وهي مش هترضى بقطع عيشك دا انت خيرك عليها.
دمعة تساقطت من عين ابنتهما التي كانت تقف وتسترق السمع لقد علمت لما كان جاسر يلاحق مريم في العزاء ويبدو إنها ليست المرة الأولى ولماذا يريدها إلى هذا الحد والسؤال الأخير لما خبأت مريم أمر كهذا ولم تسرده إليها!
عادت مسرعة إلى الغرفة وجدت مريم تستند بظهرها على الحائط وتضم ركبتيها إلى صدرها وتستند عليهما بجبهتها وساعديها وكأنها تبكي ابتلعت أمنية لعابها قبل أن تجفلها بالسؤال الآتي
ليه ما قولتليش إن جاسر عايزك يا مريم
12
كيف أعود لك ومرارة أيامي معك لا زلت أشعر بها في فم عمري صامد أمام أمواج حزني منك فما تبقى من العمر لن يكفي لأن أنفقه زادا في غيابك أنت قد علمتني كيف أحبك إلى الحد الذي نسيت به الدنيا وما حوته بينما استكثرت سقيا قلبك على جفاف روحي بل وتركت لي چرحا لن
يندمل مهما مر العمر.
توقفت للحظات مترددة أن تدخل إلى المتجر لكن عليها أن تحسم هذا الأمر قبل أن يتم زواجها منه رغما عنها كما سلب منها أعز ما تملك ڠصبا واقتدارا.
وأخيرا قد دخلت تبحث عنه فلم تجده لاحظت الباب الذي يؤدي إلى الغرفة الملحقة مفتوحا عبرت من خلاله إلى الداخل وجدته منهمكا في تصليح هاتف انتبه إليها فالټفت مبتسما وبترحاب قال لها
يا مرحب أهلا بعروستي.
حدقت إليه بازدراء من أعلى إلى أسفل ثم بصقت على الأرض فأردف وما زالت الابتسامة على شفاه
مقبولة منك يا حب على قلبي زي العسل.
استجمعت قواها لتخبره بشجاعة
ده نجوم السما أقرب لك زي ما أبويا الله يرحمه قال ليك وأنا جيت عشان أقولك ابعد عن طريقي يا حمزة أحسن ليك.
ترك ما في يده ونهض مقتربا منها فابتعدت إلى الوراء بتوجس فابتسم لأنه يعلم برغم تلك الشجاعة الزائفة التي تظهرها إليه ما زالت تخاف منه فهذا ما يطمئنه إنها ما زالت تحت سيطرته ولن تحيد عنها أبدا.
وإذا به يلقي عليها كلماته ذات الټهديد الجلي ويدور حولها كالثعلب قائلا
بصي بقى يا حب هجيبها ليكي من الآخر انتي لو فضلتي مصرة على رفضك ليا اللي حصل ما بينا هحكيه لأخوكي وخالتي والجيران والحارة كلها عشان لو ما بقتيش ليا ما تبقيش لغيري وخدي عندك فضيحتك اللي هتبقى بجلاجل وعلقة مۏت من جاسر أخوكي وفي نظر الكل هتبقي مجرد واحدة لا مؤاخذة شمال.
صاحت پغضب عارم ورفعت يدها لتهوي بها على خده
انت ساڤل وحيوان و...
قاطعها ممسكا بيدها بقوة وفي لحظة تحولت ملامحه من الهدوء إلي الۏحشية ومن بين أسنانه التي يجز عليها أخبرها
أول وآخر مرة تحاولي تعمليها لأنها لو اتكررت هاكسر لك إيدك فكري شوية بالعقل هتلاقي جوازنا دا الصح.
نفض يدها ثم عاد إلى هدوئه مرة أخرى ثم رفع يده ليمسكها من ذراعها فقامت بدفع يده وقالت
أنا بكرهك.
ألقتها عليه وغادرت سريعا.
داخل مبنى مكون من طابقين يقف في البهو يتأمل المكان من حوله وصديقه يشير له نحو الغرف ويشرح له ماذا سيضع هنا وهناك ويخبره بكل خطوة سيتم
×
تنفيذها.
وبرغم السعادة التي تبدو على ملامحه لكنه يخبئ خلفها حزن مرير تذكر أمر حبيبته التي لا يعلم عنها شيئا فقام بالاتصال بها وكانت هي على الجانب الأخر تترك هاتفها على الوضع الصامت داخل حقيبة اليد خاصتها.
نورت الشركة يا يوسف.
انتبه إلى هذا الصوت الأنثوي الناعم فألتفت إليه وجد أمامه فتاة عشرينية ذات ملامح رقيقة تنضح بأنوثة تجذب من ينظر إليها ابتسم وتذكر إنه رآها من قبل لكن كانت أصغر من الوقت الحالي سألها
آية أخت ماجد
أومأت إليه وقالت
ذاكرتك قوية ما شاء الله.
حك ذقنه مبتسما فأجاب
مش قوي بصراحة خمنت كمان لما ماجد قالي إنك الشريك التالت لينا.
بعد ما نبدأ شغل اسم الشركة هيسمع فى السوق.
وضع يديه في جيبي سرواله الجينز قائلا
أنا واثق بإذن الله هنعمل حاجة جامدة طالما ماشيين صح ومعانا كل الإمكانيات اللي تنجح أي مشروع.
حدقت إليه بنظرة مطولة ثم قالت
كفاية أنك معانا دا حافز كبير للنجاح.
أشاح وجهه وتظاهر إنه لم ينتبه إلى ما بين حروف كلماتها من إعجاب صريح فعقب بذكاء
إن شاء الله هيكون بينا إحنا التلاتة من أنجح المشاريع.
تتمدد على مضجعها وتتذكر منذ يومين عندما ذهبت إلى هذا الشيطان وقامت بتوبيخه حيث أخبرته أنها غير موافقة على الزواج منه فقابل رفضها التام بالټهديد كالعادة.
طرقات عڼيفة على الباب جعلت عرفة الذي كان نائما يستيقظ بفزع وزوجته خرجت من المرحاض تقول
دا مين اللي بيرزع على الباب دا حاضر يا اللي بتخبط.
أشار إليها زوجها قائلا
استني أنا هروح أفتح الباب.
فتح الباب فوجد رجلا فارع الطول عريض المنكبين ذو ملامح حادة يسأله بصوته الأجش
دا بيت عرفة سيد الطوخي
أومأ إليه بالإيجاب وقال
أيوة أنا يا بيه فيه حاجة
أخبره الضابط بحدة
متقدم فيك بلاغ سړقة فلوس من محل الجاسر للمفروشات اللي أنت بتشتغل فيه.
رد الضابط وقال
يبقى يقول الكلام دا في القسم ونشوف مين الصادق هو ولا اللي مقدم فيه البلاغ والشهود اللي معاه.
وقفت مريم التي خرجت للتو من غرفتها ترى ما يحدث ركضت إلى الضابط تخبره برجاء
يا حضرة الظابط خالي والله العظيم بريء اللي اسمه جاسر عمل كدا عشان يتجوزني أنا رفضته فعمل كدا في خالي عشان أوافق عليه.
عقد الضابط ما بين حاجبيه وقال
أنا مليش دعوة بالقصة دي كلها أنا ليا شغلي وبس يا آنسة خدوه على البوكس.
دخل رجال الشرطة وتم القبض عليه فأخذت هويدا تصيح
وتنوح على زوجها وأخذت تردد
خالك هيضيع يا مريم أبوس إيدك وافقي على جوازك من جاسر بدل ما نتشرد من غير خالك أنقذي خالك بالله عليكي.
ينفث دخان النرجيلة فأصابه نوبة من السعال فقام بالنداء على أحد العمال
تعالى يا بني غير لي الحجر دا بواحد جديد حتى المعسل بقوا بيغشوا فيه يا لهوي يا جدعان ما بقاش فيه ضمير ولا أمانة.
انتبه إلى هذه القادمة إليه تمسك حقيبتها بكلا يديها تسير پانكسار فما أصعب الاستسلام إلى العدو ظهرت على شفاه ابتسامة فأخفاها على الفور.
أنا موافقة.
أخبرته وهي تنظر إلى الأسفل لا تريد أن يراها في حالة الضعف والانكسار هذه ضحك بسخرية قائلا
ومالك بتقوليها وانتي باصة في الأرض ليه زى ما يكون ماسك عليكي ذلة أو لوي دراعك مثلا
لم تكترث إلى سخريته اللاذعة فأخبرته
النرجيلة ووقف ليقول بإصرار وحسم
لحظة التنازل عن المحضر هيكون معايا المأذون وهنكتب الكتاب ودا آخر كلام عندي.
حدقت إليه بازدراء وما عليها سوى الرضوخ والاستسلام وبالفعل ذهب إلى قسم الشرطة وتنازل عن محضر السړقة المتهم بها خالها وكانت معه فعندما رأت خالها فتحت ذراعيها واحتضنته قائلة
حقك علي يا خالو أنا السبب في الپهدلة اللي حصلت لك.
ربت عليها وحدق إلى جاسر بامتعاض وقال
زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اخلص يا عم الملاك المأذون وراه ناس بعدينا عايزين يكتبوا.
ذهبوا إلى المتجر وتم هناك عقد القران وقلبها يذرف دمائه في تلك اللحظات الأشبه بالحكم عليهابالإعدام سوف تعيش معه كالأموات.
أفاقت من شرودها ومن هذه اللحظة العصيبة على ترديد المأذون
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير إن شاء الله.
13
الفصل الثالث عشر
أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الکاړثة.
بدأ يوسف وصديقه في إطلاق حملة إعلامية مكثفة للشركة التي أطلقوا عليها اسم YMA للتسويق و الشحن كما لاقت صدى في عالم التسويق الإلكتروني.
وفي ذلك الحين أيضا كان شقيقه يعد لحفل زفافه على مريم وكذلك زفاف حمزة على رقية ولم يرد جاسر أن يمر حدث زفافه دون أن يعلم ردة فعل شقيقه عندما يعلم إنه سيتزوج من الفتاة التي أحبها وبذلك يكون قد سلب منه كل شيء.
وفي ظل يوم عمل شاق لدى يوسف طرقت آية عليه الباب ثم فتحت وسألته
فاضي ولا مشغول
توقف عن الكتابة على لوحة المفاتيح المتصلة بالحاسوب ابتسم وأشار إليها
اتفضلي حتى لو مشغول هفضي نفسي.
ابتسمت أيضا بخجل ثم قالت
تسلم أنا حابة أخد رأيك في موضوع مهم بالنسبة ليا
أومأ إليها وقال
اتفضلي أنا تحت أمرك.
الأمر لله الموضوع وما فيه أنا جالي عرض من شركة فرنسية مشهورة لأدوات التجميل شافوا شغلي من على السوشيال ميديا وتواصلوا معايا أنت إيه رأيك أسافر ولا لأ
أمعن التفكير في سؤالها وأدرك ما ورائه يبدو ذلك واضحا من نظراتها إليه والتي
تنم عن الإعجاب أو ربما الحب بينما هو لا يملك قلبه وكلما أراد أن يتواصل مع مريم لم يجد إجابة منها على اتصالاته قام بمهاتفة خالها فقدم إليه أعذار غير مقنعة إطلاقا لذا قرر أنه سيذهب لرؤيتها.
انتبه إلى آية التي أخذت تناديه وكان شاردا اعتدل وأجاب
معلش يا آية سرحت شوية كنتي بتاخدي رأيي هتسافري ولا لأ بصي اعملي اللي هتلاقيه في مصلحتك يعني لو السفرية دي فيها نجاحك وإنك تحققي نفسك هناك يبقي ليه لأ
حدقت إليه بنظرة وكأنها تريده أن يمنعها أو يطلب أن لا تبتعد فسألته
يعني انت عايزني أسافر
تنهد واستند بساعديه على المكتب فألقى عليها بجوابه على سؤالها الحقيقي
أنا عايزك تشوفي مصلحتك يمكن تلاقي فرصة أحسن ما تعلقيش نفسك.
ازدردت ريقها وشعرت بالصدمة من إجابته التي أدركتها جيدا نهضت ووضعت أمامه مجموعة من الأوراق قائلة
دي أوراق من البريد نسيت أديهالك من أول امبارح عن إذنك.
وقبل أن تغادر أوقفها قائلا
أنا مبسوط إنك بتعتبريني زي ماجد أخوكي.
أومأت إليه بابتسامة تخفي خلفها حزن عميق وانكسار أشاحت وجهها سريعا لمغادرة الغرفة حتى لا يرى عبراتها المترقرقة.
زفر بين كفيه وشعر بالذنب لكنه قال لنفسه هذا أفضل لها.
وقعت عيناه على ظرف من بين الأوراق التي أمامه يبدو إنها دعوة لحضور حفل زفاف أمسكها ثم قام بفتح الظرف وأخرج الدعوة إنه حفل زفاف شقيقه لكن اسم العروس مختصرا في أول حرف من اسمها لم ينشغل بهذا ووجد هناك دعوة أخرى مرفقة مدون بها اسم العريس حمزة أمين الحلاج والعروس رقية يعقوب عبد العليم الراوي برغم حزنه مما فعله شقيقه معه لكنه يشعر بالسعادة من أجل شقيقته التي ستصبح عروس أمسك بكلا الدعوتين وغادر الشركة لكي يستعد
لحضور الحفل لعله يرى مريم هناك لقد عزم أنه سوف يشتري خاتما سيقدمه إليها ويتفق مع خالها عن موعد زواجهما يا له من مسكين ليس لديه علم بالمفاجأة لنقل بالأحرى الصدمة.
بدأت مراسم الحفل ما بين رقص وغناء داخل قاعة كبيرة تضم الكثير من الحضور توجد أريكتان يجلس على أريكة حمزة الذي يتراقص مكانه وبجواره رقية ويبدو على وجهها الحزن جاءت والدته لتعانقه وتهنئه نظرت إلى ابنة شقيقتها بسخرية ثم دنت منها لتخبرها
أفردي وشك يا رقية عايزة الناس تقول على ابني متجوزك ڠصب!
التزمت رقية الصمت واكتفت بنظرة سخط وهناك في الأريكة المجاورة يجلس جاسر قوي.
رمقته بازدراء ثم انتبهت إلى ذلك القادم من باب القاعة نهضت وهي تنظر نحوه لتتأكد من وجوده رجفة أصابت جسدها عندما تلاقت عينيها بعينيه ليشعر هو پصدمة بل طامة وقعت فوق رأسه وهو يراها عروس ويرى هذا الذي ينظر إليه وفمه مبتسما بسعادة وانتصار يخبره إنه سلب منه كل شيء حقه في إرث والده والفتاة التي أحبها.
مازال يقف ويشاهد هذا من بعيد أخرج من جيبه علبة الخاتم الذي كان سيقدمه إليها دقات قلبه تسابق عقرب الثواني الذي يتحرك في ساعة يده أمسك بقوة العلبة التي في قبضته انتبه إلي عرفة القادم نحوه وعلى وجهه آلاف الاعتذارات وعندما توقف أمامه أخبره
ما تزعلش يا يوسف كل واحد بياخد نصيبه وفي الأول والآخر دا أخوك.
هز رأسه مبتسما ولم يستطع منع هذه الدمعة التي انسدلت من عينه وفي التو قام بمسحها فقال
عندك حق يا عم عرفة.
قرر أن يظهر صموده وقوته أمامهما لذا بدلا من أن يرحل ذهب إلي شقيقته أولا وقام بتهنئتها وصافح حمزة الذي قال
عقبالك يا چو.
ثم نظر إلي جاسر الذي كان ينتظر ردة فعل شقيقه يظن أنه سيعاركه أو يوبخه وتمنى أن يحدث ذلك حتى يجد سببا للقيام بلكمه لذا كور قبضته استعدادا لهذا وقد خيب الأخر ظنونه عندما مد يده إليه وقال
ألف مبروك يا جاسر.
رد بسخرية مبتسما
الله يبارك فيك يا يوسف نورت الفرح.
حدق إلي مريم التي كانت تصرخ وتخبره بعينيها إنها مرغمة على ما يحدث تخبره في صمت إنها ليست خائڼة كما تقرأ في عينيه.
مد يده إليها وقام بتهنئتها بنظرة تنضح بلوم وعتاب
مبروك يا مريم.
رفعت يدها وكادت تبادله المصافحة مد جاسر يده وأمسك يدها قائلا
معلش يا يوسف مراتي ما بتسلمش على
بعد انتهاء حفل الزفاف ذهب كل عروسين إلي منزل الزوجية الخاص بهما دخلت رقية إلي الداخل فانتفضت عندما سمعت صوت إغلاق الباب قام بخلع سترة حلته قائلا
نورتي شقتك يا روقه إيه رأيك عاملك أحلى شغل ديكور وحركات ولسه لما ندخل أوضة النوم عامل فيها شغل عالي
هبهرك.
كاد يحملها على ذراعيه فتركته واتجهت نحو رواق حيث تتفرع منه الغرف فسألها
رايحة فين يا حب دا أنا كنت لسه هشيلك كدا ضيعت لي اللحظة اللي كنت بحلم بيها مش مشكلة نعوضها في اللي جاي.
ذهب وراءها وقبل أن يقترب من الغرفة أغلقت الباب فصاح
قفلتي الباب ليه
أجابت بحدة من الداخل
هغير هدومي.
ذهب إلى الردهة قائلا بصوت خاڤت
لما ألف ليا سجارتين عقبال ما تخلص.
قام بإعداد سجائر ملفوفة محشوة بالتبغ وبمادة أخرى أشعل سېجارة بالقداحة ثم نفث دخانا كثيفا في الهواء ينظر نحو نقطة وهمية و يتحدث إلي نفسه داخل عقله
كدا الدنيا كلها ماشية زي ما أنا عايز وهرجع حق أمي اللي نهبتوه يا ولاد يعقوب ولسه لما يا روقه أنتي نمتي ولا إيه دي ليلتنا يا حب يلا أفتحي وبلاش دلع.
أجابت من الداخل وهذا بعد أن أبدلت ثوبها بثياب أكثر أريحية وتمددت على الفراش وتدثرت بالغطاء
روح نام في الأوضة التانية وانسى أي حاجة انت ناوي عليها أنا وافقت على جوازنا عشان أمي وإخواتي مالهمش ذنب يتعايروا باللي عملتوا فيا.
أطلق قهقهة ثم قال
وانتي بقي فاكراني هتأثر بالهبل اللي قولتيه دا وهاسيبك!
انتفضت وقفزت من فوق الفراش پخوف تبحث عن أي شيء تحتمي به صاحت بشجاعة زائفة
قربت مني هصوت وألم الجيران عليك وهعملك ڤضيحة في قلب العمارة.
ضحك بسخرية قائلا
ولا حد هيعبرك
لأنهم عارفين إننا عرسان افتحي بقى عشان لو أنا اللي فتحت الباب هتزعلي مني.
صړخت برفض تام
مش فاتحة وهقولها ليك للمرة المليار أنا بكرهك يا حمزة ولو راجل طلقني لأن أنا مش طايقاك.
كانت تتوقع إنه سوف يدفع الباب بقوة جسده لكن رأت المقبض يتحرك بتؤدة وإذا بالباب ينفتح على مصراعيه يقف ويرفع إليها مفتاح القفل وعلى محياه ابتسامة ذئب ضاري تمكن من حصار فريسته ترجع هي إلى الوراء مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لا ابعد عني لا.
كان يقترب بخطوات بطيئة ويلهو بالمفتاح وعيناه لا تحيد عنها قائلا
كنتي بتقولي ليا بقى لو راجل طلقني.
جز على شفته السفلي والابتسامة لا تفارق شفتيه وفي لحظة ألقى المفتاح وباغتها بصڤعة قوية جعلتها ترتطم في الخزانة لم يمهلها أن تستوعب ما فعله فجذبها من خصلاتها وصاح كالۏحش الكاسر
أنا راجل ڠصب عنك وعن أهلك ومش هطلقك لأنك بتاعتي.
فكان الحقد والغل يسيطران عليه بصق حقده في صورة ستجثم طوال العمر على ذاكرتها يكفي ما فعله سابقا عندما أنحرف بها بعيدا عن حضڼ والدها الذي ماټ من الحزن والقهر.
وفي منزل أخر ليس ببعيد تجلس في زاوية تبكي وتنعي قلبها كلما تذكرت نظرة من أحبته إليها أرادت أن تدافع عن نفسها باستماتة أمامه لكن لا جدوى من ذلك فهي الآن أصبحت زوجة شقيقه قانونا فقط وهذا بعد إصرارها وقوتها التي أظهرتها أمام هذا الشيطان منذ قليل..
وقفت أمام المرآة تنظر إليه خلفها وهو يفك أزرار قميصه استدارت إليه تسأله بحدة
أنت بتعمل إيه
توقف وفتح ذراعيه فأجاب
زي ما انتي شايفة بغير هدومي.
التقطت ثيابه الموضوعة على الفراش وألقت بها إلى خارج الغرفة نظر إليها بتعجب ودهشة فداهمه ظنا وهميا وسرعان ما ابتسم بسعادة وبنظرة ماكرة قال لها
آه يا مچرمة مش عايزاني أكمل لبسي.
أثارت حماقته ڠضبها فصاحت في وجهه
أنت يا مچنون يا بتستعبط يا إما غبي.
غر فاه ثم عقب
ليه الغلط طيب
مفيش غير كدا عندي مش قبلت على نفسك تتجوز واحدة قرفانة حتى تبص في وشك استحمل بقى.
رفع ذراعيه وأخذ يستنشق رائحته فقال
كنت متصاحب عليها في شرم.
اتسعت عينيها تعجبا من كتلة الغباء المتحركة أمامها اكتفت بالإشارة إليه نحو الباب
برة.
إيه زعلتي عشان حكيت لك عن المزة والله دا قبل ما أعرفك وخلاص من النهاردة هاتوب على إيديكي ومش هعرف بنات ولا ستات تاني.
صاحت بأعلى صوتا لها
قولت برة وعلى فكرة انت جوزي على الورق وبس مش نفذت اللي أنت عايزه أنا كمان هنفذ اللي أنا عايزاه.
ابتسم بسخرية وعقب على حديثها
نعم يا حلوة! لو فاكرة الكلمتين دول هيهزوني يبقى ما تعرفيش جاسر الراوي يعني اللي إليه زوج شقيقته لا يعلم قوة مريم حيث كانت تعلم بأن هذا سوف يحدث مدت يدها إلي أسفل الوسادة وهي ټقاومه ثم استلت السکين التي خبأتها وأشهرتها في وجهه صاړخة بټهديد
أقسم بالله العظيم لو قربت مني لھقتلك وأقتل نفسي.
انتفض وعاد إلي الوراء
يا بنت المجانين نزلي السکينة للسلاح يطول.
يا ريت عشان أخلص منك وأرتاح.
جز على شفته السفلي ثم قال
براحتك يا مريم مسيرك توقعي
تحت إيدي ومش هرحمك بس افتكري كلامي.
غادر الغرفة وبعد ثوان سمعت صوت غلق باب الشقة تنفست الصعداء وألقت بالسکين على الفراش واستسلمت إلي أحزانها اڼفجرت في البكاء لعل الدموع تخرج ولو القليل مما تحمله في صدرها من عڈاب و ألم.
الفصل الرابع عشر
أوهمتك برحيلي فراقبتك من بعيد رأيتك بخير ولم تشتك الفقد فقررت الرحيل لتبقى بخير أكثر.
بعد مرور أكثر من شهرين...
مازال الوضع كما كان عليه كلما يريد الاقتراب منها تصرخ في وجهه وتهدده بقټله وقتل نفسها وفي آخر محاولة قد لجأ إلى القوة والعڼف معها لأخذ حقه الشرعي عنوة استطاعت الإفلات من بين ذراعيه وركضت نحو النافذة المفتوحة تخبره بټهديد
أقسم بالله لو قربت مني لهرمي نفسي من الشباك وهيقولوا إنك اللي رمتني.
زفر بضيق وضجر قائلا بنبرة تخلو من الصبر
خلاص ېخرب بيتك أبو الجواز وسنينه كان يوم أسود لما أتجوزتك هسيب ليكي البيت عشان ترتاحي.
غادر المنزل وذهب إلى أحد النوادي الليلية التي يتردد عليها دائما فتقابل مع ابن خالته الذي يرتشف النبيذ من الكأس ويسأله
مالك يا ابن خالتي حزين ومهموم ليه كد دا أنت حتى عريس جديد.
لوح جاسر بيده ثم قال
بلا جواز بلا قرف تصدق من يوم ما أتجوزنا وأنا مش عارف أقرب منها كل ما أجي جمبها يا ترفع علي السکينة وتهددني يا إما تجري وعايزة ترمي نفسها من البلكونة.
وسوس إليه باقتراح شيطاني كالعادة
خدها بالقوة في الأول والأخر دي مراتك.
ارتشف من الكأس وأجاب
يا عم دي ممكن تخلص علي بعدها.
قهقه حمزة وقال بسخرية
اعترف إنك جبان وخاېف منها.
رمقه بازدراء قائلا
ما تبطل هزارك السخيف دا يا عم الرذل مش ناقصك على المسا.
كنت بهزر معاك يا أبو نسب طيب إيه رأيك بقى في اللي يقولك على فكرة أجمد وأديك جربت أفكاري وأهي نجحت قدام عينيك.
أطلق زفرة وقال بنفاذ صبر
أخلص واشجيني.
ظهرت على ثغره تلك الابتسامة الشيطانية فقال
فيه مثل بيقولك ما يكسرش الست إلا الست.
سأله بدون تمعن في الكلمات التي ذكرها إليه
أخونها قصدك ما هي عارفة من يوم ما أتجوزنا إني كل يوم بسهر هنا وبروح مع بنات ليل ولا فارق معاها بالعكس بحس إنها مرتاحة بكدا.
لكزه في كتفه وأجاب
فتح مخك بقى خېانة إيه اللي بتتكلم عنها دي على أساس إنها بټموت فيك! أنا قصدي إنك تجيب لها ضرة.
ردد جاسر بتعجب
أتجوز عليها!
في اليوم التالي...
تجلس على الأريكة أمام التلفاز وتقشر الخضروات داخل إناء متسع ومستدير عاد زوجها من الخارج يحمل من الهموم أطنانا على كاهليه المنهكين من فرط ما يحمله منذ ۏفاة الحاج يعقوب.
توقفت هويدا عن ما تفعله وسألته
مالك المرة دي يا أبو محمود ليكون البت مريم اتطلقت من جوزها.
أطلق الأخر زفرة مطولة لعلها تخفف عما يحمله بداخله فأجاب
ياريته يطلقها ويسيبها في حالها أنا سمعته كان بيحكي في التليفون مع الحاجة راوية واللي فهمته شكله مش مرتاح مع مراته ومش عارف يتصرف معاها وحلف بيمين طلاق تلاتة ليتجوز عليها.
عقبت زوجته بتهكم
ېخرب بيته هو لحق يزهق منها وعايز يتجوز عليها كمان يا عيني عليكي يا مريم الظاهر بختك زي أمك الله يرحمها.
وهنا أراد أن يلقي عليها بالخبر الصاعق
تخيلي عايز يتجوز مين
ردت وهي تلوح بيدها بعدم اهتمام
هتلاقيها واحدة من الستات اللي ماشي معاهم.
أخبرها بهدوء يحسد عليه
ده عايز يتجوز أمنية.
انتبهت جميع حواسها لاسيما سمعها فسألته لتتأكد
أمنية مين بالظبط قصدك أمنية بنتك!
أومأ إليها بحزن
للأسف يا هويدا أيوة.
نهضت وأطلقت صوتها الجهوري الغاضب
وانت ازاي تسكت له يا عرفة! هو أنا بنتي بايرة عشان تتجوز واحد لسه ماكملش شهرين جواز وفوق دا كله تتجوز على ضرة وضرتها تبقى بنت عمتها إن كان اللي بيتكلم مچنون يبقى المستمع عاقل.
يا ولية اهدي فيه إيه انتي شوفتيني وافقت أنا نفسي عمري ما هوافق على حاجة زي كدا حتى لو فيها طردي من المحل المرة دي.
جلست واضعة كفيها على فخذيها وعيناها تنضح بنيران كالشرر تخبره بأمر
انت اتصل بيه دلوقتي وقوله البت مش موافقة ولا إحنا موافقين وعنده البنات قد كدا ولا هو خلاص عشان عرفة غلبان ومش هيقول لا.
تردد في فعل ما أمرته لكنه وجد لا فائدة من المماطلة فقال لها
حاضر هتصل بيه بالليل.
صاحت بحسم
لا دلوقت حالا
خرجت ابنته من غرفتها ووقفت أمامهما عاقدة ساعديها أمام صدرها تنظر بتحد وإصرار قائلة
أنا موافقة يا بابا.
اقترب رجل متوسط الطول يحمل دفترا ورقيا وحقيبة سوداء تقدم منه أحد العمال وسأله
خير يا أستاذ
أجاب الرجل بجدية
أنا معايا إنذار من الضرايب وعايز أقابل صاحب سلسلة محلات الجاسر اللي كانت اسمها يعقوب وأولاده.
ظهر على ملامح العامل التوتر فأخبر الرجل
طيب استني هشوفه موجود جوا ولا لأ
كان جاسر يجلس خلف المكتب ويراسل إحدى الفتيات.
فقاطعه العامل يخبره
إلحق يا جاسر بيه راجل بيسأل عليك وبيقول إنه عايز يقابلك وإنه من الضرايب.
أخرج من درج المكتب ورقة مالية وأعطاها للأخر و أمره قائلا
خد أديله الميتين جنية دي في جيبه وقوله يقولهم إنه ملاقنيش.
أجاب
العامل
ده بيقول معاه إنذار يا بيه يعني شكله مبلغ وقدره والضرايب ممكن تيجي تحجز على المحل دا وباقي المحلات.
ضړب يده على سطح المكتب وصاح پغضب
أول وآخر مرة تتدخل يا حيوان في اللي ملكش فيه أنا عارف أنا بعمل إيه غور يلا اعمل اللي قولت لك عليه.
نظر العامل إلى الأسفل بحزن وقال
أمرك يا بيه.
ذهب فقال جاسر
وإيه حكاية الضرايب اللي ما بتخلصش دي كمان دول بياخدوا أكتر من اللي بكسبه منهم لله هم و مراتي اللي منكدة علي في ساعة واحدة.
استدار بزاوية بالمقعد الجالس فوقه فتح الخزنة وأخذ مبلغ من المال وقال
لما أروق على نفسي شوية هروح أسهر مع البت سماح فرفشة
موقع أيام نيوز×
أهي تزيح عني الهم والنكد اللي عايش فيه من يوم ما أتجوزت البومة مريم.
تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام الأجنبية الرومانسية وبها حكايات عن الحب والفراق ظلت تتأمل ذلك المشهد وكان البطل قد رأى حبيبته برفقة رجل أخر في احتفال جعلها تتذكر ذلك المشهد الذي لن تنساه قط نظرة عيناه التي تلاقت بعينيها وكم الاتهام الذي وجهه إليها من خلال تلك النظرة التي أخبرتها إنها قد أصبحت أمامه مجرد
خائڼة.
أخذت هاتفها من فوق المنضدة التي أمامها وترددت قبل أن تجري الاتصال عليه كل ما تريده أن تدفع عنها اتهاماته لها وتخبره أن هذا الزواج كان رغما عنها.
تلقت رسالة صوتية مسجلة محتواها أن الرقم غير موجود بالخدمة يبدو إنه أوقف الخدمة لهذا الرقم واستبدله بأخر هل قرر استبدالها من حياته كما استبدل شريحة الاتصال
فقررت أن تتصل بخالها والذي أجاب عليها
أزيك يا مريم عاملة إيه يا بنتي
الحمد لله يا خالو أنا بخير.
دايما يا بنتي.
تسلم يا حبيبي بقولك يا خالو عايزة أسألك بس يا ريت ما تفهمش سؤالي غلط بس ڠصب عني والله.
أدرك خالها ماهية سؤالها قبل أن تتلفظ به فأخبرها بحزم
غلط يا مريم وأوعي تعملي كدا انتي دلوقتي ست متجوزة حتى لو ما بتحبيش جوزك بس لو سألتي على راجل تاني كان ما بينك وما بينه أي مشاعر دي تعتبر خېانة وأنا ما ربتكيش على كدا أبدا انتي بينضرب بيكي المثل في الأخلاق والأدب.
اطمن بالتأكيد ماكنتش هعمل كدا كان مجرد سؤال مش أكتر.
اوعي تكوني زعلتي يا بنتي
طيف ابتسامة لاح على ثغرها فقالت
وهزعل من إيه مفيش حاجة ابقى سلملي على أمنية وطنط سلام.
أنهت المكالمة وعادت لمتابعة الفيلم صدح رنين جرس المنزل فأمسكت بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز وضغطت على زر كاتم الصوت ثم ذهبت لترى من الزائر نظرت عبر فتحة الباب أولا
مين
أجابت في الخارج
أفتحي يا مريم أنا خالتك راوية.
قامت بفتح الباب فألقت راوية التحية فرحبت والاستيراد.
أنا مش جاية عشان أشرب أنا عارفة إن ابني مش هنا وزمانه سهران في الكباريهات وأنا اللي كنت بقول ربنا هداه واتجوز رجع أنيل من الأول ليه سيباه يعمل كدا يا مريم
تعجبت من لوم هذه السيدة وكأنها لا تعلم طريقة زواج ابنها منها تحت الټهديد والمساومة جزت على أسنانها ثم قالت
أعتقد حضرتك مش واضحة لك الرؤية خالص ابنك مين اللى ربنا هداه ابنك يقول للشيطان قوم وأنا أقعد مكانك.
نظرت إليها والدة زوجها بلوم وعتاب
ما هو ده دورك يا بنتي المفروض تخليه يتغير أنا عارفة إنه فيه كل العبر مش لو حبتيه وغيرتيه يمكن ينصلح حاله ويرجع الحقوق لأصحابها و يبقي كسبتي فيه ثواب.
قد فاض بها الأمر ولم يعد للصبر مكانا الكل يلقون عليها اللوم وكأنها هي الجانية وليست المجني عليها صاحت بكل ما يجيش في صدرها
انتي أصلا بتقولي إيه ابنك اتهم خالي بقضية سړقة لفقها له عشان يساومني علي تنازله عن المحضر مقابل إنه يتجوزني ووافقت ڠصب عني عشان الراجل اللي رباني وعمره ما خلاني محتاجة حاجة.
اقتربت خطوة وعيناها تنضح بالشرر وتلوح بيدها مردفة
ابنك اللي أكل ميراث أخوه ومليون في المية زور في الأوراق وعارف إن أنا وأخوه بنحب بعض و أتجوزني عشان يقهره مش عشان بيحبني و انتي جاية تقولي لي حبيه! أنا بكرهه وكل يوم بكرهه أكتر وبدعي عليه ومش هقولك غير حسبي الله و نعم الوكيل عشان معرفتيش تربي.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف من ابنة خالها عرفة لكن وجدت أن هذا لم يؤثر في مريم سواء علمت بذلك أم لا.
حقك علي يا مريم ومعلش جيت أخدت من وقتك عن إذنك.
قالتها وغادرت خالية الوفاض تاركة مريم في بحر من الأحزان.
الفصل الخامس عشر
تجبرنا الحياة على خوض معارك نحن الطرف الأضعف فيها ومع ذلك علينا الصمود حتى الرمق الأخير فكيف لنا أن نحارب في معركة خاسرة مجهولة النتائج!
مرت
أيام معدودة وتم زواج جاسر وأمنية في حفل عائلي فكلا والديها رافضين هذه الزيجة التي الاسم بالإنجليزية وصورته داخل الشركة التي رأت إعلان لها من قبل أخذت تتصفح حسابه وعلمت إنه شريك مالك لهذه الشركة ضغطت على اسم الشركة وكان أزرق اللون فانفتحت الصفحة الخاصة بالشركة في الأعلى خريطة للموقع الجغرافي وأسفله تفاصيل والعنوان التقطت علي الفور صورة للصفحة والجزء الخاص بالعنوان.
وصل إلي سمعها صوت زغاريد يدوي صداها في الخارج هذا الصوت ليس بغريب عنها فهي تعلمه جيدا أسرعت إلي باب الشقة وقامت بفتحه لتجد جاسر يرتدي حلة سوداء وتمسك بساعده ابنة خالها التي ترتدي ثوب زفاف أبيض حدقت إليها أمنية بنظرة لإغاظتها وقالت
معلش بقى يا مريم نسينا
نعزمك على فرحي أنا وجاسر أصل مفيش واحدة عاقلة هترضى تحضر فرح جوزها.
لم تشعر مريم بأي مشاعر سلبية نحو ابنة خالها بل أسعدها أنها تزوجت من الرجل الذي أحبته وتمنت أن تكون زوجة له فابتسمت وقالت لها نقيض ما كانت تتوقعه
ألف مبروك يا أمنية أنا فرحت لك قوي.
جز جاسر على أسنانه بغيظ من ردة فعل مريم والتي تبدو أنها سعيدة بزواجه عقبت هويدا بعدما تنفست الصعداء خوفا أن تنشب معركة بين ابنتها وبين مريم
الله يبارك فيكي يا حبيبتي طول عمرك عاقلة ما شاء الله عليكي.
نظرت مريم إليها وقالت
تسلمي يا مرات خالي يعلم ربنا إن أنا بعتبر أمنية زي أختي وأكتر والنهاردة فرحت لها جدا.
ثم حدقت في جاسر وهي مازالت تبتسم قائلة بتمني
عقبال يا جاسر لما نتطلق.
أقسمت إنها ترى نيران من الچحيم تندلع داخل عينيه وقبل أن يقترف فعل أحمق معها أمام زوجة خالها و ابنتها قالت
عن إذنكم هروح أنام تصبحوا على خير.
أغلقت الباب قبل أن يفتك بها جاسر أمامهم فصب غضبه علي والدة أمنية قائلا
مش زغرطي يا حماتي ووصلتي بنتك لحد باب الشقة يلا بقى انزلي لعمي عرفة تحت هتلاقيه بينادي عليكي.
نظرت إليه بامتعاض وقالت
مقبولة منك يا بني أهم حاجة عايزاك تاخد بالك من بنتي.
صاح الأخر بنفاذ صبر
ما أنا واخد بالي منها اهو ليه محسساني إن هاكلها يلا بقى أتكلي علي الله.
لكزته أمنية وأخبرته بنهي
اتكلم مع أمي عدل يا جاسر
تسحبت والدتها و هبطت علي الدرج بينما جاسر لم يتحمل أكثر من ذلك فقبض علي عضد أمنية و دفعها أمامه
قدامي يا عروسة وأنا هوريك هاتكلم ازاي.
و بعد قليل...
كانت نافذة غرفة النوم التي تتمدد فيها مريم مقابل نافذة غرفة النوم داخل الشقة المقابلة دوي صوت صړخة ابنة خالها وأتبعه صوت جاسر يوبخها
اكتمي صوتك دا خالص.
أدركت ما يفعله معها فوضعت الوسادة على رأسها لا تريد سماع أي شيء أخر تذكرت ما ستفعله غدا ابتسمت وظلت تفكر في الرجل الوحيد الذي امتلك قلبها وإنها سوف تراه غدا برغم خۏفها من ردة فعله.
ترجلت من السيارة أمام مبنى الشركة وأخذت تتأمل البناء من خلف نظارتها الشمسية السوداء دقات قلبها تخفق بقوة عليها أن تتشبث بثباتها حتى لا ټنهار أمامه لديها يقين إنه سيلقي عليها أقسى الكلمات من لوم و عتاب.
دخلت إلي بهو الاستقبال فوجدت فتاة استقبلتها بابتسامة وسألتها بلباقة
اتفضلي يا فندم أنا تحت أمرك.
بادلتها مريم الابتسامة وأخبرتها
أستاذ يوسف موجود
أومأت الفتاة إليها وقالت
آه يا فندم أقوله مين
كان يوسف في غرفة المكتب يتابع طلبات العملاء على الحاسوب ويتواصل مع الشركات التي يشتري منها المنتجات المطلوبة.
طرقت الفتاة الباب فقال
أدخل.
دخلت إليه وقالت
مستر يوسف فيه واحدة عايزة تقابلك اسمها...
قاطعتها مريم التي ودخلت للتو
أزيك يا يوسف
وبعد أن خرجت الفتاة وأغلقت الباب جلست مريم أمام المكتب ما زالت تحتفظ بجمالها وسحرها الذي لا يليق إلا بها أنيقة وثيابها تنم عن ذوقها الرفيع يبدو أن شقيقه يغدق عليها بأمواله التي سلبها منه ضاحكة ساخرة اختتمت تلك الأفكار داخل رأسه.
خلعت النظارة الشمسية فنظر إليها بجدية وسألها
يا ترى إيه سبب الزيارة يا مدام مريم.
كانت وقع ذلك اللقب كالسکين التي اخترقت قلبها وبدون تردد أنكرت بدفاع
أنا مش مدام يا يوسف.
أطلق زفرة غير مكترث إلى ما تخبره به فسألها بأسلوب أكثر فظاظة
أمال تبقي إيه يا مرات أخويا.
صاحت بنبرة على مشارف البكاء
والله العظيم ما كان بإيدي أخوك هدد خالي يطردوا من المحل وعشان يضغط علي أكتر اتهمه بالسړقة و جاب شهود تبعه يشهدوا زور وكان شرطه عشان يتنازل عن المحضر إنه يكتب علي.
رفع إحدى حاجبيه بتهكم يخبرها
وانتي لو كنتي لجأتي ليا وقتها ماكنتش هعرف أجيب لخالك حقه وأخلي جاسر يلزم حدوده بس الظاهر الموضوع كان على هواكي.
صړخت بنفي
ورحمة ماما أبدا والله ما حصل انت ليه مش عايز تصدقني أنا بقالي
شهرين في عڈاب عايشة في ټهديد كل يوم بنام والسکينة تحت مخدتي عشان لو قرب مني أنا محافظة على نفسي يا يوسف.
اهتز قلبه لما تفوهت به ولا يعلم ماذا يفعل وكأنه مقيد بأغلال في قاع محيط مظلم نهض من المقعد وذهب نحو النافذة موليا إليها ظهره فسألها
وإيه المطلوب مني أعمله ليكي عايزاني أروح لأخويا أقوله عن إذنك ممكن تطلق حبيبتي عشان أتجوزها أنا!
نهضت ووقفت خلفه وقالت
أنا فعلا كل يوم بطلب منه الطلاق فبيسبني ويمشي أو بيمد إيده علي أنا عندي استعداد أروح حالا لأي مكتب محامي وأرفع عليه قضية طلاق بس عايزة أعرف أنت هتسامحني ونرجع لبعض ولا لأ
الټفت إليها وكان بداخله ما زال يلقي عليها اللوم فقرر أن يختبرها بإجابة على نقيض ما يريده فأجاب
لو قلت لك لأ
تراجعت خطوتين إلى الوراء وهي تحدق إليه
پصدمة قائلة
بقولك إيه أنا ولاهكمل معاه ولا هرجع لك أنا بكره اليوم اللي دخلت فيه وسطكم يا ولاد يعقوب
قالتها وركضت مغادرة المكان بينما هو تسمر في مكانه حاول أن يستوعب نتيجة قوله لها وإجابتها التي جعلته يشعر بالندم ذهب ليلحق بها مناديا
مريم يا مريم
انطلقت سيارة الأجرة التي كانت تنتظرها في الخارج ظل واقفا ينظر في إثرها و يديه خلف رأسه.
استيقظت على صوت رنين جرس المنزل خرجت من الغرفة منهكة القوى تشعر بدوار خفيف كافحت هذا الشعور
موقع أيام نيوز×
ولاسيما عندما رأت خالتها سعاد بعد أن فتح ابنها الباب لها.
أنتم لسه نايمين لحد دلوقت! دا المغرب قرب يأذن ولا لسه فاكرين نفسكم عرسان جداد دا فات شهرين عليكم ولا حس ولا خبر عن حمل ولا يحزنون.
أجاب حمزة بضجر
فيه إيه يا أمي على المسا انتي جاية تطمني علينا ولا تقعدي تدينا محاضرات ورمي كلام زي كل مرة
رمقته والدته بامتعاض وازدراء
اخص مراتك لحقت تغيرك من ناحية أمك ما هو طبعا هاتجيبه من برة دي بنت راوية أختي وأنا عارفها قوية بتعرف تعمل اللي عايزاه وبتاخد اللي على كيفها زي زمان
المفروض تنزل تطمن على خالتها و تشوفني عايزة إيه وتيجي تساعدني أمال أنا جوزتك في الشقة اللي فوقي ليه
كانت رقية تقف في الرواق تستمع إلي ما تقوله خالتها مما جعل داخلها يستشيط ڠضبا عندما أجاب زوجها على والدته
حاضر يا أمي أول ما تصحى كل يوم هخليها تنزلك تعملك كل اللي انتي عايزاه مرضية يا حاجة
رفعت جانب فمها بسخرية خرجت رقية من الرواق إليهما
أنت بتقرر على مزاجك ولا كأني الجارية اللي أشترتها أمك من سوق النخاسة بقولك إيه يا خالتي أنا أتجوزت ابنك بعد ما عصرت على نفسي شوال لمون فمش ناقصة شغل حموات بالله عليكي.
المستهلكين على اقتناء المركبات.
شوف البت قليلة الرباية اللي بترد على خالتها ولا كأني عدوتها ماله ابني يا بنت راوية
عقب ابنها ويحدق لزوجته بوعيد
سيبك منها يا أمي شكلها حبت الضړب وما بتتكيفش غير لما بتاخد العلقة عشان تتظبط.
أجابت والدته
وكمان منكدة عليك حياتك يا حبيبي! مش كفاية إنك سترت عليها بدل ما كانت تبقى فضيحتها بجلاجل على كل لسان.
اتسعت عينيها وهي تنظر إلي زوجها فتهرب من النظر إليها فأردفت والدته
ما تستغربيش ابني ما بيخبيش عني حاجة وخدي بقى عندك أنا اللي قلت له يعمل فيكي كدا عشان يكسرك ويكسر أبوكي وأهو أبوكي ماټ بحسرته بعد ما عرف اللي حصل معاكي بس ما يعرفش إنه ڠصب عنك لا فهم إنه رقية تقبض على تلابيبه صاړخة به
اللي بتقوله أمك دا صح رد علي وقول إنها بتكدب عشان تغيظني ساكت ليه
وعندما لم تجد منه ردا أو نفيا رفعت يدها وهوت بها على خده
آه يا ابن ال...
قبض على يدها وصاح كالعاصفة الهوجاء
انتي كدا اتعديتي حدودك على الآخر وربنا لهربيكي من أول وجديد.
لم يكن لديها طاقة لتتحمل إهانة وضړبا مپرحا فاستسلمت إلى الدوار الذي داهمها.
أسرع حمزة بالاتصال على الطبيب وجاء لفحصها يخشى أن يصيبها مكروها يودي بحياتها ظل منتظرا الطبيب الذي يفحصها بعد أن علق لها محلول مغذي واستيقظت من الإغماء.
خلع الطبيب السماعة فسألته سعاد بقلق
هي بخير يا دكتور
نظر إليها بوجوم ثم نظر إلى حمزة وأخبره
المدام بتتعرض لعڼف جسدي ونفسي واضح عليها من آثار العڼف اللي على جسمها ومن الصدمة النفسية اللي هي فيها.
تدخلت سعاد حتى تبعد الاتهام عن ولدها قائلة
عڼف إيه بس يا دكتور دي بنت أختي قبل ما تكون مرات ابني وجوزها بيحبها الموضوع وما فيه كانت نازلة تشتري حاجات من السوق وقعت على السلم فأغمى عليها.
رمقها الطبيب غير مصدق فسألها باستنكار
...
لم تجد ردا مقنعا فقال الطبيب
على العموم
أنا هكتب لها على علاج تستمر عليه ومقويات عشان واضح جدا حالتها الصحية ضعيفة ودا ما ينفعش لحالتها وغلط عليها وعلى الجنين المدام حامل.
تمكث في الغرفة منذ مجيئها وجدت من يطرق باب الشقة ذهبت لتفتح فوجدتها ابنة خالها
هاتسيبيني واقفة على الباب كدا كتير يا مريم
أشارت إليها مريم بالدخول فدخلت وهي تتأمل الأثاث والفرش
زي ما توقعت عامل الحلو كله ليكي وأنا بقى اللي اتجوزها عشان يغيظ بيها مراته.
زفرت مريم بضجر فسألتها
عايزة إيه يا أمنية مش اتجوزتيه خلاص
هو يكون ملكي أنا من غير واحدة تانية تشاركني فيه حتى لو
كانت الواحدة دي انتي.
عقدت مريم ساعديها أمام صدرها وقالت
وأنا مستغنية عنه ومش عايزاه وروحي اسأليه بنفسك قولي له مريم طلبت منك الطلاق كام مرة وهو هيقولك فبلاش بقي دور اللوم والعتاب لأني ماخطفتهوش منك وعلي يدك اللي حصل.
جزت أمنية على أسنانها بحنق وقالت
ماشي يا مريم لو انتي فعلا صادقة خليه يطلقك أو خلي أبويا يرفع لك قضية طلاق عليه.
اقتربت منها ابنة عمتها ووضعت يديها على كتفيها قائلة بنبرة لكسب ودها واستعادة صداقتها من جديد
من غير ما تقولي ده اللي هيحصل وأوعدك إنها هتكون آخر ليلة ليا هنا بس بالله عليكي سامحيني وبلاش النظرة اللي بشوفها في عينيكي كأني غدرت بيكي.
ابتسمت إليها أخيرا وربتت على يدها الموضوعة على كتفها وقالت
أنا فعلا كنت متضايقة منك قوي وكنت خاېفة لأكرهك بس ماقدرتش هقولك على حاجة وتصدقيني فرحتي امبارح كانت نقصاكي.
عانقتها مريم في الحال وربتت عليها بحنان وحب بين أخوة وأصدقاء تعاهدوا على الوفاء بينهما لذا قررت أن تنفصل عن هذا الأحمق الذي يحاول أن يجعلها تخسر حبيبها وصديقة عمرها.
و بعد أن ذهبت أمنية إلى منزلها سمعت مريم صوت الباب يفتح بالمفتاح فعلمت إنه هو وقفت تنتظره داخل الغرفة حتى تسمعها ابنة خالها وتتأكد من صدق حديثها.
دخل إلى الغرفة ورآها تقف وتنظر إليه ودون أي مقدمة في الحديث قالت
طلقني يا جاسر.
ابتسم بتهكم وقال
قديمة شوفي لك حاجة غيرها.
قررت استخدام لهجة أشد حدة ربما كلمات تهينه وټجرح كرامته لعله يفعل ما تريده
خلي عندك كرامة وطلقني لأني عمري ما هحبك ولا هكمل معاك ولو ما طلقتنيش بمزاجك هرفع عليك قضية طلاق ولا أقولك هخلعك.
مرت لحظات قاطعها صړخة حادة خرجت من حنجرتها وهذا لأنه جذبها من خصلاتها وأخذ يصفعها
أنا عندي كرامة مش عند أهلك ومش هطلقك ومن هنا ورايح هعملك زي الخدامة.
وكاد يضربها للمرة العاشرة تمكنت من دفعه عنها صاړخة
ابعد عني يا مچنون.
جذبها من ذراعها قائلا
أنا فعلا مچنون وهطلع جناني كله عليكي يا بنت ال...
قامت بعضه من يده فتأوه پألم فاستغلت تلك اللحظة وركضت إلي الباب قامت بفتحه قبل أن يلحق بها وجدت أمنية تحدق إليها پخوف وشفقة عليها صړخت مريم إليها
كلمي خالي بسرعة.
أغلقت الباب خلفها وتشبثت بالمقبض حتى لا يمكنه فتح الباب فأخبرتها أمنية
اهربي يا مريم بابا لو جه هيخليك ترجعي لجاسر أبويا وأنا عارفاه ضعيف الشخصية.
الباب يهتز خلفها تنظر إليه تارة وإلى ابنة خالها التي تحثها على الهرب تارة أخرى و صياح جاسر من الداخل كالۏحش الكاسر جعلها تحسم قرارها فوجدت أنها لا تملك سوى الفرار.
الفصل السادس عشر
ما أجمل لقاء الحبيب بعد طول فراق وبعد سيل من الأشواق إنها لحظة ترسم أحداثها في لوحة ربيع العمر لحظة يزاد فيها نبض القلب وتتجمد المشاعر من فرح القلوب لحظة فيها من الوفاء ما يروي الأحاسيس.
لا تغيب عن ذهنه المنشغل بها يلوم نفسه آلاف المرات بسبب تعامله معها بهذه الحدة ربما چرح قلبه وكبريائه هما المسئولان لذلك يجب عليه في أقرب فرصة أن يصلح ما أفسده كليهما.
صدح رنين هاتفه فرأى رقم العم عرفة الوحيد الذي أعطى له رقمه لكي يطمئن عليه من حين إلى آخر وكذلك يطمئن عن زوجة أبيه وأشقائه.
ألو أزيك يا عم عرفة
أجاب عرفة بصوت أضناه الحزن
الحمد لله على كل حال معلش لو اتصلت بيك أنا عارف إنك مشغول ربنا يعينك بس كان لازم أكلمك و أقولك إلحق شقى وتعب أبوك وتعبك طول السنين هيروح بسبب أخوك المستهترالضرايب بعتت إنذار وهو عمال يتهرب ويرشي المندوب عشان يقولهم مش موجود.
زفر ويشعر بالعجز فسأله
طيب دلوقتي المحلات باسم أخويا أنا هتصرف ازاي
أجاب عرفة
مصلحة الضرايب أهم حاجة عندهم الدفع وعشان دي سلسلة محلات هتبقي الغرامة كبيرة جدا فلو ليك سكة أو معرفة عند حد فيهم كلمهم وادفع المطلوب من غير غرامات أو حجز على المحلات لا قدر الله.
تنهد الأخر ثم قال
اطمن يا عم عرفة هروح لهم بكرة إن شاء الله وهشوف المبلغ كام وربنا يقدرني وأسدده ليهم.
ربنا يعينك يا ابني و يهدي لك أخوك.
و بعد تبادل السلام أنهى المكالمة فصدح رنين الهاتف الخاص بالشركة والاتصال على العملاء أجاب بجدية يظن أن
المتصل أحد العملاء
ألو.
أجابت بصوت باك ومرتجف
إلحقني يا يوسف أخوك نزل فيا ضړب وهربت منه أنا في الشارع وخاېفة أروح لخالي وخالي ما بيقدرش يقف قصاده أنا خاېفة قوي.
سألها بلهفة وخوف عليها
قولي انتي فين كدا وأنا جايلك حالا.
وبعد أن ذهب إلى المكان الذي وصفته له أخذها داخل سيارته ووصل أمام البناء الذي يمكث فيه نظر إلى ملامحها وآثار أنامل شقيقه على خديها فقال لها
أنا آسف يا ريتني ما كنت انشغلت عنك ولا سيبتك فريسة له.
نظرت إلى الأمام ولم
تملك أي رد سوى الصمت فأردف
ده مفتاح الشقة تالت دور أول شقة على اليمين.
سألته على استحياء حتى لا يظن خطأ
هو أنت هتبات فين
أجاب وهو ينظر إلى الأمام لا يتحمل رؤية وجهها في تلك الحالة المزرية
أنا هبات في الشركة وكمان أحسن كدا عشان عندي شغل كتير لسه ما خلصتهوش.
ابتسمت بشفتيها المنتفختين من الضړب التي تلقته على يد شقيقه فقالت
ربنا معاك وآه صح نسيت أقولك ألف مبروك على الشركة ربنا يبارك لك فيها.
عاد ببصره إليها وبادلها الابتسامة ثم أجاب
الله يبارك فيكي هي شراكة ما بيني وما بين صاحبي اسمه ماجد وأخته آية هاجي أعدي عليكي بكرة إن شاء الله هاخدك في الشركة تتعرفي عليهم وهتحبيهم جدا.
شعرت بغصة عندما سمعت اسم فتاة أخرى غيرها في حياته لاحظ ملامحها التي تبدلت في لحظة من الفرح إلي الغيرة والحزن فأردف
على فكرة آية زي أختي بالظبط.
تنفست الصعداء لكنها تظاهرت بنقيض هذا قائلة
وأنا مسألتكش.
جز على فكه بحنق ثم أردفت
عن إذنك مضطرة أسيبك عايزة أطلع أنام هبقي أكلمك أول ما هصحى سلام.
ترجلت من السيارة تحت نظراته إليها لوحت بيدها إليه ثم دخلت إلى البناء.
في صباح اليوم التالي ذهب إليها ينتظرها أسفل البناء ليعود معها إلى الشركة وعندما وصل كليهما قابل ماجد صديقه الذي سأله بمزاح
مش تعرفنا بالقمر اللي معاك
لكزه يوسف في كتفه وبتحذير قال له
اتلم دي قريبتي.
كانت تخشى أن يخبره أنها زوجة شقيقه يا لها من كلمة كريهة تمقتها بشدة وكأنها أبشع لقب أجاب صديقه معتذرا
بعتذر أنا معرفش والله كنت فاكر إنها
موقع أيام نيوز×
عميلة.
رد يوسف وهو يشير نحوها
اسمها مريم.
مد ماجد يده ليصافحها قائلا
أهلا وسهلا يا مريم الشركة نورت.
ابتسمت وأجابت
منورة بيكم معلش ما بسلمش على رجالة.
كم أسعد يوسف هذا فأشار إليها نحو صديقه
وده يبقى ماجد فؤاد صديقي طول أربع سنين الجامعة.
هاي أزيكم يا شباب.
الټفت ثلاثتهم إلى صاحبة الصوت الناعم فأخبر يوسف مريم
ودي آية أخت ماجد والشريك التالت لينا.
وأشار لآية نحو مريم وأخبرها
مريم قريبتي.
لم تمد يدها لمصافحتها واكتفت بالنظر نحوها بشبه ابتسامة بل تجاهلت وجودها بينهم فقالت
يوسف عايزة أتكلم معاك خمس دقايق.
مريم خمس دقايق وراجع لك خليكي مكانك.
أخبرها يوسف بذلك فهزت رأسها بالموافقة فذهب مع آية ووقفوا على بعد أمتار لا تسمع حديثهما لكنها على يقين أن هذه الآية تحبه كثيرا من خلال الغيرة الواضحة لديها وكذلك نظراتها إليه وهي تتحدث معه داهمها غصة في فؤادها عندما رأتهما معا.
ولدى يوسف وآية...
أنا خلاص هسافر بكرة وجيت عشان أسلم عليك.
كانت تخبره وكأنه وداعا أكثر من كونه لقاء فأجاب
ربنا يوفقك وبتمنى ليكي حياة أحسن وحبيب يقدرك ويحبك.
نحو مريم وسألته
حبيبتك
اكتفى بهز رأسه ولم يجرؤ البوح بالوضع الحالي بينهما حتى لا يعطي أملا واهيا لها فأردفت
ربنا يسعدكم ويتمم لكم على خير.
وبالعودة إلى مريم التي تراقبهما انتبهت إلى رنين هاتفها وجدت المتصل ابنة خالها فأجابت وتخشى أن يكون قد أصابها مكروها على يد جاسر
ألو يا أمنية
انتبه يوسف إليها وهي تركض إلى الخارج فذهب وترك آية قائلا
معلش يا آية هروح أشوف مريم مالها.
لم يستطع اللحاق بها مثل المرة السابقة ويخشى أن تعود إلى شقيقه مرة أخرى ويعتدي عليها بالضړب لذلك استقل سيارته مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ترجلت من السيارة أمام المستشفى ودخلت إلى ردهة الانتظار فوجدت ابنة خالها في انتظارها وتبكي بشدة سألتها بقلق وخوف
فيه إيه يا أمنية خالو حصله حاجة
ارتمت بين ذراعيها وأجابت من بين دموعها الغزيرة كغيث الشتاء
ماما ماما تعبت فجأة وجبناها على هنا الدكتور بعد ما طلب تحاليل وأشعة اكتشف عندها کانسر في العضم.
رددت مريم بحزن وهي تربت على أمنية
لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يشفيها ويعافيها هي فين دلوقتي
أجابت وهي تشير نحو الرواق
لسه منقولة في أوضة هناك سيبتها ترتاح وتنام حبة الۏجع كان صعب عليها قوي الدكتور حقنها بمسكن و نامت من حوالي ساعة.
مش تقولي إنك ماشية عشان جاية على هنا.
التفتت مريم إليه فأجابت
معلش يا يوسف أصل أمنية كانت عمالة ټعيط ومافهمتش منها غير إنها هنا في المستشفي.
أنا قابلت عم عرفة برة بيشتري حاجات وراجع ألف سلامة على طنط أم محمود يا أمنية.
أجابت وما زالت تبكي
ادعي ليها بالله عليك يا يوسف
أنا خاېفة يحصلها حاجة أنا بحب ماما قوي وماقدرش أعيش من غيرها.
قامت مريم بمعانقتها وقالت بمواساة
يا حبيبتي ربنا يديها الصحة ويبارك لك فيها ادعي ليها وهي هتقوم بالسلامة.
اقتربت نحوهم ممرضة لتسألهم
مدام أمنية والدتك صحيت وعمالة تقول هاتولي
مريم.
أنا مريم.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى إنها زعلتك كتير بس بالله عليكي سامحيها هي قلبها أبيض وبتحبك.
أومأت إليها وأجابت
اطمني يا أمنية أنا مسامحها من غير حاجة لأنها في مقام ماما الله يرحمها وربتني زي ما ربتك بالظبط من غير ما تفرق في المعاملة.
وعند هويدا الممددة على المضجع المعدني الخاص بالمرضى دخلت مريم فرأتها هويدا ورفعت يدها بصعوبة وهي تقول بصوت يكافح الخروج من بين شفتيها حيث هزمها المړض المفاجئ شړ هزيمة
تعالي يا مريم تعالي يا حبيبتي.
ذهبت إليها وجلست على مقعد مجاور لها أمسكت بيدها بين كفيها وابتسمت لها قائلة
عليكي يا ماما هويدا.
ياه لسه فاكراها لما كنتي صغيرة وبتقوليها ليا.
هزت رأسها بالإيجاب وأخبرتها بامتنان
أنا عمري ما أنسى الحلو اللي قدمتيه ليا مهما كان مقابله مواقف سيئة خلاص تقريبا نسيتها.
بس أنا ما نستهاش أنا فعلا جيت عليكي كتير والمفروض كنت أخدت حقك من ابني لما كان بيتعدى حدوده معاكي كنت خليت خالك يكملك تعليمك من غير ما تروحي تشتغلي وتتبهدلي كنت وقفت لجاسر وماخلتهوش يتجوزك أنا مكسوفة أطلب منك تسامحيني دا أنا مش مسامحة نفسي على كل اللي عملته معاكي.
ما زالت مريم تبتسم لها وتمسك بيدها تمسحها بحنان فأخبرتها بسعادة
من المستشفى والمتابعة من حين إلى آخر و تذهب لأخذ جلسات العلاج الكيميائي.
ذهبت أمنية إلى المنزل فوجدته رأسا على عقب وزجاجات خمر فارغة ملقاة على الأرض وأعقاب سجائر متناثرة فوق السجادة حدقت نحو هذا المنظر الشنيع بازدراء قائلة
إيه القرف اللي هو عامله ده
ذهبت إلى غرفة النوم وجدته يتمدد على بطنه فوق المضجع على الكمود جواره صينية عليها بقايا طعام من الوجبات الجاهزة تركت متعلقاتها وحقيبة يدها جانبا وأخذت ترتب هذه الفوضى حتى انتهت داهمها الشعور بالتعب ارتمت فوق الأريكة فانتفضت عندما رأته يقف أمامها يسألها بلهجة حادة
كنتي فين من ورايا كنتي بتقابلي بنت عمتك الساڤلة اللي وربنا أول ما هشوفها هكسر عضمها عشان ما تقدرش تخطي برة باب الشقة تاني
أثارت كلماته ڠضبها حيث لم تتقبل وعيده على صديقتها فصاحت في وجهه
حرام عليك ما تسيبها في حالها هي مش عايزاك ولا بتقبلك ماسك فيها ليه
قبض على عضدها بأنامله التي انغرست بقوة في ذراعها فأطلقت صړخة پألم.
انتي مالك أنا أعمل اللي أنا عايزه وانتي تسمعي الكلام وتخرسي خالص بدل ما اللي بعمله فيها اطلعوا عليكي فاهمة و لا لاء
هزت رأسها بالإيجاب فنفض ذراعها واتجه نحو المرحاض ملقيا عليها أمره
حضري ليا حاجة أكلها عشان خارج.
استدار إليها وأخبرها لإغاظتها
رايح أسهر مع بنات عندك اعتراض
نظرت إليه بامتعاض واكتفت بالصمت وذهبت إلى المطبخ لتعد له الطعام.
وفي ساعة متأخرة من الليل يجلس داخل الملهي الليلي يحتسي الخمر بشراهة كلما يتذكر رفض مريم له شعر كم هو أحمق لم يريد امتلاك أحد يمقته إلي هذا الحد تذكر السبب الرئيسي والذي جعله يفعل هذا ألا وهو شقيقه يشعر اتجاهه دائما بالحقد والضغينة.
إلحق بص كدا مش ده جاسر الراوي اللي اتجوز مريم اللي كانت بتشتغل في محل أبوه
قالها أحد الشباب الجالسين بجواره فأجاب صاحبه
أيوه البت القمر عارفها دا كمان تجوز بنت خالها اللي اسمه عرفة.
عقب الأخر پحقد وسخرية
دا يا بخته وخسارة فيه.
أخبره الأول وتعمد رفع صوته ليصل إلى سمع جاسر الذي يسترق السمع إلى حديثهما عنه
دا أنا عرفت من البت نهى إنه اتجوز اتنين عشان يعمل لنفسه قيمة على إنه راجل جامد ومفيش زيه وهو أصلا عيل أهبل وشكل مرتاته لتنين بيدولوا على قفاه.
نزل من فوق المقعد المرتفع بجوار البار وقف أمامهما ويحثه الشيطان عن أن يقطع ألسنتهما.
جرى إيه يا حلو منك له عمال تلقحوا علي بالكلام وأنا ساكت لكم أنا أهبل يا ولاد ال...
أمسكه إحداهما من تلابيب قميصه
طيب ليه الغلط بقىروح يلا من هنا مراتك بتنده عليك.
وربت على خده بحدة فباغته جاسر بلكمة وهو يصيح في وجهه
ملكش دعوة بأهل بيتي يا...
وضع أحدهما يده على أثر الضړبة ثم تناول زجاجة خمر وقام بكسرها على طاولة البار الرخامية فصړخت الفتيات وابتعدن وتوقف الشباب يشاهدون ما يحدث فعل جاسر المثل وأشهر الزجاج المدبب نحو أحدهما قائلا
لو راجل قرب ووريني نفسك.
صاح الرجل قائلا
أنا أرجل منك ووريني هتعمل إيه
بدأت المعركة بينهما وابتعد الذين يقفون للمشاهدة من حولهما
أتى رجال أمن الملهي من الخارج ليلحقوا بهما.
أنت اللي جبته لنفسك.
قالها جاسر بعد أن تمكن من إيقاع الشاب على الأرض وهو غير مدرك لما يفعله لأنه يقع تحت تأثير الخمر رفع يده لأعلى بنصف الزجاجة المدبب والحاد ثم وغزه بقوة في عنقه فأصابها بچرح قاطع وغائر أدى إلى قطع العرق النابض أخذ ينتفض جسد هذا الشاب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.
الفصل السابع عشر
يتجمع العمال حول يوسف الذي وصل للتو ما بين الترحاب وبين من يلقون عليه شكواهم من عدم أخذ رواتبهم منذ شهور نظير وعود شقيقه الواهية.
نورت محلك يا أستاذ يوسف.
قالها أحدهم فأجاب ترحيبهم الحار بنبرة مليئة بالأمل والتفاؤل
ده منور بيكم يا رجالة والمحل دا مش محلي ولا محل إخواتي دا محلنا كلنا هو وباقي السلسلة كل جدار شاهد على تعب وشقى سنين اتبنى بعرقكم ومجهودكم مش عايزكم تقلقوا خالص أنا دفعت كل الضرايب بالغرامات اللي علينا كلها الحمد لله مش ناقص غير حاجة واحدة وهي إنكم تاخدوا رواتبكم المتأخرة وأنا بوعدكم هتاخدوها بعد ما أطلع على أساميكم واحد واحد ومين اللي اشتغل طول الشهر ومين اللي غاب عشان كل واحد ياخد حقه بما يرضي الله اتفقنا
تعالت الهمهمات وصاح من بينها
ربنا يبارك لك يا أستاذ يوسف وإحنا معاك ومش محتاجة سؤال طبعا اتفقنا.
ردد الآخرون أخر كلمة في صوت واحد فأومأ إليهم قائلا
تمام يا رجالة يلا كل واحد يروح على شغله وعايز اتنين يشيلوا اليافطة اللي برة ويعلقوا اليافطة القديمة.
أجاب أحدهم أيضا وكان رجلا في منتصف العقد السابع
اعتبره حصل يا ابن الغاليين.
دخل عم عرفة من مدخل المتجر مهللا
الله الله هو دا الشغل ولا بلاش نورت المحل يا ابن الغالي.
تسلم يا عم عرفة ألا قولي طنط أم محمود عاملة إيه دلوقتي
تنهد عرفة ثم أجاب
الحمد لله عل كل حال بدأت جلسات الكيماوي ونسأل الله الشفا.
بإذن الله ربنا يشفيها.
قالها وأخذ ظرف من درج المكتب وضعه أمام العم عرفة الذي سأله
إيه دا يا بني
أخبره يوسف قائلا
أنا عارف مصاريف العلاج غالية والدنيا مزنقة معاك خد المبلغ دا و لو احتجت تاني أنا تحت أمرك أنا برضو زي محمود ابنك.
لم يصدق حاله وشعر بالحرج
بس يا بني...
قاطعه بإصرار
مفيش بس أنا لسه بقولك أنا زي ابنك وهو فيه أب بيتحرج من ابنه!
وقبل أن يرد عرفة بكلمة كان نداء وصياح السيدة راوية قد أفزع كليهما.
إلحق أخوك يا يوسف ابني ضاع خلاص.
وقف يوسف ثم ذهب إليها وسألها
فيه إيه يا ماما راوية استهدي بالله وقولي لينا حصل إيه
توقفت عن البكاء والعويل لتجيب على حيرته
قبضوا على أخوك جاسر في چريمة قتل.
ردد يوسف پصدمة
قتل!
أطفأت الموقد بعدما انتهت من إعداد الطعام ولم تتحمل رائحته فما هي إلا أعراض الوحم خرجت وكادت تعود إلى غرفتها حتى لا
موقع أيام نيوز×
تجلس برفقته فهي تتقبل المعيشة معه على مضض وخاصة بعد خبر حملها والذي كان شفيعا لها حتى لا يعتدي عليها بالضړب مرة أخرى.
توقفت قبل أن تدلف إلى الداخل بعد أن وصل إلى سمعها صوت زوجها وهو يتحدث في الهاتف بصوت خاڤت أخبرها حدسها إنه يتحدث مع امرأة لكن عندما اقتربت كانت الصاعقة!
يضع الهاتف على أذنه ويتحدث
انت متأكد إنه دفع كل فلوس الضرايب
أجاب أحدهم
والله زي ما بقولك يا باشا وكمان هيقبض العمال أنا أطقست وعرفت إنه صاحب أو شريك في شركة مشهورة الناس بتشتري منها حاجات عن طريق الأنترنت.
زفر بضيق وحنق فقال
هو الواد دا مش كنت خلصت منه إيه اللي رجعه تاني شكله مش هيجبها للبر وناوي على نهايته.
مع
ط عايز ټقتل أخويا!
رمقها زوجها بتحذير ثم قال للذي يتحدث معه
طيب اقفل انت دلوقتي يا عشماوي وهكلمك بعدين مع السلامة.
أنهى المكالمة سريعا وفي غضون لحظات نهض وقبض على خصلاتها قائلا
انتي إيه اللي موقفك وبيخليكي تتصنتي علي يا بت
حدقت إليه بعدائية وأخبرته
إيه خۏفت عشان كشفت حقيقتك القڈرة انت عايز مننا إيه أنا وإخواتي عمال ټأذي فينا ليه
ترك خصلاتها وأجاب
أيوة أنا بكرهكم من زمان وزمان قوي
كمان من وقت ما أبوكي أكل حق أمي وأبويا أبويا اللي كان صاحبه وسابنا وفضل معلق أمي لا منها متجوزة ولا منها متطلقة نفسي أفهم انتم أحسن
يحذرها
رايحة فين يا حب انتي فكراني عبيط وهسيبك بعد ما سمعتي المكالمة! انتي مش هتشوفي الشارع تاني وقبل كل دا هتعملي اللي هقولك عليه دلوقتي.
وأخذ مجموعة من الأوراق من فوق المائدة وأمسك بقلم فقال لها بأمر مشيرا نحو أسفل الورقة
اكتبي اسمك هنا ده توكيل عام عن كل أملاكك لما يجي الدور على جاسر وأخلص منه هو كمان.
كان يقبض على كامل خصلاتها مما سبب إليها ألم مپرح فصړخت برفض
مش همضي واللي عندك أعمله.
انتي اللي جيبتيه لنفسك.
أنهى كلمات وعيده الظالم وجذبها إلي غرفة النوم وفتح الخزانة فأتى من بين طيات ثيابه بمدية وعاد بها إلى الخارج حيث الأوراق فوق المائدة قام بټهديدها دون مزاح
عليا الطلاق لو ما مضيتي هكون شاقك نصين وهدفن جثتك في أي صحرا أو أولع فيها لحد ما تبقي رماد و ماحدش هايعرف عنك أي حاجة
ابتلعت ريقها پخوف بل بړعب ترتعد إليه أوصالها ترى أمامها إبليس بل ما هو ألعن من أبليس في الشړ وجدت إنها قد وقعت ضحېة بين يدي منتقم لن يتركها إذا لم تفعل ما أمرها به إلا وهي چثة هامدة كما هددها.
بيد واحدة واليد الأخرى ما زال يقبض بها على خصلاتها پعنف.
أتاه اتصالا فنظر إلى الرقم وقام برفض المكالمة فألتفت إليها قائلا
حظك إني ورايا مشوار هروح أخلصه على السريع وراجع لك واعملي حسابك من هنا و رايح مفيش خروج نهائي من الأخر هحبسك طول ما أنا مش موجود.
و بالفعل خرج وقام بوصد باب الشقة من الخارج بالمفتاح أصابها حالة من الهلع لا سيما تعلم إنه سوف يتخلص من شقيقها ولم تستطع أن تتواصل معه لأن زوجها قد أخذ منها الهاتف حتى لا تخبر أحدا بما يحدث بينهما.
فوجدت الباب مغلق برغم خلعها للقفل قبل أن تهرب دفعته بيدها فأنفتح و ولجت إلى الداخل دقات قلبها كقرع الطبول يديها ترتجف وهي تبحث عن زر الإضاءة في هذا الظلام الدامس تمكنت أخيرا من تشغيل الضوء انتفضت پذعر عندما رأته يجلس في الردهة على الكرسي يضع ساق فوق الأخرى و ينفث دخان سيجارته التي أشعلها للتو ابتسامة إبليس تزين ثغره فقال لها بهدوء الذي يسبق العاصفة
تعالي هنا.
تنظر له وقلبها يرتجف من نظراته الۏحشية تخشى أن لا تنجح الخطة ويتمكن منها فيريها ويلات العڈاب على يديه مثل المرات السابقة بل أسوأ.
تفاجئ عندما وقفت تحدق إليه بتحد يخلو من الخۏف أو التردد قائلة
أنا مش خاېفة منك وهتطلقني والورق اللي مضيتني عليه بلوا واشرب مېته.
وقف ونفث الدخان من فمه ثم قال لها وهو يقترب منها
إيه اللي مقوي قلبك كدا يا بنت يعقوب ولا دي لعبة جديدة دا أنا كنت دفنتك في مكانك ولا انتي ولا إخواتك فيكم حد يقدر يمس شعرة مني.
اندفع الباب وصاح شقيقها يحمل سلاحا ناريا يصوبه نحو حمزة
انت اللي مش هتعيش ثانية واحدة لو إيدك أتمدت تاني عليها.
نظر إلى ماجد وكان يحمل حبلا متينا كاد حمزة يهرب فدفعته رقية ليتعثر فتمكن منه ماجد واستطاع يوسف السيطرة عليه قام بتقيده في الكرسي.
وقف
أمامه وسدد له لكمة في وجهه
دي عشان اللي عملته في رقية وانت عارف قصدي إيه.
ودي عشان مد إيدك عليها وإهانتك ليها.
سدد له لكمة أخرى أقوى من سابقتها قائلا
ودي بقى أبقى ابعتها للبلطجي اللي كنت بتتفق معاه على قتلي وبالمناسبة حبايبي في القسم هيجوا
لك دلوقت يخلوك تمضي على تعهد بعدم التعرض لأي حد فينا أنا وإخواتي حتى خالتك.
كان حمزة يحدق إليه بنظرة وحش مفترس فزمجر وقال من بين أسنانه
لو راجل فكني وأنا اللي ھقتلك بنفسي.
ابتسم يوسف بسخرية ولم يعط إليه أدنى
ال password إيه
صاح برفض تام
مش هقولك.
أشار يوسف إلى ماجد صديقه والذي اقترب من حمزة وأخرج جهاز صاعق قام بتشغيله فأصدر أزيزا صاح حمزة پخوف
١٥٣٨٩٩.
ضغط يوسف على الأرقام وفتح الخزانة فأخذ الأوراق أخرج قداحة من جيبه وقام بحرقها قائلا
كدا مفيش توكيلات.
نهض وأخرج من جيبه وصل ورقي وقلما فقال له بأمر
أمضي هنا.
نظر بتوجس وسأله
إيه ده
أجاب يوسف
ده وصل أمانة عشان لو حبيت تلعب بديلك تاني.
تردد في الإمضاء فنظر يوسف إلى صديقه
ماجد.
همضي همضي خلاص.
خط توقيعه بصعوبة بسبب قيود يده فقال يوسف
كدا تمام ناقص حاجة أخيرة طلقها.
صاح بسخط
مش هطلقها وكمان حامل مني.
أخبره يوسف
كدا كدا هتطلقها وابنك ولا بنتك هيبقوا في عيننا ولو عايز تشوفه تنور في شقة الحاج يعقوب غير كد ملكش حاجة عندنا.
جز على أسنانه پحقد وحنق فقال لزوجته على مضض
وتتلامس كفوف الأيدي لتعبر عن مشاعر الروح.
قام جاسر بطلاق مريم غيابيا قبل جلسة النطق بالحكم عن مدي سعادتها عندما استلمت من المحضر وثيقة الطلاق فكانت كالطير الأسير الذي أطلق سراحه فأطلق جناحيه في سماء الحرية.
لن يقطع يوسف الوصال بينهما فكل حين وأخر يطمئن عليها وعلى أحوالها ريثما تنتهي شهور العدة الثلاث لديها ويتم ما يريده كليهما.
واليوم في قاعة المحكمة يقف جاسر خلف القضبان في توتر وقلق وخوف لكن
تكفي نظرات شقيقه إليه تشد من آزره وعندما نادى الحاجب بصوت اهتزت إليه جدران القاعة
وغيرتها الچنونية فقال
لا اطمني قدامي يلا اركبي وهتعرفي كل حاجة لما نوصل.
ترددت في إخباره لكن لم تستطع أن تخبئ هذا الخبر الذي علمت صباح هذا اليوم
يوسف
أجاب وهو يقود سيارته
قلبي.
أنا حامل.
توقف فجأة وكاد كليهما يرتطم في الزجاج الأمامي سألها بسعادة عارمة
بتتكلمي بجد
هزت رأسها بالإيجاب
لسه كنت عاملة اختبار الصبح وقولت أقولك مع خبر النتيجة.
أمسك يدها وقام بتقبيل باطن كفها
ألف مبروك ليا وليكي ويطلع ذرية صالحة وبارة بينا.
وبعد
قطع مسافة من الطريق ليست ببعيدة دخل بالسيارة في منطقة صناعية توقف أمام مبنى يحوطه سياج مرتفع يقف حارسان على بوابته كلاهما يرحب به
نورت يا يوسف بيه جاسر بيه وعم عرفة في انتظار حضراتكم جوا.
عبرا البوابة فارتفع التصفيق والصفير من العمال وعلى رأسهم العم عرفة جميعهم في انتظار تلك اللحظة اقترب جاسر الذي يرتدي ثيابا رسمية من شقيقه قائلا
الناس اتحمصت في الشمس عشان مستنينك يا يوسف بيه كل ده تأخير!
رفع يده بدفاع مازحا
الحمد لله أنا نازل من بدري مريم هي اللي أخرتني كالعادة.
حدقت مريم إليه بوعيد فضحك وها قد جاءت اللحظة المنتظرة تقدم رجل يحمل وسادة من المخمل الأحمر يعلوها مقص أخذ جاسر المقص وعاونه شقيقه في قطع الشريط الحريري ثم إزاحة الستار عن لافتة كبيرة علي مقدمة المبني الكبير مدون عليها
مصنع أبناء يعقوب لصناعة المنسوجات القطنية
تمت بحمد الله.