قصة تبكيك
قصة تبكيك دماً قبل الدموع
كان عبد الله بن المبارك رجلا صالحا وفي العام الذي أراد فيه الحج خرج ليلة ليودع أصحابه قبل سفره وفي الطريق وجد منظراً ارتعدت له أوصاله واهتزت له أعصابه!!
وجد سيدة في الظلام تنحني على كومة أوساخ وتلتقط منها دجاجة مېتة تضعها تحت ذراعها وتنطلق في الخفاء فنادى عليها وقال لها: ماذا تفعلين يا أمة الله ؟
فقالت المرأة له : أما وقد أقسمت عليّ بالله فلأخبرنَّك
فأجابته دموعها قبل كلماتها : إن الله قد أحل لنا المېتة أنا أرملة فقيرة وأم لأربع بنات غيب راعيهم المۏت واشتدت بنا الحال ونفد مني المال وطرقت أبواب الناس فلم أجد للناس قلوبا رحيمة فخرجت ألتمس عشاء لبناتي اللاتي أحرق لهيب الجوع أكبادهن فرزقني الله هذه المېتة أفمجادلني أنت فيها ؟
فعجب ابن المبارك من قولهم ،، واحتار في أمره وأمرهم، فهو لم يفارق البلد ، ولكنه لا يريد أن يفصح عن سره
وفي المنام يرى رجلا يشرق النور من وجهه يقول له : السلام عليك يا عبدالله ألست تدري من أنا ؟
يا عبد الله بن المبارك ، لقد أكرمك الله كما أكرمت أم اليتامى وسترك كما سترت اليتامى أن الله – سبحانه وتعالى – خلق ملكاً على صورتك كان ينتقل مع أهل بلدتك في مناسك الحج وإن الله تعالى كتب لكل حاج ثواب حجة وكتب لك أنت ثواب سبعين حجة
أين نحن من هولاء الذين يأثرون الآخرة عن الحياة الدنيا.