من اروع الابيات

موقع أيام نيوز

من أروع الأبيات الشعرية لأبو العتاهية 
نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية
طفل الملوك كطفل الحاشية
ونغادر الدنيا ونحن كما ترى
متشابهون على قبور حافية
أعمالنا تعلي وتخفض شأننا
وحسابنا بالحق يوم الغاشية
حور وأنهار قصور عالية
وجهنم تصلى وڼار حامية
فاختر لنفسك ما تحب وتبتغي
ما دام يومك والليالي باقية
وغدا مصيرك لا تراجع بعده

إما جنان الخلد وإما الهاوية
الفصل الأول 
فى إحدى القرى البعيده عن التمدن و التقدم عائلة كبيرة هى أكبر عائلة فى تلك البلدة و هى ما تملك الأرض و تملك المال و لكنها لا تختلف عن باقى أهل البلدة فى تفكيرها ... البنت عار كبير لابد أن لا تخرج من المنزل ليس لها الحق فى أى شئ لا تذهب إلى المدرسة لا يحق لها العمل و لا يحق لها إختيار الزوج التى ستكمل معه باقى حياتها التعسه لا يوجد لها أهمية سوا داخل المنزل ... خادمة تحمل لقب زوجة و أم و إبنه لكن فى النهاية هى مجرد خادمة
و كانت قدر فتاة من ضمن هؤلاء الفتايات رغم أنها من عائلة الزينى العريقة إلا أنها كباقى بنات العائلة و القرية لا حياة لها سوا خدمة الرجال و إنجاب الأطفال و يفضل الذكور و فقط ... و لكنها رغم إستسلامها إلى كل ذلك إلا أن بداخلها ڼار مشټعلة ... شمس مشرقة تضئ عتمة الخۏف و الذل ... داخلها فتاة قوية قادرة على تحمل كل شىء و أي شىء قاومت ذلك الجهل الذى فرضه عليها مجتمعها بقرأة الكتب ... حافظت على عقلها و قوتة بأنها رسمت عالم مختلف خيالى داخل روحها و عقلها ... عالم تكون فيه ما تريد و تحقق فيه كل ما تحلم به و تتمنى ... حلمت أنها تخرجت من الجامعه .. و إن هناك شاب مميز وقع أسير بشرتها الخمرية و عيونها السوداء و خصلاتها التى تحاكى عيونها الكحيله سوادا خاصة مع طولهم الذى يصل إلى ركبتيها ... رجل حقيقى أحبها پجنون و ساعدها فى تحقيق ذاتها ... عاملها كملكه أحترمها و أحبها
خرجت من أحلامها على صوت قوى ينادى عليها لينتفض جسدها پخوف و هى تقف عن جلستها على سلم المطبخ الخلفى و تركض إلى الداخل حيث مصدر الصوت
وقفت تلهث أمام جدها الحج رضوان الزينى كبير العائلة ... الحاكم و الآمر الناهى فى كل ما يخص العائلة ... وأيضا فى كل ما يخص بلدتهم
نعم يا جدى ... أأمر
لينظر إليها پغضب شديد و هو يقول
كنت فين يا بنت فاطمه 
كنت فى المطبخ ... هكون فين يعنى .
قالتها بصوت يرتعش خوفا ... ليقول هو بأستفهام غامض بعد أن أرسل إليها نظرة صارمه
جهزتى كل حاجه زى ما أمرتك
أومئت رأسها عدة مرات و هى تعد على يديها ما قامت به من أعمال .
نظفت الأوضة و هويتها ... وعملت كل الأكل إللي قولت ليا عليه ... كمان بعت عم عبد الصمد يقول لكل كبرات البلد على غدا النهاردة
ظل صامت و ينظر إليها تلك النظرة القوية التي تجعل جسدها يرتعش خوفا ... فهى دائما تشعر بالخۏف فى حضرة جدها رغم أنها لا تعرف أحد غيره فوالدتها ټوفيت يوم مولدها و والدها تركها هنا و سافر هاربا من بطش والده و ظلمه و لم تراه و لو لمره واحده ... فجدها و عمتها هم من قاما بتربيتها ... و من بعد زواج عمتها هى فقط التي تعيش فى هذا المنزل الكبير مع جدها
أشار لها جدها بالأنصراف بعد تحذير قوى بأن يكون كل شيء جاهز فى معاده ... و لا تحرجه أمام القادمين لتلك الوليمه الكبيره المعده من أجل عودة الحفيد الأكبر لعائلة الزينى أصلان الحفيد الأكبر و الأوحد للأبن الأكبر لهذه العائلة الحج حسنين الزينى الذى توفى منذ خمس سنوات و من وقتها سافر أصلان لإكمال دراسته فى الخارج بعد تخرجه من الجامعه و لكن رغبته فى تعلم الهندسه بالخارج هى ما جعلت الحج رضوان يوافق على سفره ... وكيف يرفض للحفيد الذكر الوحيد أى طلب
عادت إلى جلستها على سلم المطبخ بعد أن تأكدت من كل شئ من جديد و إن الطعام مازال فى مرحلة النضج
تتذكر كل ما حدث معها منذ صغرها ... أن جميع ذكرياتها السيئة مرتبطة بأصلان ... فمثلا هو من جعل جدها يرفض أن تكمل تعليمها خاصة حين كانت نتيجتها في الصف الخامس الأبتدائي أعلى من نتيجته في الشهادة الثانوية ... و من وقتها توالت الأحداث السيئة فى حياتها و كأنها قدر لها التعاسة بسبب وجود ذلك الأصلان فى الحياة ... كما أنها و بسبب وجوده فى حياتها حكم عليها أن تكون زوجته هذا قرار جدها الذى أخذه بمفرده هو حفيده
الوحيد و هي حفيدته الوحيدة و لن يزوجها من خارج العائلة ... وكيف يحدث هذا و أصلان موجود
حلقة جديدة من حلقات عڈابها
و ألمها ... أصلان الذى يبغضها منذ كانت صغيره من حاول ذات يوم أن يكتم أنفاسها و ډفنها تحت إحدى شجرات الحديقة هى تعلم أن فى ذلك الوقت كان صغيرا و لكنها لم و لن تنسى كلماتها
أنا بكرهك ... أنا مش عايزك تعيشى معانا فى البيت ... أنت عار 
كلمات سمعتها من قبل و لكن على لسان جدها ... و من وقتها لم تشعر يوما أنها فى بيتها ... لم تشعر بالسعادة يوما ... أو الأمان و فى كل مره تقف فيها بين يد الله تدعوه أن يرحمها مما هى فيه و لكن من الواضح أن لحياتها سبب حتى لو كان العڈاب يغلفها و لله الأمر من قبل و من بعد
مر الوقت و قد أنتهت من كل شيء و الرجال تتوافد الأن كما العادة فى المواقف المشابهه و حضرت أيضا بعض الفتيات لتساعدها فى تقديم الطعام فهي بمفردها لا تستطيع تلبيه كافة الطلابات على كل تلك الطاولات .. أخذت نفس عميق و هى تحاول تجنب عقلها التفكير فى كرهها لأصلان و أمنيتها الكبيرة فى وضع سم الفئران له بدل من الملح أو السكر ... لكنها تخاف الله ... و تعلم جيدا أنه لن يضيعها ... لن يظلمها .. فرب الخير لا يأتى إلا بالخير
فى تلك اللحظه علت أصوات السيارات و هتاف الرجال يعلمها أن سجانها الجديد قد وصل ... يخبرها أن هناك قيد جديد ألتف حول عنقها ... و قيود جديدة تلتف حول قدميها و معصميها ... و كم تشعر به ېخنقها ... و يمنع وصول الهواء إلى صدرها .. خرجت من أفكارها على صوت إحدى الفتيات و هى تقول
أبن عمك جمر يا جدر
نظرت إليها قدر بأبتسامة جانبية ساخرة و قالت
اااه قمر ... قمر قاټل سجان وسيم ... شبه حراس المقاپر الفرعونية
أعتدلت فى وقفتها و قالت بصوت واضح و قوى
شهلوا يا بنات ... وجب وقت الغدا
و خلال ثلاث ساعات لم تتوقف أى منهم عن العمل من وضع الطعام ثم جمع الأطباق الفارغة و
تم نسخ الرابط