ابن جارتى
جارتي هذه فقيرة معدمة، توفى زوجها قبل عامين، قلت لها: ابنك في عمر سامر طفلي سأقوم بتدريسهما معاً، منذ تلك اللحظة وأنا أمنح أحمد اهتماماً كالذي أمنحه لطفلي تماما، لطالما قلت لنفسي "صنائع المعروف تقي مصارع السوء"
ولطالما صبرت على مستوى أحمد المتدني حتى جعلت منه شخصا آخر، لمع اسمه في المدرسة وحاز على اهتمام الجميع، مستوى أحمد الدراسي ساعده في الحصول على منحة دراسية بالخارج، سافر هو ووالدته، ونسيت كل شيء عنهما تماماً.
تخرج سامر ابني وتزوج، وأصبحت جدة، لكني أصبت بداء خطېر، أخبرني كل طبيب زرته بأنه من المحتم إجراء جراحة عاجلة بالخارج، اقترضت ممن عرفت وممن لم أعرف، وبالفعل سافرت وأجريت الجراحة، بعد نجاح العملية أخبرتني الممرضة أن تكاليف علاجي كلها مدفوعة، سألتها في دهشةٍ من فعل ذلك قالت: دكتور "أحمد ناصف"، الطبيب الذي أجرى الجراحة، لم أفهم، انتظرت حتى أتى الطبيب المختص كان شابا يبدو أنه في منتصف الثلاثينيات، نظر لي طويلا ثم بكى، قلت له في دهش أهناك شيء يابني قال لي: لعلك نسيت طفلا قالت عنه معلمته أنه غبي لن يفلح في شئ، لكن قمت أنت بتدريسه فجعلت منه طبيباً!