قصة التاجر والسمكة

موقع أيام نيوز

قال رجل : رأيت رجلاً    
وهو ينادي: من رآني فلا يظلمنّ أحدًا، فتقدمت إليه،
وقلت له: يا أخي ما قصتك؟
فقال: قصتي عجيبة,
وذلك أني رأيت يومًا صيادًا مسكينًا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني،
فجئت اليه فقلت: أعطني هذه السمكة،
فقال: لا أعطيكها، أنا آخذُ بثمنها قوتًا لعيالي، فضړبته وأخذتها منه قهرًا، ومضيت بها.

قال: فبينما أنا ماشٍ بها، وكانت ما تزال فيها حياة، إذ عضت على إبهامي عضة قوية،
وآلمتني ألمًا شديدًا، حتى لم أنم من شدة الۏجع، وورمت يدي فلما أصبحت أتيت الطبيب، وشكوت إليه الألم،
فقال:  وإلا تلفت يدك، فقطعت إبهامي.
ثم اشتد الألم على باقي يدي،
ولم أطق الراحة ولا النوم فذهبت إلى الطبيب،
فقال: لا بد أن يقطع الكف.
وما زال الألم يتردد عليَّ حتى قطعت يدي من الكتف.
قال: فقال لي الناس: ما سبب ألمك؟
فذكرت قصة السمكة،
فقالوا لي: لو كنت رجعت من أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة فاستحللت منه واسترضيته ما قطعت يدك، فاذهب الآن إليه واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى بدنك.
قال: فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته فوقعت في رجليه وأبكي
وقلت: يا أخي سألتك بالله إلا عفوت عني،
فقال لي: ومن أنت؟
فقلت: أنا الذي أخذت منك السمكة غصبًا.
وذكرت له ما جرى وأريته يدي, فبكى حين رآها، ثم قال: يا أخي قد حللتك منها.
فقال الظالم: بالله يا أخي هل كنت دعوت عليّ لما أخذتها منك؟
قال: نعم. قلت: اللهم هذا تقوّى عليّ بقوته على ضعفي وأخذ مني ما رزقتني ظلمًا فأرني فيه قدرتك ،حسبنا الله و نعم الوكيل...

 

تم نسخ الرابط