قصة التاجر والسمكة
قال رجل : رأيت رجلاً
وهو ينادي: من رآني فلا يظلمنّ أحدًا، فتقدمت إليه،
وقلت له: يا أخي ما قصتك؟
فقال: قصتي عجيبة,
وذلك أني رأيت يومًا صيادًا مسكينًا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني،
فجئت اليه فقلت: أعطني هذه السمكة،
فقال: لا أعطيكها، أنا آخذُ بثمنها قوتًا لعيالي، فضړبته وأخذتها منه قهرًا، ومضيت بها.
وآلمتني ألمًا شديدًا، حتى لم أنم من شدة الۏجع، وورمت يدي فلما أصبحت أتيت الطبيب، وشكوت إليه الألم،
فقال: وإلا تلفت يدك، فقطعت إبهامي.
ثم اشتد الألم على باقي يدي،
ولم أطق الراحة ولا النوم فذهبت إلى الطبيب،
فقال: لا بد أن يقطع الكف.
قال: فقال لي الناس: ما سبب ألمك؟
فذكرت قصة السمكة،
فقالوا لي: لو كنت رجعت من أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة فاستحللت منه واسترضيته ما قطعت يدك، فاذهب الآن إليه واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى بدنك.
قال: فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته فوقعت في رجليه وأبكي
فقال لي: ومن أنت؟
فقلت: أنا الذي أخذت منك السمكة غصبًا.
وذكرت له ما جرى وأريته يدي, فبكى حين رآها، ثم قال: يا أخي قد حللتك منها.
فقال الظالم: بالله يا أخي هل كنت دعوت عليّ لما أخذتها منك؟
قال: نعم. قلت: اللهم هذا تقوّى عليّ بقوته على ضعفي وأخذ مني ما رزقتني ظلمًا فأرني فيه قدرتك ،حسبنا الله و نعم الوكيل...