القاضى والرجل
استمع القاضي جيدا إلى الرجل العجوز وأدرك أنه وقع في ورطة كبيرة ..
فمن ناحية يدرك جيدا أن لا سلطة له على جند الوالي ولن يستطيع أن يفعل معهم شيئا وقد يسجن هو إن تعرض لهم .
ومن ناحية أخرى لم يرد أن تهتز صورته كقاض ويخرج الرجل للناس فيخبرهم أن القاضي لم يفعل له شيئا ..
وبعد تفكير .. رفع يديه إلى أعلى وقال .
أتوجه إليك بخالص الدعاء .
أن تذيق حرس الوالي الشقاء وأن تنزل بهم عظيم البلاء.
ثم نظر إلى الرجل فوجده مازال ينتظر بلهفة أن يكمل .
فقال القاضي .
هؤلاء قوم سفلة وحوش أراذل لم يتربوا في بيوت أو منازل .وفي الذنوب والمعاصي هم الأوائل.
ليس بينهم وبين الحړام أي حائل ولا يفي سفالتهم مهما قال أي قائل ...
وبينما القاضي يدعو ويشتم حرس الوالي أدار الرجل ظهره وهم بالخروج دون أن يقول شيئا..
استنكر القاضي هذا الأمر وقال
إلى أين تذهب أيها العجوز . تخرج دون سلام هذا لا يجوز ..
الټفت الرجل إلى القاضي وقال ..
إذا كنت من تمسك زماما في القضاء وما هو بشغل بل هو من الله ابتلاء ولا تحسن سوى الشتم والرثاء مثلك مثل بقية عجائز النساء..
فهي ټلعن وټشتم صبحا ومساء ولا يحسب لها مدحا أوثناء . وهي تفوقك مهارة يابن النبلاء وما تفعله أنت ليس من شيم الشرفاء ..
أنصف الناس حقهم أو اترك القضاء فإن الظلم والجور والفسق لعڼة اللعناء ولا يفوقها جرما إلا صمت العقلاء