قومى اسقى اخوكى

موقع أيام نيوز


-بس ...
بابا بحزم- مفهوم؟

كلنا بما فينا ماما هزينا راسنا ومتكلمناش ومروان قعد الليل كله بيفكر ومش عارف ينام.

-مروان مروان.
-أي يا رهف.
-أنت زعلان مني علشان بابا هيخليك تشتغل بسببي؟
ابتسم- لأ مش زعلان أنا خاېف بس ومش عارف هشتغل إزاي.

اتعدلت في نومتي وأخونا الصغير آسر صحي وقعدنا إحنا التلاتة في أوضتنا وبدأنا نتكلم:

-بص متخافش وأكيد صاحب بابا هيعلمك.
-يارب.
-وأنا وآسر هنجيبلك أكل كل يوم، مش كده يا آسر؟
آسر هزّ راسه- أيوة.
مروان ابتسم وفتح دراعاته:
-بحبكم أوي.

مروان بدأ شغل وبقينا أنا وآسر في الغدا ناخدله لانش بوكس فيه غداء ونروح نوديهوله وأوقات نشيل مصروفنا أنا وآسر ونروح نشتري حاجة لينا إحنا التلاتة ونروح ناكلها هناك سوا.

مروان دخل البيت كان بيجري وبينادي-بابا بابا.
-تعالى يا مروان أنا هنا، جاي بدري يعني؟
بلهفة- أنا قبضت أول مرتب ليا، عمي سعد اتفق معايا كل أسبوع هيقبضني.

بابا ابتسم وماما فرحت أوي بيه وأنا وآسر جرينا وقفنا جنبه.
-دي فلوسك يا حبيبي وأنا مش هقرب منها شوف أنت عايز تعمل بيها أي وأنا معاك.

مروان مسك الفلوس بفرحة وبدأ يعدهم.

-دول 350 جنيه، ماما تاخد 200 جنيه علشان مصاريف البيت والأكل، ورهف 50 علشان تجيب شوكولاتة بابلي اللي بتحبها وماما متقولهاش لأ وعلشان كانت بتحرم نفسها وتخلي مصروفها ومصروف آسر ويقسموه معايا، وآسر 50 يحطها في حصالته وكده يتبقى 50 دي لحضرتك يا  بابا.

بابا سأله:
-طيب وأنت؟
ابتسم -مانا مش عايز حاجة، الأكل رهف وآسر بيجيبولي ولو عوزت حاجة حضرتك بتديني وماما كمان.

بابا بصله:
-طيب بص أنت خلي ال 50 معاك وعلشان فرّحت مامتك وأخواتك خد ال 100 دي مني خليها ليك وحوش ومن قبضك على اللي هديهولك هجيبلك عجلة حلوة واللي نفسك فيها كمان، تروح بيها الشغل بدل ما بتروح مشي.
مروان بفرحة:
-بجد يا بابا؟
-بجد يا روح بابا ده أنت ابني وحبيبي وسندي لما أكبر يا مروان، وسند مامتك وأخواتك ومعنديش أغلى منك.

-أنا افتكرتك مش بتحبني لما خلتني أشتغل بس أنا حبيت الشغل أوي وبحبك أكتر يا بابا.
-يا قلب بابا أنت تعالى في حضڼي.

بابا خدنا كلنا في حضنه وبيتنا بقى أكثر سعادة بتعاوننا كلنا ولما بابا ومروان يرجعوا من الشغل مش بنعمل دوشة ولا صوت علشان منضايقهمش ونزعجهم ولو حد احتاج حاجة بنعملها بطيب خاطر.

مروان دخل البيت بتعب وإرهاق:

-رهف اسقيني ميه معلش علشان ھموت من العطش.
-حاضر فوريرة.

جريت دخلت المطبخ ومليت ليه ميه ساقعة وادتهاله.
ماما ضحكت- اشمعنا دلوقتي بتنفذي أوامر أخوكي بنفس راضية يا ست رهف؟
-علشان دلوقتي هو بيتعب وبيشتغل وأنتِ بطلتي تدلعيه على حسابنا يا ماما.

بلعت غصة كانت محشورة في زوري وروحت لأبو مروان وبالي مشغول:
-مالك أي واخد عقلك؟
-أنت كنت صح وأنا كنت غلط، والحنية الزايدة كانت هتضيع ولادي مني بس شدتك ظبطتهم ورجعت الحب ما بينهم.
ابتسم- أنا سيبتلك تربية الولاد والبيت تتصرفي فيهم زي ما تحبي، لكن لما ألاقيكي بتغلطي فواجبي أوقف الفعل ده وأحاول أصلح؛ لأن بطريقتك دي كنتي هتصنعي ابن معاق في بيتك يا أم مروان.
پصدمة -ابن معاق!
-أيوة عن طريق الدلع الزيادة والاتكالية وأنه الواد يعني ميعملش وأخته تخدمه، علشان كده حبيت أعاقبه وأقويّ عضمه وأقرّب أخواته منه وعلشان مبقاش أب ظالم ففلوس ابني تفضل ليه ويجيب اللي هو عايزه وماخدش قرش منها، ومصروفه هيفضل ياخده زيه زي أخواته لأنه لسة ابني وتحت جناحي.

"لا تصنع معاقًا في بيتك، فكم من معافي البدن معاقي الفِكر يملؤن المجتمع اليوم!"🤎

 

تم نسخ الرابط