عشق مراد
المحتويات
مجدى إلى بشرى قائلا
كل ده يحصل من ورا اللى إسمها رحمة دى
نفثت بشرى دخان سيجارتها قائلة فى غل
آه يامجدى..مطلعتش سهلة ابدا بنت بهيرة..قلبت الدنيا علية ووقعت انا فى المصيدة اللى عملتهالها..وبعد ما كنت هخلص منها.. خلصت هي منى وبقى البيت ليها لوحدها تؤمر وتتأمر فيه براحتها.
إلتمعت عيناها بقوة وهي تبعد السېجارة عن شفتيها تطفئها فى منفضة السچائر وهي تقول بلهفة
إبتسم ..قائلا بعشق
تقضى معايا الليلة دى ..
نظرت إليه وهي تفكر لثوان..من اجل الخلاص من رحمة هي مستعدة لفعل أي شئ..ستتصل بمراد وتخبره ان صديقتها علا مريضة وأنها ستبيت معها..نعم ..هذا ما ستفعله..لتبتسم قائلة
وأنا موافقة.
ظهرت السعادة جلية على وجه مجدى ليقول بإبتسامة منتصرة
عقدت حاجبيها قائلة فى حيرة
عملة إيه .....فهمنى
فتح مجدى علبة سجائره واخذ منها سېجارة اخرى ..أشعلها واخذ منها نفسا طويلا قائلا
إنتى مش بتقولى إن مراد قالك على حفلة عشا فى فيلا الشناوي بكرة هيمضوا فيها عقود عمل جديدة مع شركة كبيرة.
أيوة..وأنا رفضت أحضرها..رفضت أشوف الهانم وهي نجمة الحفلة والكل مهتم بيها.
قال مجدى
بس إنتى هتحضريها..ومش هتحضريها.
إزداد إنعقاد حاجبي بشرى وهي تقول
إزاي يعنى
إبتسم مجدى قائلا
هتحضرى على أساس إنك خدامة م اللى بيجيبوها فى حفلة زي دى وهتبقى لابسة نقاب ..هتحطى سم ليها فى كوباية العصير بتاعتها وتخلعى..بسيطة ..إيه رأيك
هي دى خطتك..عايز تودينى فى داهية..ما هم أكيد هيفتشونى ويعرفوا إن أنا اللى لابسة النقاب يافالح.
إبتسم مجدى قائلا
دى بقى عليكى ..انتى عارفة حراس الفيلا كويس وعارفة مين فيهم ممكن تبقى نفسه ضعيفة ونقدر نشتريه بالفلوس عشان يظبطنا.
لتتذكر بشرى هذا الحارس الذى كان يتابعها بعينيه جيئة وذهابا إعجابا بجمالها..كما أنها فى مرة سمعته يخبر مراد انه يحتاج إلى أجازة لأن زوجته مريضة وبالمستشفى..ربما يحتاج إلى المال فعلا
فيه واحد..هنجرب معاه..وخصوصا إنه معجب بية وممكن أأثر عليه بسهولة.
ظهرت الغيرة على ملامح مجدى وهو يقول بحنق
يبقى تنسيه خالص..انا مش هستحمل حد يبصلك بصة ..مش كفاية مراد.
كله فى سبيل إن إحنا نخلص من رحمة بسرعة ونكون مع بعض ياحبيبى .
..لتكون جهنم بالنهاية...مصيرهم.
مررت رحمة يدها على عنق تلك الفرسة الجميلة قائلة بحنان
تعرفى انا نفسى فى إيه دلوقتى
إلتفتت إليها الفرسة لتمنحها رحمة قطعة من السكر تناولتها الفرسة بنهم لتبتسم رحمة قائلة
شكلك بتحبى السكر ومش عايزة تعرفى..بس أنا غلسة وهقولك برده.
لتشرد وهي تقول بعيون تلمع
نفسى أركبك وأطير بيكى ..أسابق الريح زي ما كنت بعمل زمان..نفسى أفرد دراعاتى والنسمة ټضرب وشى تحسسنى إنى لسة عايشة ..إنى سعيدة وفرحانة ..مبسوطة بحياتى وراضية..بس مع الأسف مش هقدر.
لتصمت وقد کسى صوتها الحزن فى كلماتها الأخيرة..لتنتفض على صوته وهو يقول
وإيه اللى مانعك
إلتفتت إليه لتجده واقفا على باب الإسطبل ..يستند بظهره إلى بابه يتأملها بدوره..نظرت إلى عيونه المنتظرة إجابتها لتقول بصوت حاولت أن تجعله هادئا
يمكن عشان مركبتش خيل من زمان..بقيت بخاف..ويمكن لإن خوفى مش بس من الركوب..لأ..خوفى إنى مش هحس بنفس الإحساس اللى كنت بحسه زمان لما كنت بركب على حصانى وأطير..خوفى من إكتشافى إن الإحساس ده راح منى للأبد ومش ممكن احس بيه من جديد.
إعتدل وهو ينظر إلى عينيها مباشرة وهو يقول
الظاهر إنك نسيتى
موقع أيام نيوز
روايه جديده
موقع أيام نيوز
أنا قلتلك إيه قبل كدة..مش قلتلك متحكميش على حاجة قبل ما تجربيها ومتسبقيش الأحداث..مش قلتلك إنك لو خفتى يبقى مش هتجربى وإنك لازم تآمنى بإنك تقدرى تحققى المستحيل..الظاهر إنك نسيتى كل اللى علمتهولك زمان.
نظرت إلى عينيه قائلة بمرارة ظهرت فى نبراتها رغما عنها وهي تقول
أنا منستش حاجة..بس اللى إتعلمته من يوم ما خرجت من البيت ده خلانى حسيت إن اي حاجة إتعلمتها جواه ملهاش أي معنى.
نظر إلى ملامحها فى حيرة..يتساءل عن مقصدها..وبالفعل وجد نفسه يسألها قائلا
وإتعلمتى إيه يارحمة برة بيتنا
نظرت إليه يقول قلبها ..تعلمت أن الإخلاص فى الحب خرافة ..وأن سنده وهم وأنك مهما كنت طيب القلب محب وتهتم فقط بشئونك فمن
السهل أن يظلمك أحبائك ويلقونك خارج حياتهم كما يلقون بقمامتهم..تعلمت أن من يمسح دمعتى هو كفى ومن يطبطب على چرحى هو إستغفارى وأن من يريح قلب ذاق الكثير هي سجدة أسجدها لخالقى أسكب فيها مدامعي وأناجيه..فأنهض منها مرتاحة القلب وكأن احزانى لم تكن..تعلمت الكثير والكثير ومازلت أتعلم على أيديكم ياآل الشناوي..
غشيت عيونها الدموع..لتطرق برأسها بسرعة ولكن ليس قبل أن يلمحهم يحيي..ليتوجع قلبه وهي تقول
ياريت نقفل على الموضوع ده ونركز على حفلة النهاردة لإن الوقت بيجرى..من فضلك بس تقولى إيه المطلوب منى
قال لها بهدوء
يعنى مش ناوية تسمعى كلامى النهاردة وتجربى تركبى الخيل
نظرت إلى ساعتها ثم رفعت رأسها تنظر إليه ليجد عيونها خالية من الدموع وكأنها لم تكن..ليظن أنه توهم تلك الدموع ..وهي تقول بهدوء
مش هلحق..عايزة أقعد مع هشام شوية قبل ما....آااااه.
تأوهت رحمة من الألم وهي تجد يحيي قاطعا المسافة بينهم فى خطوتين قابضا على ذراعيها بقوة وهو ينظر إلى وجهها قائلا پغضب شعرت به فى كل ذرة من كيانه
إبنى إسمه هاشم مش هشام يارحمة..مفهوم
قالت رحمة پألم
أكيد عارفة إن إسمه هاشم..يمكن بس عشان إفتكرت هشام دلوقتى لخبطت أو يمكن عشان...
هدر بها وهو يضغط أكثر على ذراعيها ليزداد ألمها قائلا
وكمان بتقولى أدامى إنك إفتكرتيه..إفتكرتى جوزك الأولانى..عشيقك اللى خنتينى معاه زمان..إفتكرتيه وأنا واقف قصادك قلبى بيوجعنى على حزنك اللى حسيته قى
صوتك..تصدقى إنى أنا اللى أستاهل كل اللى بيجرالى..وأنا اللى جبت ده كله لنفسى.
غشيت الدموع عيونها وهي تقول بصوت يقطر مرارة
حرام عليك بقى كفاية ظلم..أنا مخنتكش ومكرهتش فى حياتى أد هشام وإنت عارف..لو كنت بس فكرت بعقلك شوية ..لو كنت دورت جوة قلبك..كنت هتعرف الحقيقة..بس إنت زيهم كلهم..كنت دايما تقولى ميهمكيش منهم..إنتى غير مامتك..بس ساعة الجد..شفتنى زيها..أنا صډمتى الكبيرة فيك هي اللى خلتنى سكت وسيبتكم تظلمونى كمان وكمان..لكن لحد كدة وكفاية أنا تعبت ..حقيقى تعبت..
خفف قبضته حول ذراعيها ليتركها تماما وهو يعقد حاجبيه فى حيرة قائلا
قصدك إيه..انا مش فاهم حاجة.
إبتسمت فى مرارة قائلة
ولا عمرك هتفهم..تعرف ليهلإنى لما حبيتك ..كنت فاكراك مختلف عنهم..بس إنت فى الآخر طلعت زيهم يايحيي..طلعت زيهم.
لتتركه وسط حيرته وتسرع بخطواتها مهرولة من أمامه بإتجاه المنزل..تنهمر دموعها پألم..بينما يتابعها يحيي بعينيه ..تزداد شكوكه حول ما حدث بالماضى ..ليصمم على سبر أغواره..والوصول للحقيقة مهما كان الثمن.
كان مراد يعدل من رباط عنقه لينظر إلى نفسه فى المرآه..تأمل وجهه للحظات..إنها فعلا ملامحه ولكنه بات لا يعرفها فهذا الذى يراه أمامه لا يمت بصلة لمراد الذى يعرفه..بل إن هذا الذى أمامه هو مسخ تجرد من كل المشاعر الإنسانية..كيف إستطاع أن يفعل ما فعل..أن يخير شروق بكل برود بين وجوده فى حياتها ووجود طفلهما..بل كيف أمرها بكل قسۏة أن ټقتل الطفل..هذا الطفل الذى حلم به طويلا..وأدرك أنه لن ينجبه من بشرى فلم يحزن..فهو لا يريد أطفالا منها..لقد أراده فقط من رحمة ورحمة أصبحت الآن
متابعة القراءة