انا وحماتى
( بقلمي شيماء سعيد « أم فاطمة واحمد »)
...............
لم يعرف قلبي حبًّا منذ نعومة أظافري سوى حبي لإبنة عمي ( زهرة ) وهي إسم على مسمى ، كالزهرة في البستان ، عينيها زرقاء بلون السماء ، شعرها كأشعة الشمس الذهبية .
منذُ ولِدت وهم يقولون زهرة لـ معاذ ، فارتبطت بإسمي ، ورأيتها بمنامي زوجتي في الجنة أيضا .
فاشتقت لإنهاء دراستي الجامعية والعودة للبلدة للإعداد لمراسم حفل الزواج .
تسألوني لم العجلة ؟
أقول لكم أني أنتظر هذا اليوم منذ سنوات طويلة فزهرة حُلم حياتي وطبيبة قلبي .
وأنا بفضل الله ورثت أرضًا شاسعة عن والدي رحمه الله وأمتلك شقة مجهزة أعلى شقة والدتي .
فلما إذا لا أتزوج مبكرا حتى أنجب أطفالا ليكونوا عونا لي عند الكبر .
ولكن أمرًا ما يشغلني وأخشاه ، هو أمي ( لا أعلم لما لا تحب زهرة كثيرا وكانت تردد على مسامعي دوماً... البنت دي هتاخدك مني يا ولدي ، وحبك ليها زايد عن الحد ، فكده هتمشيك وراها زي الطور في الساقية ) .
فكنت أبتسم وأقبل يدها قائلا...محدش يقدر ياخدني منك
يا ست الكل ، أنتِ الخير والبركة وعرفاني راجل زين ومحدش يقدر يمشي كلمته عليه .
لتبتسم ابتسامة من جانبي شفتيها ، مهمهة بكلمات غير مفهومة .
فأصبحت لا أبالي حتى تمُر الأيام بسلام وأجتمع أنا وزهرة حبيبة القلب تحت سقف واحد .
جاءت جارة لنا تدعى أم صابر لتجالس والدتي ، فوجدت على وجهها العبوس والكآبة .
أم صابر...مالك إكده يا أم معاذ يا حبيبتي ، ده شكل وحدة إبنها دخلته قربت ؟
أم معاذ بتجهم...عايزاني أقوم أرقص يعني !
أم صابر...وماله مش عيب ، ده ولدك الوحيد .
أم معاذ...مهو عشان وحيد ، هتيجي بنت بهية تخطفه مني ، وتكون الكلمة كلمتها والشورى شورتها ، بس ده بعينيها ، إبني لا يمكن يسمعلها وهتفضل الكلمة كلمتي أنا والشورى شورتي وهي هتيجي خدامة ليه ولولدي .
أم صابر ...بس البت زهرة ميتخفش منها ، دي تربية إيدك وغلبانة وتقوللها يمين يمين ، شمال شمال.
لوت أم معاذ فمها قائلة...ياما تحت الساهي دواهي .
مرت الأيام بسلام رغم تدخلات أمي الكثيرة في ترتيبات الشقة وتحديد مكان الزفاف وتعمدها إثارة ڠضب زهرة ولكن زهرتي كانت كالفراشة الناعمة ، تستقبل أي كلمة بصدر رحب وتنزل دوما على رأي أمي ، حبا لي ولعدم تكدير الصفو بيننا .
حتى جاء اليوم الموعود وزينت دارنا ودار زهرة بالأنوار وعلت زغاريد النساء وتجمع الأهل والأحباب وتزينت زهرة فكانت كالبدر في ليلة التمام .
وأقيم الحفل وكان على أكمل وجه ،بدأ بذكر الله ثم بعض الأغاني الهادئة المعبرة عن حبي لتلك الزهرة فتراقصا قلبينا عليها وشعرنا معها أن لا أحد في الكون غيرنا ، إنها حقا سعادة لا توصف بالكلمات ، فما أجمل أن تتزوج بمن تحب ، كأنك ملكت الدنيا بأسرها .
وكان من بينها
( ضميني وانسي الدنيا *ضميني وانسي الناس )
ثم مرت اللحظات لتعلن موعد الدخول لجنة الدنيا مع أحب الناس ( زهرة ) .
وودعته والدته بدموع ممزوجة بالحزن والقهر متسائلة في داخلها ...معقولة ولدي الوحيد هينام بعيد عني ، خلاص هتشاركني فيه بنت بهية ، يارتني موفقت على الجوازة الهباب دي .
ولج معاذ مع زهرة لشقته وضم يديه بيديها مطمئنا لها عندما شعر بإرتعاد أوصالها من الخجل ، فهو يحبها حبًّا روحي لو وزن العالم كله في كفة وحبه في كفة أخرى ، لمالت كفة حبه .
حملها معاذ لغرفة النوم فدفنت رأسها خجلا في صدره ، ثم أجلسها على الفراش مقبلا جبينها داعيا الله كما ورد عن الحبيب صل الله عليه
( اللهم أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليّ وأعوذ بك من شرها وشړ ما جبلتها علىّ ).
معاذ مبتسماً إبتسامة عذبة...حبيبتي عايز أقولك حاجة .
زهرة...خير يا معاذ ؟