الرجل البخيل وابنته الشابة
ألا تأتي فرصة اخرى كهذا الشاب فأجاب مادام الدفع بالتقسيط وليس حاضرا فأنا مضطر أن أرفع السعر النهائي وهذا يعني أن عليك أن تدفع لي نصف مرتبك لعشر سنين وليس ثمان فقط ..
اطرق الشاب برأسه لحظات ثم قال
موافق ... ولكي تتم هذه الصفقة يجب على كلانا أن نوقع على هذه الوثيقة التي تنص على أني ملزم بدفع ما بذمتي من قيمة المهر وأنه بعد سدادي لمدة الرهن فأن السلعة أي ابنتك المحترمة ستكون ملكا لي ومن حقي .
الشهود من التجار المعروفين وقاموا بالتوقيع على العقد ..
وهكذا تم توقيع العقد وكان هناك بعض التجار المعروفين وبعد الزواج كانت الابنة تزور والدها باستمرار وتقوم بخدمته وتطبخ له الطعام الذي يحبه وتعمل على تسليته والترفيه عنه ..
فلما انقضت مدة الأجل .. فوجئ الأب بانقطاع زيارة ابنته له فافتقد رفقتها واستئناسه بها .. ومرت الأسابيع ثم الشهور دون أن يعرف خبرا لها .. فساءت حالته وتردى وضعه المعاشي فأخذ يلهج بذكر ابنته ويضج بشوقه اليها .. وكان نادما ندما شديدا على تفريطه بها فأخذ يجول في الطرقات كالمچنون بحثا عنها حتى اهتدى الى منزل زوجها بعد عناء .. فطرق الباب ففتح له زوجها قائلا
يا بني أنا والد زوجتك .. ألم تتعرف إلي
قال بلى لقد عرفتك .. ماذا تريد
صدم الوالد المنكوب من هذا الموقف وتجاهل زوج ابنته له .. لكنه تحامل على مضض وقال أريد ان أرى ابنتي .. ولو للحظة .. أرجوك ..
بل أتوسل إليك ..
آسف يا سيدي .. تعلم أن بيننا عقدا وقد أصبحت ابنتك بموجبه ملكي لأنك بعتها لي بعد أن دفعت لك مبلغا هائلا .. لذا ليس لك الحق بعد الآن بالمطالبة بها أو رؤيتها .. بل أن مجرد وقوفك على بابي يعتبر إخلالا بالاتفاق ..
بكى البخيل على باب زوج ابنته وقال
لا أريد نقودا بعد الآن .. سأعيد إليك كل مالك الذي أخذته منك ولكن اسمح لي برؤية ابنتي مجددا .
آسف يا سيدي .. الاتفاق قد تم ولا رجعة فيه .. ولكن إذا أردت عمل اتفاق آخر فسأقول إنه يمكنك استعادة ابنتك مقابل ضعف المبلغ الذي دفعته لك ..
سكت الشاب لحظة ثم واصل حديثه....
صاح الأب فورا انا موافق .. سأدفع لك ما تريد .
وهنا أخرج الشاب ورقة وقال
إذن تعال لنوقع عقدا جديدا تدفع لي بموجبه ضعف المبلغ الذي قبضته مني مقابل إلغاء العقد السابق وعودة ابنتك لتزورك من جديد .
لقد أظهرت يا عماه ندما حقيقيا على ما صنعت لذا ...
وهنا أخرج العقد الجديد وقام بتمزيقه أمامه ثم أضاف
اعلم يا عمي أن البنات لسن سلع تباع وتشترى .. بل هن ودائع الرحمن ونعمه إلينا ... نحوطهن بأعيننا ونصونهن بقلوبنا لنحظى برضى الله ودوام توفيقاته علينا .
انتهت القصة ولم تنتهي القصص للمزيد من القصص المفيدة تابعنا