ردينة والنخبة العجيبة
أن تزوجيني بها واطلبي من المهر ما أردت
انزعجت العجوز لمعرفته بوجود الفتاة في بيتها إلا أنها ضبطت اعصابها وأجابته منكرة ومستغربة أتسخر مني بكلامك هذا تطلب مني أزوجك ابنتي ومن متى كان لدي أبناء أو بنات
لو كان لي أبناء أو بنات لساعدوني وأعانوني ولجلست في بيتي بدلا من السير في الطرقات أتسول وأجمع عيدان الحطب كيف تسألني هذا السؤال وأنت تعرف أني أعيش لوحدي
أطلب قعاده زجاج لننام عليها ولن أتزوجك بدونهما لك ما تطلبين انصرف ليحضر للعجوز أكياس الذهب والفضة التي طلبتها وليجهز لغرفة نوم الفتاة سرير من زاج وسرير من زجاج .
دخل العروسان غرفة النوم وقعد واحد منهما على سرير تكلم السرير الذي تحته قائلا
قعاده زاج وقعاده زجاج
لم تلق الفتاة اهتماما لما سمعت أما هو فقد تسمر في مكانه يبحث عن تفسير لما سمع ولما لم يهتد
إلى شيئ حاول الاقتراب من زوجته مرة ثانية وإذا بالسرير يعيد قوله
وقعاده زجاج
تراجع الرجل مرة ثانية يعاود
التفكير دون أن يهتدي إلى شيء استمر السريران يكرران حوارهما كلما هم الرجل الاقتراب من زوجته وفي الأخير قال لنفسه
لا بد وأن هناك أمرا وراء نطق السريرين وحوارهما يكمن في حياة هذه الفتاة التي ظهرت فجأة في بيت العجوز ولا بد لي من معرفته فقال يخاطبها أقسم لك بالله ولك عهده وميثاقه اني لن أقربك ولن أعاملك كزوجة أبدا وكل ما أرجوه هو أن اعرف حقيقتك واسمع قصتك.
أخذت الفتاة تروي له قصتها من البداية وتروي له معاملة زوجة أخيها لها واتهامها بالژنا واستدلالها بعردان مخلوس حتى أوغرت صدر أخيها فقټلها وډفنها بجانب البئر إلى آخر قصتها
كانت تتكلم وهو مصغ لها فأيقن أنها اخته التي كادت لها زوجته عنده وتسببت في قټلها فندم على ما بدر منه نحوها فأقترب منها يضمها إلى صدره وهو يقول لها
سامحيني فأنا هو أخوك صدقت وشايات زوجتي ضدك وصنعت بك ما صنعت ابتسمت له أخته وهي تبادله العناق والحضن وطلق الرجل زوجته وبقي يعيش مع أخته كما كانا يعيشان من قبل كان ذالك من زمن بعيدا أما الآن فلم تبقى سوى حكايات نحكيها بعد أن كانت تحكيها الأجداد والعجائز في الأيام الباردة أيام البساطة والنقاء والبرائة
النهاية