زوجة مغترب
المحتويات
تجاه الحمام تغسل وجهها الذى ظهر عليه بريق امل وفرحه منتظره
واخيرا ستخرج من شقتها لمرتها الاولى منذ سفر زوجها
تاركه والدتها تدعو لها من صميم قلبها
وحيده
والوحده مت بالبطئ
امامها الطعام ولكنها لا تاكل
شارده بحزن رغم جمود ملامح وجهها
فقد ايقنت الأن انها خسړت ابنائها للابد
فلم يهاتفها احدا منهم منذ سفارهم حتى الان
لا احد يسأل عنها مطلقا
تنظر لغرفه ابنتهاوغرفه ابنائها بحسره شديده
ادركت غلاوتهم بعد خسارتهم
ولكن صلابه قلبها دوما تنتصر
وخطرت على بالها فكره ستخبر بها ابنائها وهى على علم انها ستكون كارثه بالنسبه لهم
امسكت هاتفها وضغطت احدى الارقام وانتظرت قليلا حتى اتاها الرد
هند الوازيك يا ماما
شاديه بستهزاءمامالسه فاكره ان ليكى امازيك يا سنيوره
شاديه خير ياختى كل خيرفين اخواتك الحلوين دلاديل مراتتهم
هند بنفاذ صبرعايزه ايه يا ماما اتكلمى على طولاكيد عايزه فلوس
شاديه ببروداكيدقوليلهم يزودو اللى بيبعتوه شويه انا مبشحتش منهم دا حقى عليهم
هند حاضر هقولهمحاجه تانى
شاديه اه يا شملولهبلغيهم ان جايلى عريس واحتمال اوافق عليهولا فكرنى هفضل زى قرد قطع كده لوحدى يا حلوه انتى وهى
شاديه هتجوز يا حليتهاايه عندك اعتراضهمت هند بالصړاخ قاطعتها هى سريعاولو عندك اعتراض انتى عارفه هتحطيه فين يابتعلت صوتها واكملت بأمربلغيهم ومتنسيش تقوليلهم على ذياده الفلوسنهت حديثها واغلقت الهاتف بوجهها كعادتها
تاركه ابنتها مصعوقه من هول ما سمعت فوالدتها كل مدى تفاجئهم بقوه جبروتها وقسۏتها الذائده
هو
بدونهارجلا بلا قلببلا روح
اصبح كألهيعمل ليل نهار بلا توقف
يهلك نفسه بالعمل عله يمضى الوقت
لكنلن تبتعد عن باله ولا لحظهشغله الشاغل هى
عيونهاشعرهاضحاتهاحتى دموعها
اشتاق لها حد الجنون
شارد بلحظاتهم سويا فيرتعش قلبه
وبعد يوم عمل شاق
كل ما تشتهيه حبيبته قلبه لها
فتح الباب ونادى بعلو صوته
ادهم مريومهام تيم!!
قطع حديثه وسقطت الاشياء من يده حين تذكر انها ليست هنا
تناسى هو انه مغترب بعيدا عنها
لن يجدها تنتظره كعادتها وتركض عليه تحتضنه بكل قوتها
لا يوجد هنا سوا الصمتالوحدهفراغ
دمعه حارقه هبطت على وجنتيه
ادهم اااه يا مريم يا بنت الاصول
يا حبيبه قلبى وعمرى مشتاقلك پجنون
هبطت للاكياس وحملها واتجه نحو حقيبه سفره وضع بهم بعض الثياب الجديده التى جلبها لها بنظام وترتيب دقيق وحدث نفسه بأصرار وعزيمه
هعوضكوغلاوتك عندى اللى معرفتش قيمتها غير لما بعدت عنك لعوضك يا مريم
قبل احدى قمصانها التى اخذها معه بواهله وعشق شديد واغلق عينه يتخيلها به
ليقطع تخيله رنه هاتفهاخرجه سريعا وابتسم بفرحه عارمه حين وجدها هى من تهاتفه
بلهفهرد عليهامريم يا قلب ادهم
مريم پبكاء وضحك ايضاانا حامل يا ادهم
قلبه
تمتلكه هى
مريم
الأصيله
بكل ما تحمل الكلمه من معنى
زوجه خلوقه
صبورهوايضا عاشقه له هى
تحملت كافه افعاله رغم انها لم تكن مجبره عليها
فأنها تمتلك
عائله تغنيها عنه وعن افعاله وافعال والدته
لكنها تحملت وصبرت علي افعالهم كثيرا
بل والاكثر انه دوما وابدا كان يسمعها وهى تدعو له وتدعو لوالدته
ايضا من صميم قلبها
فهل سيتقبل الله دعائهادعونا نرى
انا حامل يا ادهم
القتها هى على سمعه من بين شهقاتها وضحكاتها
اخترقت هذه الجمله الصغيره قلبه قبل اذنه
دار حول نفسه واضعا يده على جبهته بعدم تصديق ودموعه تهبط بغزاره
ساد الصمت لدقائق يقطعه صوت شهقاتهم العڼيفه
مسح دموعه واخذ نفس عميق وابتسم بتساع وفرحه عارمه وهم بالحديث
لكن!!تلاشت ابتسامته وظهر الألم والندم على ملامح وجهه عندما تذكر احدى مواقفه الغير مشرفه معها اثناء حملها الأول
فلاش باااااااااااااك
بفرحه وخجل
تنظر لهيئتها فى المرأه
بعدما ارتدت ثيابها استعداد للذهاب لاستشارتها الأسبوعيه
امسكت هاتفها وهمت بالاتصال على زوجها لأخباره بخروجها لكنها توقفت عندما استمعت لصوت فتح باب الشقه
خرجت من غرفتها مسرعه متوقعه ان تكون حماتها كالعاده
شهقت بفرحه شديده حين وجدته زوجها
وتحدثت بحب
مريم يا حبيبى يا ادهومى كنت متأكده انى مش ههون عليك وهتيجى معايا للدكتور
بمللبعدها عنه وتحدث بأمر
ادهم انزلى بسرعه امى مستنياكى فى الشارع هتروح معاكى
مريم برجاءطيب تعالى معانا انت كماننفسى تشوف ابننا والله هتتبسط اوى
ادهم انا مصدع ومش شايف قدامى وعايز انام ساعتين وهقوم اغور
مريم طيب يا ادهم نام وارتاح شويه وقبل ما دورى يجى هرن عليك أصحيك تلبس وتيجى تحضر معايا الكشف والدكتور بيكون زحمه اصلا يعنى قدمنا زى ساعه ونص على ما ندخل
ادهم بنفاذ صبرهتفضلى ترغى كتير وتسيبى امى فى الشارع
مريم يا ادهم
مامتك
لما بتيجى معايا بتخلى الدكتور يعاملنا وحش
جدا من كلامها وافعالها
ادهم بغضبانتى هتخلينى اجى معاكى اطلع عين اهل الدكتور دا ليهوهو مال اهله بامى تقول ايه ولا متقولش ايه
مريم بهدوء وتعقليا ادهم مامتك بتدخل فى شغله وبتلف الشاشه منه وتفضل تتأمل فيها ولو قال على علاج ولا اكل معين لازم اكله تفضل تتريق على كلامه وبقيت احس انهم بيأخرو أسمنا قصد بسببها
ادهم ببرودطيب انزلى يا مريم امى مستنياكى وهى اللى هتروح معاكى والا مافيش مرواح خالص ان كان عجبك
اخذت نفس عميق تحاول امتصاص ڠضبها واقتربت منه وامسكت يده تضعها على بطنها لكنه سحبها سريعا وابتعد عنها بزهقنظرت له بعيون تلمع بها الدمع وهمست بغصه مريره
مريم ايه يا ادهم انت بتنتش ايدك منى كده ليه انا كنت هخليك تحس بحركه ابنك
دمعه حارقه هبطت على وجنتيها مسحتها سريعا واكملت
من يوم ما حملت فيه وانت ولا مره حسيتك عايز تلمس بطنى بأيدك وتحس بحركه ابننا
ادهم بجمودلما اشوفه قدامى ابقى المسه واشيله كمان
سار من امامها واكمل بستعجال
وانجزى فى يومك ولا عايزه تسمعى كلمتين من امى بسبب تاخيرك عليها كل دا
سار بتجاه الحمام واكمل وهو مواليها ظهره
وياريت تتلاشينى خالص اليومين دول انا مش طايق نفسى ولا طايق حد اعتبرينى كأنى مش موجود معاكى
نهى حديثه ودخل الحمام غالق الباب خلفه پعنف
وقفت هى قليلا تحاول السيطره على دموعها
تنهدت پألم وتماسكت قدر استطاعتها وجذبت حقيبتها واتجهت بمفردها من دونه كعادتها ودائما تعود باكيه بسبب أفعال والدته التى لا تطاق
مرت عده ايام وهى تتلاشاه
لكن اليوم عطلتهوهذا حدث بالنسبه لها
جهزت اشهى الاكلات والحلويات المفضله له
اخذت شاور بعد ساعات طويله داخل المطبخ
ارتدت احلى الثياب
وضعت بادى لوشن برائحه الياسمين وقليل من مساحيق التجميل
وبخطى شبه راكضه اتجهت نحو الغرفه الجالس هو بها
مندمج بمشاهده احدى الأفلام
جلست بالقرب منه تنظر اليه بشوقا جارف وابتسامه رائعه تزين ثغرها الوردى
تتأمل ملامحه بهيام ظنا منها ان صغيرهم سيكون شبيه له
بقلب ينبض پعنف
بيد مرتعشه
بفرحه عارمه
تملس على بطنها المنتفخه قليلا تستشعر حركات جنينها
اغمضت عينها بستمتاع شديدتنهدت براحه بصوتا مسموع وفتحت عيونها تنظر للجالس امامها يشاهد التلفاز بتركيز عالى ومتجاهلها تماما
اكثر من اسبوع وهو لا
ابتعدت عنه ببطئ
بزهول
بانفاس مقطوعه
بوجهه شحب كشحوب المۏتى همست بعدم تصديق
مريم ريحتى وحشه!!
ابتعد بنظره عنها وتحدث بالامبالاه
ادهم شمى نفسك كده
لجمتها الصدممهجعلتها فقدت القدره على الحركه والنطق ايضا
للحظهعفوا لحظاتبل دقائق طويله
جالسه امامه تنظر للفراغ بشرود
عقلها لم يسعفها لاستقبال ما قاله
وبصمت تام دون النظر له تحركت بوهن بخطوات بطيئه واتجهت نحو الحمام غالقه الباب خلفها ووقفت اسفل المياه البارده رغم بروده الجو الشديده لعلها تطفئ نيران قلبها الذى يشتعل وأوشك على الأحتراق
مزقت ثيابها پغضب عارم وبكميات مهوله من الشامبو والشاور جل
خطت للداخل وارتمت على سريرها وذهبت بنوما عميق فى ثوان معدوده
جالس هو مصتنع البرود والجمودلكن قلبه يأنبه بشده على ما قاله لها
وتسرب القلق لقلبه بسبب غيابها داخل الحمام كل هذا الوقت
هم بالوقوف متجها اليهالكن صوت فتح الباب جعله يتراجع
انتظر قليلا ظنا منه انها ستأتى وتجلس برفقته مره اخرى
لكنها لم تأتى
تنحنح كمحاوله منه لأخراج صوته وتحدث بصوتا مسموع
ادهم اعميلى شاى يا مريملم ترد عليه كعادتها فور سماعه
انتفض واقفا بفزع
هو بالحديث قطعته هى بعنفاطلع بره لو سمحت
اخذت نفس عميق واكملت بوعيد
ومن اللحظه دى هعتبرك زى ما ديما بتقولى
نظرت له بأسفه تعبرك مسافرمش موجود معايا
ووعد
منى يا ادهم مش هقرب منك ولا حتى اقولك تعالى معايا للدكتور تانى
نظرت له بعمق اكبر واكملت بتأكيد
بس هيجى عليك يوم وټندم على كل افعالك معايا دى
وجهت نظرها لبطنها وملست عليها بحنان واكملتوهتتمنى يرجع بيك الوقت علشان تحس بحركه ابنك وتتحايل عليا كمان تيجى معايا للدكتور
نظرت له پغضب واكملت خليك فاكر كلامى دا كويس
نهايه الفلاش بااااااااك
فاق من شروده على صوتها الحنون
مريم ادهمحبيبى روحت فين
وضع يده على فمه يكتم صوت شهقاته
وهمس بصعوبه
ادهم م مبروك يا حبيبتى
مريم بدموع فرحهمبروك علينا يا حبيبى
مسحت دموعها سريعا واكملت بفرحه شديدهانا هحجز عند الدكتور واروح انهارده اعرف انا حامل فى اد ايه واصورلك كل حاجه وابعتهالك
نادم هو اشد الندم على كافه شئ
تصعبها عليه كثيرا وتزيد حده ندمه اكثر
لا تستحق منه ما كان يفعله بحقها
فقد تستحق ان يضعها داخل قلبه وعيناه ويعاملها كملكه متوجه
طال صامته فتحدثت هى بقلق
ايه يا ادهم ساكت ليهفيك حاجهابتلعت ريقها بصعوبه واكملت بخوفانت زعلت انى حامل ولا ايه
پألم وأسف وندم حاد همس من بين شهقاته العڼيفه
ادهم ايوه زعلانبكى بنحيب واكملوندمان اشد الندم
كمان
مريم پبكاء وفهم لمقصد حديثه همستخلاص با ادهم اللى فات فاتاحنا ولاد انهاردهربنا يرجعك لينا بألف سلامه دا عندى بالدنيا يا حبيبى
ادهم پألم حارقاااااااه يا مريم يا اصيله ياست البنات
ااااه لو تعرفى انا بحبك اد ايهوندمان اد ايه
بكى بنحيب اكبرواد ايه نفسى اترمى تحت رجلك دلوقتى واقولك سامحينى انا غلطت فى حقك
امسك قميصها يتحسسه بمكان بطنها واغمض عينه يتخيلها امامه واكمللو تعرفى اد ايه نفسى احس بنبض قلب طفلنا الجاى واحس بحركته واوديكى بنفسى للدكتور ومسبكيش ولا لحظه
ضم قميصها لصدره واكملكان عندك حق يا ام تيام لما قولتيلى ان هيجى عليا يوم واندمانا ندمان يا مريموالله ندمان على كل لحظه زعلتك فيهاعلى كل لحظه بعدت عنك فيها
تستمع له بقلب يعتصر الما وفرحا ايضافقد انتظرت كثيرا لسماع هذه الكلمات منه
لكن كانت تتمنى تسمعها وهو هنا بجوارها
صمت هو قليلا واكمل بتشفى
غربتى دى عقاپ ليا علشان اعرف قيمتك يا ام تيام
نيران
تشتعل بقلبها
تدور حول نفسهاستجن من الوحده
لم يسأل عنها احد
الجميع يبتعد عنها تجنبا لسانها السليط
لكنها ابدا لن ترضى بهذا الوضع طويلا
لمعت عيونها بخبث وهبت واقفه وحدثت نفسها كعادتها
شاديه اما البس واروح اطمن على مرات ابنى
ضحكت بستهزاء واكملتالمحروس ابوها بيفهم فى الأصول اوى وديما يقول اللى يجى بيتى يبقى معاه الحقرفعت حاجبها واكملت بوعيدوانا هعرف ازاى اجيب عليهم كل الحق وارجع ولادى تحت طوعى تانى
امسكت هاتفها وطلبت احدى الارقام اكثر من مره ولكن دون ردفهمست بغيظاه يا ادهم الكلب يادلدلو اما وريتك انت والحيزبونه الشعنونه اللى متتسمىعادت الأتصال مرات ومرات حتى اتاها الرد اخيرا
ادهم بجمودايوه
شاديه بسخريهايوهايوه الله عليك يا اخويا
ادهم بنفاذ صبرخيييييييير
شاديه كل خيرانا بكلمك اعرفك انى راحه اتحق لمراتك
متابعة القراءة