قطر وعدى

موقع أيام نيوز

عين أطلب منها تاخده وهي عارفه إن سبب من أسباب جوازي هو إني اجيب أم لإبني .
تنهدت بهدوء وهي تقول 
حقك تطلب واحده متفرغة لإبنك بس أنا كمان حقي أبدي رغبتي في تمسكي بشغلي .
ومع إصرارها على موقفها وإصراره المماثل وعدم استطاعتهما التوصل لحل وسط كان ينتهي اللقاء بكلمات مجاملة مقتضبة ..
ها يا حبيبتي ايه الي حصل 
أردفت بها آمال بلهفة ما إن ذهب الأخير لتجيبها زينب بهدوء بالغ 
محصلش نصيب يا ماما .
أنهت حديثها تاركه والدتها التي أحبطت ملامحها وقد خاب أملها بإكتمال الزيجة هذة المرة أيضا دلفت لغرفتها وألقت ذاتها على الفراش بإرهاق وعقلها يدور بتفكير لم لا يتوافق طموحها مع مستقبلها لم لا يمكنها التوفيق بين الزواج والإستمرار في عملها الذي أخذ الكثير من الجهد للوصول له .
كتمت شهقاتها حين شعرت بفتح باب الشقة ومسحت دموعها سريعا لا تريده أن يرى تأثير حديث والدته عليها حديثها الذي أصاب قلبها ببراعة مفشيا فيه الكثير من الألم وقفت تنظر له بهدوء حين أصبح أمامها ولم يخفي عنه إحمرار أنفها وعيناها لكنه تجاهلها متجها لغرفتهما لتتبعه بعد ثوان باستغراب دلفت لتجده واقفا أمام خزانته يخرج ثيابه يضعها في الحقيبة الكبيرة الموضوع فوق الفراش اقتربت منه باستغراب قلق وهي تسأله 
ياسر بتعمل ايه 
لم يلتفت لها وتابع ما يفعله فاقتربت منه تقف أمامه تعوق طريقه للخزانة وهي تسأله ثانية 
ياسر رد علي بتلم هدومك ليه 
رد بنبرة جامدة 
هنمشي من هنا .. هنروح شقتنا .
اتسعت عيناها پصدمة فقد حدث ما خشته وسيبتعد عن أهله بسببها فتحت فمها تنوي الحديث لتجده يزيحها من أمامه وهو يردد بحدة 
مش عاوز أسمع كلمة منك .
هتفت بتردد 
اسمعني بس ا...
قاطعها بحدة وهو يلقي قميصه في الحقيبة 
أنا قولت مش عاوز أسمع صوتك يا زهرة كفاية إنك أنت السبب في الي احنا فيه .. أنت الي أصريتي نيجي نعيش هنا ونسيب شقتنا قولتيلي بلاش تبعد عنهم في أول جوازك عشان والدتك متفكرش إن ده رغبتي وإني السبب في بعدك عنهم وعشانك أنت وافقت وجيت هنا ومن يوم جوازنا واحنا مرتحناش مشاكل وخلافات وقرف مرتحتش يوم من ساعة ما تجوزنا ... بس خلاص مش ناوي أضيع باقي حياتنا في القرف ده كفاية السنة الي عدت .
أنهى حديثه مستكملا ما يفعله فحاولت إقناعة بالعزوف عن قراره 
ياحبيبي مامتك أكيد هييجي يوم وتعرف إن الي بتعمله ده غلط وملوش داعي وهتبقى كويسة معانا .
حدجها بنظرة ساخرة دون رد فهو أكثر من يعرف والدته ويعرف جيدا أنها لن تتراجع عن رأيها في زوجته ..
هتفت باقتراح ما إن رأته لا يهتم لحديثها 
ايه رأيك أروح اقعد عند ماما كام يوم لحد ما مامتك تهدى و..
اطلعي بره .
هتف بها بعصبية واضحة وهو يضرب الخزانة بيده فانتفضت على صراخه بها تنظر له بعدم استيعاب لثوان ثم قالت بتردد 
ياسر أنا مش همشي من هنا مادام مش هروح لماما مش هروح في حتة .
الټفت لها بأعين كادت تخرج من مقلتيه وصړخ بها بنبرة أعنف 
اطلعي برة يا زهرة عشان مزعلكيش .
طالعته بأعين تجمعت الدموع بها لصراخه عليها وانسحبت بهدوء للخارج جالسة فوق الأريكة بترقب ترى أسيذهب بمفرده أم سيرضخ لرغبتها ويبقى .. وإن ذهب هل ستتركه يذهب وتبقى هي بالطبع لا ما هذا الجنون لن تتركه يذهب بمفرده وتبتعد عنه ولېحترق الجميع ..
انتبهت لخروجه بعد دقائق يسحب حقيبة الملابس الكبيرة خلفه لتقف بتوتر تطالعه بترقب أوقف الحقيبة ووقف بملامح مبهمة ثم هتف 
لآخر مرة هسألك يا زهرة هتيجي معايا ولا امشي أنا 
طالعته بتيه وهي تسأله 
أنت ممكن تمشي من غيري 
امتعضت ملامحه وهو يجيبها 
مش هغصبك تيجي معايا لو مش حابه بس أنا تعبت من المشاكل ومش مستعد اتحمل أكتر أنت حابه تفضلي براحتك ..
اتسعت عيناها پصدمة لحديثه لم تتوقع أنه مستعد للإبتعاد دونها يخيرها إن كانت ستذهب معه أم لا وكأن ذهابها من عدمه لن يفرق معه فقد اتخذ قراره وانتهى الأمر !!..
الفصل الثالث قطر وعدى ..
مش هغصبك تيجي معايا لو مش حابه بس أنا تعبت من المشاكل ومش مستعد اتحمل أكتر أنت حابه تفضلي براحتك ..
اتسعت عيناها پصدمة لحديثه لم تتوقع أنه مستعد للإبتعاد دونها يخيرها إن كانت ستذهب معه أم لا وكأن ذهابها من عدمه لن يفرق معه فقد اتخذ قراره وانتهى الأمر !!..
اذدردت ريقها ببطئ وهي تطالعه بصمت لثوان ثم قالت 
هاجي معاك .. هجهز شنطتي .
أشار لها بيده لتتوقف فقطبت حاجبيها بتعجب وهي تراه يدلف لغرفتهما مرة أخرى .. هل تبرع بتحضير حقيبتها ولكن ازداد تعجبها وهي تراه يخرج سريعا بحقيبتها هتفت متسائله باستغراب 
أنت كنت مجهزها 
أومئ بانشغال وهو يغلق أنوار الشقة 
أنت فاكرة إنك لو كنت رفضتي كنت هسيبك ! كده كده كنت هتيجي معايا .
اومال سألتني ليه !
هتفت بها بدهشة وهي تلتقط هاتفها من فوق الطاوله ليجيبها وهو يشير لها بالخروج بعد أن أخرج الحقائب 
قولت أشوف عندك آخره ايه .
خرجت بملامح مندهشة من تفكيره ووقفت على مقدمة الدرج تنتظره حتى أغلق باب الشقة وهو يقول 
هنجيب باقي الحاجة بعدين .
حمل الحقيبتان وترجل الدرج تتبعه هي بعدم رضى داخلي لكن استسلمت لإصراره على الرحيل .. بهتت ملامحها وهي ترى والدة زوجها تخرج من شقتها تقف أمام ولدها بملامح مصډومة وهي تسأله پذعر 
اي الشنط دي يا ياسر 
أجابها بهدوء تام 
شنطنا ... مش قولتلك هطلع امشيها .. لتكوني فكرتي إني همشيها واقعد !
تلجلجت في حديثها وهي تقول 
يابني أنا مقولتلكش تمشيها .. أنت الي قولت..يعني الي بينا عادي وبيحصل في كل بيت متكبرش الموضوع.
نفى برأسه وهو يهتف بجدية 
لا ياماما .. الي بيحصل ده مش عادي وأنت عمرك ما هتتقبليها أنا عارفك كويس وتعبت من المشاكل ووقوعي بينكوا في كل مشكلة مش عارف اراضي مين وأجي على مين اريح لنا كلنا البعد وكده كده هجيلك وهكون معاك وقت ما تحتاجيني بس إني أعيش بمراتي بره ده أفضل لينا كلنا .
تمسكت بذراعه وهي تهتف بنفي وقد بدأت في البكاء 
لأ لأ يا ياسر مش هتمشي..هتسيب أمك عشان مراتك هتبعد عني عشانها وهتسمحلها تاخدك مني !..
هز رأسه بيأس وهو يقول 
شوفت بقى إن طول الوقت هتكوني حطاها في دماغك ومعتبراها ند ليك هتاخد منك ابنك وهتقسيني عليك .. عرفت إن وجودكوا مع بعض في بيت واحد مينفعش.. ماما لو سمحت سبيني ابعد على فكره أنا من الأول كنت هقعد في شقتي لولا إن هي الي أصرت نيجي نقعد مع حضرتك عشان متزعليش وتفكري إنها السبب في بعدي عنك ومع ذلك شايفاها وحشة .. وعمرك ما هتشوفيها غير بالصورة الي أنت رسماها ليها مهما عملت .
أنهى حديثه راميا نظرة للتي خلفه يحثها على إتباعه ومن ثم التف يأخذ خطواته للخارج وتبعته هي بعد إن رمت والدة زوجها بنظرة أخيرة فوجدت الأخيرة تنظر لها بكره يقطر من نظراتها وهذا ما جعلها توقن من صواب قرار زوجها فيبدو أن محاولاتها معها لم تكن ستجدي نفعا ذات يوم ..
ممكن ادخل 
هتف بها مسعد وهو يقف على باب غرفة ابنته الشاردة أمام النافذه فالټفت على صوت أبيها لتهتف بإبتسامة واسعة 
اتفضل يابابا .
دلف للداخل وجلس فوق الفراش لتتبعه سريعا تجلس جواره فبدأ حديثه يقول 
جيت من الشغل لقيت أمك بتقولي إن العريس معجبكيش .. قولتلها أحسن برضو أنا مكنتش موافق أصلا بس حابب أعرف السبب منك .
تنهدت تسرد عليه مقابلتها لذلك الرجل وما إن انتهت حتى أكملت 
حسيت أنه مش فارق معاه أنا عاوزه ايه المهم إنه يضمن مستقبل ابنه وبس وأنا معنديش استعداد أضيع كل الي عدى من عمري وأسيب شغلي في الآخر .
ولما عمرك يعدي وتلاقي نفسك بقيت لوحدك ساعتها هيبقى ايه الوضع 
كان هذا صوت آمال الذي صدح في الغرفة بعد أن دلفت لتستمع لحديث ابنتها ... وقفت أمامها وهي تكمل حديثها بحزن أم على حال ابنتها 
أنا مبقولكيش تسيبي شغلك وتوافقي تبقي مربيه لإبنه ولا بقولك أنت غلطي لما رفضتيه .. بس وبعدين يا زينب هتفضلي كده لإمتى يابنتي أنا وأبوك مش عايشين ليك العمر كله والعمر بيعدي وممكن فجأه تلاقي نفسك لوحدك ساعتها الوضع هيبقى ايه !هتندمي إنك اتمسكت بشغلك ونسيت حياتك ولا هتفضلي على موقفك .
التمعت عيناها بالدموع وهي تردد 
ليه مينفعش أتمسك بشغلي واتجوز ! ليه مش زي باقي البنات الي بتتجوز وهي بتشتغل عادي ! .
أجابها مسعد بتوضيح 
عشان أنت مش موظفة عادية أنت مديرة وكل الي بيتقدمولك أقل منك وبيقلقوا إنك بعدين تتنطتي عليهم بوظيفتك معظم الرجاله يابنتي ميحبوش إن مراتهم تبقى في وظيفه أعلى منهم .. وللأسف كل الي اتقدمولك من المعظم دول ..
نظرت لوالدها بحيرة وهي تردد بوهن 
وأنا المطلوب مني ايه اعمله أتنازل عن وظيفتي عشان اتجوز !
نفى برأسه وهو يربط بكفه على ذراعها 
زي ما أمك قالت احنا مش عايشين العمركله وهييجي يوم وتلاقي نفسك لوحدك ..
التف ل آمال يكمل حديثه بجدية 
وساعتها يا أم زينب جوزها نفسه مش هيسندها ولا مضمون ولو في يوم جه عليها وحبت تبعد هتلاقي نفسها مش عارفه تسند حالها ولا لاقية اللقمة تاكلها ويمكن ده يخليها تطاطي لجوزها وتكمل معاه .. الي هيسندها بجد شغلها ومكانتها والبيت ده هم الي هيحموها من غدر البشر .. أنت ضامنه جوزها ده يبقى ايه ولا خصاله ايه !
أعاد وجهه ل زينب مكملا 
اثبتي على موقفك يابنتي وأعرفي إن الجواز نصيب زيه زي كل حاجه في حياتنا ولو نصيبك متتجوزيش يبقى ساعتها تقدري تسندي نفسك وترضي بنصيبك .
ابتسمت لأبيها بإمتنان وهي تومئ له موافقة على حديثه ليبادلها الإبتسامة قبل أن ينسحب للخارج هو ووالدتها وما إن خرج حتى هتف بحدة 
آمال الي قولتيه جوه مسمعوش تاني .
حاولت التبرير وهي تقول 
أنا بس ..
قاطعها بنبرة حادة 
سمعتي أنا قولت ايه ...
أومأت برأسها موافقة وهي تتجه للمطبخ لتكمل إعداد الطعام ..
فتح باب الشقة وتبعها الأنوار لتظهر شقة أقل ما يقال عنها رائعة ألوان الحوائط هادئة ومريحة للنفس والإضاءة تعطي جمال خاص والأثاث الذي كسي بأقمشة بيضاء لحفظه من الأتربة اتجهت زهرة لأحد الآرائك لتزيل القطعة القماشية من فوقها
تم نسخ الرابط