لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي
المحتويات
بالشكل ده.
رددت عليه بحماس متقلقش ياحبيبي أنا بردو مش بصاحب أى حد والبنتين دول واحدة أبوها لواء والتانية بنت عمها.
نظر إليها عمران ثم قال متسائلا ممكن حضرتك تقوليلى أسمائهم ايه عشان أسأل عليهم وأعرف ولاد مين و اطمن عليكي وأبقى عارف مين البنات اللى مصاحبهم .
روفيدة لارين وسهر.
عمران على أساس أنا كدا عرفتهم ماتقولى يابنتي اسمهم كامل .
أبتسم بخفة قائلا زين ما أخترتى من الصحبة أنا عارف اللواء عامر كويس وهو بيكون مديري فى الشغل.
رفيدة بسعادة بجد ياابية يعنى كدا هقدر أروح الفرح صح.
عمران صح ودا لأن ياأستاذة روفيدة أنا كمان معزوم.
مدت يديها بحماس قائلة طب شخشخ أيدك بقا على مبلغ محترم علشان أجيب فستان حلو وشيك يلايق بروفيدة المنشاوي.
نظرت إليه روفيدة بحزن مصطنع ومتقن
امال أطلب من مين أنا وبابا مېت وماليش حد غيرك أطلب منه ولو ياأبيه أنا و مصاريفي تقال عليك مش هطلب منك تانى وهنزل أشتغل.
حزينة بقا أنتى تقيلة عليا ياريت حمل الدنيا بتقلك ياروفيدة وبعدين أنتى بنتي اللى مربيها مش أختى و متنسيش أنك أول مااتولدى وأنا اللى شيلتك بين أيديا وسميتك ومن وقتها بقيتي مسؤلة مني وأى حاجة نفسك فيها ياحبيبتي أجبهالك بدون تردد أنا معنديش أغلى منكم أنتى وهدى وماما وأبنى سفيان...وأنا هنا مكان بابا الله يرحمه ومن بكرا يكون عندك أحلى فستان ولو محتاجة أى حاجة تانية أنا تحت أمرك بس متقوليش الكلام ده تانى بلاش تزعليني منك.
رفعت رأسها ورمقته بتسأل وأنت مش هتنام.
عمران هقوم أنام أنا كمان عشان عندى شغل بكرا.
روفيدة طب يلا خلينا نطلع سوا.
عمران يلا يافوفه هانم.
فى مكان أخر
نشعر أحيانا برغبة في الكلام لكننا نخاف نخاف من ردة الفعل نخاف أن نسمع كلمات باردة تضاعف أوجاعنا نخاف أن يخبروننا بتهون نخاف من بحة أصواتنا ورجفة أيدينا ونخاف من وصول الدمعة عند أطراف أعيننا نخاف أن يساء فهمنا أو أن نفهم بطريقة بشعة أو يعجزون عن فهمنا حتى.. نود أن نتكلم لكن الخۏف يسيطر علينا وبشدة لذلك نصمت ونصمت طويلا..
غزير يصل إلى منتصف ظهرها توجه بصرها إلى زوجها النائم بكل عمق فزفرت بيأس قائلة وهى تدنى منه
أنت لحقت تنام أنا قولتلك هبص على عيالك وهجيلك على طول ومكملتش عشر دقايق....تنهدت بضيق فأكملت حديثها بحزن
هو ده اليوم اللى كنت هتقضيه معايا...أنت طول اليوم قاعد برا مع أصحابك ودلوقتى أتزفت نمت ولا كأن فى بنادمه عايشة معاك هو ده حق ربنا اللى بتدهولي ولا هو الفسح والهزار والضحك والفرفشه برا مع الكل وعندى انا تصدرلي وش الخشب وتكشر فى وشي وتقولي أصل أنا تعبان..اقتربت منه أكثر وهزته فى كتفه بقوة ليفزع من نومه وهو يبربش بعيناه الناعسة ليقول
فى ايه ياهدى حصل حاجة للأولاد.
أردفت بحنق قائلة لا محصلش ليهم حاجة وهما أصلا نايمين.
تنهد بإرتياح ثم قال بأرهاق أمال بتصحيني ليه ياهانم عايزة من أمى إيه.
تحدثت هدى قائلة هكون عايزة ايه يعنى عيزاك تقوم تقعد معايا يارامى زى ما وعدتني أمبارح وبعدين أنا بقالي كتير مابشوفكش ولا بتقعد معايا.
مسح وجهه بيديه الغليظة وهو يقول
وأنا عايز أنام والصراحة مش فايقلك ولا فايق لنكد النسوان بتاعك نهائيا.
نظرت إليه پصدمة لتقول دلوقتى مش فايقلي وبقيت كمان نكدية أمال ياخويا فايق لأصحابك الفاشلين اللى مقضينها سهر على القهاوي ومورهمش شغل ولا مشغلة.
تحدث بصوت مرتفع نسبيا وقال پحده
هدى لمي نفسك ومش عايز طولة لسان وبعدين أنا تعبان وعايز أتخمد علشان عندي زفت مأمورية بكرا.
جذبت الغطاء من عليه وأغلقت المكيف ثم قالت بضيق
لا يارامى مفيش نوم ومش هتعمل زى كل يوم تنام كدا وتسبني أخبط دماغي فى الحيطة أنا ليا حق عليك.
زفر بضيق ثم نهض من مكانه وأمسك المنضدة وقال بزهق
أنا قايم وسيبهالك هطلع أنام برا وياريت مشوفش خلقتك أنتى سامعة.
هتفت هدى بحزن قائلة لا يارامى مش سامعة وقف هنا وكلمني زى ما بكلمك أنت ليه بتعاملني كدا وكأني جارية عندك.
أمسك يديها وهز پعنف أنتى ايه ياشيخة الواحد زهق منك دى ما بقتش عيشة أنا غلطان من الأول أني أتجوزت واحدة زنانة زيك فعلا على رأي أمى عيشتك معايا كانت غلط.
ترقرقت الدموع فى عينيها پألم مرير لتقول بذهول
ايه أنت قولت ايه عيشتك معايا كانت غلط .
نظر رامى إلى هيئتها المنصدمة فلم يرق قلبه لحالها أو أنه يشفق عليها ليكمل حديثه پغضب
اه ياهدى غلط وستين غلط كمان أرتحتى.
أنهمرت الدموع المالحة على وجنتيها وقالت پألم يؤخز قلبها أنت بنأدم أناني وناكر للجميل ومابيطمرش فيك أى حاجة ده أنا كنت ساكتة وحاطة فى بوقي جزمة ومستحملة قرفك وخېانتك ليا ودلوقتى جاى تقولي عيشتك معايا كانت غلط من الأول بقا ده جزاتي فى الأخر.
تحدث رامى پصدمة أنا ياهدى أنا بخونك مين اللى قالك كدا وأنتى صدقتى كلامه
بينما هى صاحت بصوت عال قائلة
اه يارامى پتخوني هتنكر دى كمان نسيت أنك پتخوني مع الزفتة بنت خالتك هيدي اللى مقضيها معاها سفر وفسح وكل لما أسألك تقولي أصل عندى مأمورية ياهدى وأنا زى الهبلة كنت بصدقك لحد ما عرفت بخېانتك من الهانم وهى بتوريني صورك معاها فى الرحلات اللى بتروحها معاها....أنا استحملت كتير وكنت بقعد أصبر نفسي وأقول معلش يابت بكرا يتعدل دى مجرد نزوة وهتروح أستحملي يابت علشان خاطر ولادك وكل مرة أقول معلش ياهدى بيتك ياحبيبتي هيتخرب وولادك هما اللى هيدمروا وأكيد هو لما يلاقي كدا هيتعدل وهيعرف قيمتي وهيحس بمراته لكن أبدا مفيش حاجة من دى بتحصل...هو أنت
فاكرني ايه هبلة
ترك المنضدة من يده وقال ببرود أنتى خلاص أتجننتي ومخك بقى مفوت وأنا مابقتش قادر استحمل النكد ده.
نظرت إليه هدى بمراره من كلامه فكل مرة يتعمد أن ېجرحها بكلامه فقالت پبكاء وبصوت غير منضبط
اهو ده اللى أنت فالح فيه مفيش على لسانك أنتى خلاص اټجننتي مخك بقى فى الطراوة ولا مرة بتيجي تطيب بخاطري قولي أخر مرة قعدت معايا زى أى أتنين متجوزين كان أمتى طب بلاش
أخر مرة قولتي فيها كلمة حلوة أو حتى خرجتني كانت أمتى ها طب ياسيدي بلاش أنا عيالك أخر مرة قعدت معاهم وكلت و لعبت زى بقية الابهات
كان أمتى...ساكت ليه رد عليا دا أنت على طول ياأخى تقولي مشغول مش فاضي هو أنتى موركيش حاجة تتشغلي بيها بعيد عني.
ظل يحدق بها دون أن يتفوه بكلمة فهى تملك الحق بكل كلمة تخرج من فمها خفض رأسه بيأس شديد فسمعها تقول بخذلان وحزن
أنا خلاص بقيت كارهاك وكارهه نفسي كفاية بقا لحد كدا أنا تعبت وجبت أخري دى فعلا ما بقتش عيشة يارامى أنا دلوقتى بقيت أكرهك ومش طايقة أبص فى وشك من فضلك طلقني وروح عيش حياتك زى ما أنت عايز بس بعيد عني.
صدم من حديثها ليقول پحده
مش هطلقك ياهدى مستحيل أعملها.
تحدث بصوت عال وڠضب قائلة
أردف بضيق ماخلاص بقا ووطى صوتك علشان العيال ميسمعوش كلامك الأهبل ده.
رامى
وأنا قولت اللى عندي طلاق مش هطلق ماشى .
هدى ماشى يارامى وأنا مش قعدالك فيها أنا رايحة بيت اهلي وأخويا هو اللى هيجبلي حقي منك.
ذهبت من أمامه وأتجهت إلى غرفتها لتبدل ملابسها وبعد الإنتهاء أيقظت أبنتيها الصغيرتين فكانوا توأم بملامح مختلفة بعمر الخمس سنوات.
فى الصالون كان يجلس على الأريكة ويضع رأسه بين يديه بحزن فاق من شروده على همهمت أطفاله وهى تجرهم بيديها ليهب واقفا من مكانه سريعا وهو يقول بذهول أنتى واخدة العيال ورايحة فين.
أجابته هدى بعيون حمراء منتفخة دون أن تلتف إليه فقالت بحزن
عند أهلي لان مينفعش أقعد معاك أكتر من كدا.
رامى بتوتر أرجوكى ياهدى ماتمشيش عارف أني غلطان بس متبعديش ولادي عني .
نظرت إليه بنظرة تحمل الكثير من المعني فعلم على أثرها بأنه أحزنها بشدة بينما قالت هى بهدوء
لو سمحت أنا تعبانه ومحتاجة أرتاح ولازم أمشي كفاية لحد كدا.
أمسك يديها فبتعدت عنه ليقول بندم حاضر ياهدى هقوم أوصلك لحد أهلك بس شيلي فكرت الطلاق من دماغك فاهمة هسيبك تقعدي هناك يومين ترتاحى فيهم وتريحى أعصابك وبعدها هرجعك.
لم تجيبه بشئ فقام بأخذ مفاتيح البيت والسيارة من على الطاولة...اقترب من أطفاله وأمسك بكفهم معا وقال بأبتسامة هادئة يلا ياحبايب بابي خلينا نروح عند خالو عمران.
اليوم التالى..
لم يلاحظ أحد أنني اتألم ك عادتي لا احب ان يرى احد ما في داخلي احب الكتمان لا احب نظرات الشفقة بل لا احب النصائح المزيفة والصداقة المزيفة التي من خلالها يسلبون منك ما بداخلك ويهددونك به
كنت منعزل تماما لم أعي ما يحدث في هذا العالم كل ذلك حصل بعد مدة طويلة من العزلة مازلت هش ومازلت لا أعي العالم ومازلت أهرب من هذا العالم المقرف وما زلت فارغا جدا.
وضعت المدونة بجانبها وأخذت تحتسي مشروبها الساخن ثم وقع بصرها على هاتف زوجها الذى كان يرن أكثر من مرة فلم تبالى له ليرن مرة أخرى
جذبته من على الطاولة بزهق لتجده رقم مجهول نادت بعلو صوتها قائلة يارائف تليفونك عمال يرن من الصبح تعالى خده.
مرت لحظات ومازال الهاتف يرن فقالت فيروزة بملل
مش هنخلص أحنا النهاردة . فقامت بالرد على المتصل الذى تحدث قائلا ايه ياعم رائف بقالي ساعة برن عليك على العموم أنا نفذت المهمة اللى كلفتني بيها و ضړبت ڼار على ابن اللواء زى ما طلبت مني و دلوقتي تقدر تترحم عليه.
أردفت فيروزة پصدمة أنت بتقول ايه مين ده اللى
ضړبته پالنار.
المجهول مين معايا مش ده رقم رائف.
فيروزة پغضب أيوة هو ده رقم زفت رد على سؤالي و ..قاطع كلامها رائف من الخلف وهو يجذب منها الهاتف ووضع على أذنيه قائلا ببردو عملت ايه
متابعة القراءة