لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي
المحتويات
من غيرك مكنتش هعرف أتصرف .
أبتسم عمران أبتسامة باهته حزنية
متقولش كدا أحنا بردو أخوات وديما لازم نقف مع بعض وأنا عمري ما أتأخر عنكم فى حاجة..يلا عن أذنكم.
أحمد أذنك معاك يابني.
بينما أقتربت سارة من أدم وقالت بدموع حبيبي أنت كويس.
أدم بإبتسامة مرهقة الحمدلله ياسارة أنا بخير متقلقيش عليا.
لم تمر إلا ثوان معدودة
الجدة عامر مالك بتزعق كدا ليه.
جاء خالد من غرفته وقال بقلق نعم ياعامر فى حاجة.
اقترب منه كالاعصار وقال پغضب جحيمى
فيها أني جاي أخد روحك ياروح امك..أنهى حديثه وهو يصفعه پعنف على وجهه..فصړخت الجدة پخوف وقالت
لها ...ظل يسدد له بعض الضربات على جسده والأخر كان مستسلم إليه فقال وهو ېصرخ به پبكاء
اااه ياكلب يازبالة بټأذى أخوك فى عياله علشان شوية فلوس ملهمش لازمه قولي ليه بتأذيني فى بنتي بالشكل ده ليه دا أنا أخوك من لحمك ودمك للدرجاتي الفلوس عمت قلبك رد عليا ليه عملت كدا.
تحدثت الجدة بتعب
أنتو أكيد أتجننتوا لا يمكن تكونوا ولادى ...ثم نظرت إلى عامر وأكملت أنت بتمد أيدك على أخوك قدامنا هى دى تربيتي ليك.
نظر إليها عامر پقهر ثم قال بدموع
لا لا لا بتكدبوا عليا حرام عليكم مستحيل أنا.. أنا بنتي عايشة ياربي ازاى دى مېتة بقالها ٢٧ سنة أنتو بتهزروا صح ...أمسكت يديه وقالت بأنهيار
رد عليا ياعامر بنتي مېتة مش عايشة صح بالله عليك متوجعش قلبي...أجابها زوجها بصوت مبحوح
أردفت نازلى پصدمة وپألم يعتصر قلبها على فلذة قلبها
ثم وجهت حديثها لزوجها فقالت بحزن ودموع عايزة اشوف بنتي هى فين ليه مجبتهاش معاك.
نظر عامر لشقيقه پألم وخذلان فقال بحزن
هتصدقوني لو قولتلكم أنا كارما هى نفسها فيروزة.
نظر الجميع إليه پصدمة فاكمل حديثه
عارف أنكم هتتصدموا بس لازم تعرفوا اللعبة الۏسخه اللى أخويا ومراته الشريفة بيلعبوها عليا البيه بعد ماخطفها راح حطها فى الملجأ وبعدها بكام سنة لعب فى عقلي وخلاني اروح معاه واتبني طفل بعد ما خلفتنا أتأخرت أنا ونازلى ولما روحنا
نظر إليه خالد بندم ثم قال بحزن أنت عرفت كل ده ازاى وامتى مين اللى قالك الكلام ده كله.
جائه صوت قوى من الخلف قائلا أنا اللى قولتله.
نظر خالد نحو الصوت بصدم وقال أنت...
الفصل الخامس عشر
نظر إليه خالد بندم ثم قال بحزن أنت عرفت كل ده ازاى وامتى مين اللى قالك الكلام ده كله.
جائه صوت قوى من الخلف قائلا أنا اللى قولتله.
نظر خالد نحو الصوت پصدمة وقال أنت...!
الشخص مفاجأة مش كدا.
ثم تقدم منهما ببعض الخطوات المثقلة
ليقف أمام والده وقال بقوة عكس ما بداخله
مالك يابابا مستغرب وجودي ليه مكنتش متوقع أن أنا اللى هقول لعمي على كل حاجة.
خالد وليد أنت جيت من السفر أمتى ومين اللى عرفك بكل الكلام ده.
تحدث وليد وهو ينظر إليه بحزن
جيت من يومين وموضوع عرفت بكل اللى حصل منين فتقدر تسأل طارق اللى كنت بتحاول أنت وأمي تسكتوه وتخليه يتستر على عملتك لكن هو مستحملش وأتصل بيا فى اليوم اللى سمعكم فيه وقالي على كل حاجة وأنا قومت بواجبي مع عمي اللى مشوفتش منه أى حاجة وحشه تخليكم تعملوا فيه كدا.
هتفت والدته نادية پغضب قائلة
أنت شكلك أتجننت ياوليد أزاى تسمح لنفسك تتهمني بحاجات أنا أصلا معملتهاش أبوك هو اللى خطط لده كله ونفذه لوحده.
بقا أنا اللى عملت ده لوحدي مش دى كانت فكرتك من الأول وخلتيني أعمل العملة السودا علشان الفلوس.
هتف عامر بصوت عال ليقول پغضب
ذهب متجها إلى مكتبه بينما وليد نظر إلى والدته وقال بنبرة يكسوها الألم
ليه ياماما عملتي كدا بجد أنا مصډوم فيكم مكنتش أتوقع أنكم بالشكل ده.
تحدثت نادية بضيق قائلة
بقولك ايه حل من على دماغي وبعدين متعملش نفسك بريئ أنت ناسي عمايلك المقرفة فلو كنت ناسي ياحبيبي أفكرك ..ولا فيروزة اللى ضحكت عليها ولا معملتك ليها وسهرك مع البنات ف تسكت أحسن.
نظر إليها وليد ليقول بندم
أنا فعلا عملت حاجات وحشة بس عمري ما فكرت أني أقتل حد أو أفكر لمجرد تفكير أني أعملها زيك
بسببك أنتى خسړت البنت الوحيدة اللى حبيتها أنا خسړت فيروزة حب عمري بسبب كلامك وأفعالك وأنا اللى كنت ماشى وراكي زى الأهبل فاكر أنك عايزة مصلحتي لكن مكنتش أصلا فارق معاكي أنتى دمرتيني.
لحظات و أتى عامر من الداخل وهو يحمل بيديه بعض الأوراق واليد الأخرى يحمل بها حقيبة مليئة بالمال أقترب من أخيها وأخذ يرميها بوجهه قائلا بحزن
دى الفلوس اللى بعت أخوك علشان واللى حاولت ټقتل عياله..خدها كلها ولو لسه عايز بقية فلوسي خدها..
فرت دمعه متعلقة من جفنه ليكمل پقهر حديثه
بس قبل دا كله تقدر تمحي من ذاكرتي كل ليلة حزنت فيها تقدر بالفلوس دى ترجع بنتي لحياتها الطبيعية
الفلوس اللى كنت ھتموت عليها أحنا اللى بنعملها مش هى..وبعدين أنا مكلتش حقكم وورثكم محفوظ من زمان ومتقسم على كل واحد فينا..
أنهى حديثه وهو يعطيه ملف به ميراثه ثم أقترب من شقيقه الأصغر وأعطى الملف الأخر له فنظر أحمد إليه ثم قال مندهشا ايه دا ياعامر .
عامر دا حقكم فى كل حاجة وكمان أنا كتبت حسابكم من الشركة علشان ميجيش حد منكم يطالب بحقه بعد كدا مني او انه يتهمني بالسړقة .
أحمد بس أنا مش عايز حاجة ياعامر هو من أمتى مابنا الكلام ده.
عامر كل حاجة أتغيرت ومابقتش زى الأول ومن النهاردة كل واحد فيكم حر فى نفسه أنا خلاص أستكفيت من مشاكلكم لان اللى بيدفع التمن فى الأخر ولادي وأنا مش مستعد أخسر حد منهم علشان واحد ملهوش لازمة.
أخفض خالد رأسه ينظر إلى أسفل قدميه وقال بنبرة حزينة أنا آسف ياعامر على كل اللى عملته معاك بجد الفلوس كانت عامية قلبي لكن أنا ماليش غيركم ياخويا ومن غيرك أموت.
تحدث عامر
ببرود أسفك عمره ما هيرجع اللى فات ولا هيصلح اللى أتكسر أصلها مش كوباية كسرتها وجاى تقولى أسف لا دا الموضوع أكبر من كدا دى حياة
بنأدم .
تقدم بخطواته نحو زوجته نازلىالتى تبكى فى صمت تام ليربت على يديها پألم ليحتويها بذراعيها ثم همس بتعب قائلا
خلينا نطلع يانازلى لأن خلاص ما بقتش قادر أقف.
ثم استدار بجسده للخلف مشيرا لابنه فقال بأمر
أنيس أطلع أطمن على أختك ومتسبهاش ولو فاقت ناديلي فورا.
أجابها أنيس بأحترام قائلا حاضر يابابا متقلقش عليها أنا هكون جنبها لحد ما تفوق ومش هسيبها بس أطلع أرتاحلك شوية.
فى مكان أخر ركن عمران سيارته فى الجراج ثم أتجه إلى داخل القصر وولج لغرفة الجلوس ليجد أبنه يجلس بجانب شقيقته وأولادها الصغار قفز
سفيان من مكانه راكضا نحو أبيه الذى رفع جسده إليه ليضمه بكل حب فأتاه صوت الصغير قائلا بعبوس
بابي كنت فين أنا أمبارح بليل صحيت وملقتكش نايم جنبي.
كان عندي شغل ياحبيبي وبعدين مروحتش المدرسة ليه ياأستاذ سفيان.
تحدثت هدى قائلة بأبتسامة ابنك خد عدم وجودك حجة ومرضيش يروح المدرسة النهاردة.
نظر إليه عمران ليقول بعتاب ينفع كدا مش أحنا قولنا لازم نبقى شطار ونهتم بالمدرسة والمذاكرة.
سفيان مجتش من يوم يعنى يابابي وبعدين أنا حابب أقعد العب مع بنات عمتو.
ربتت على كتفه ثم قالت بحنان صباح النور ياحبيبي
شكلك تعبان من الشغل.
عمران جدا يا أمي أمبارح كان يوم صعب عليا بس الحمدلله عدى على خير .
الأم طب الحمدلله تحب أخليهم يحضرولك حاجة تفطر بيها.
تحدث عمران بإرهاق قائلا
صحيح أنا جعان بس محتاج للنوم أكتر لأن حاسس أن جسمي شوية كدا وهينهار ف هقوم أطلع أنام ساعتين أرتاح فيهم وبعد ما أصحى أبقى أشوف حكاية الأكل.
أردفت والدته بهدوء قائلة خلاص ياحبيبي زى ما أنت عاوز .
الټفت برأسه يمينا ويسارا ثم تسأل أومال فين روفيدة.
أجابته هدى قائلة راحت
الجامعة من بدرى.
تنهد الأخر بهدوء معجزة أنها معملتش زى الأستاذ ده ما أنا عارف عقلها صغير.
ضحكت هدى بخفة ثم قالت ماهى فعلا مكنتش عايزة تروح وتقعد تقضى اليوم مع العيال لولا ماما زعقت ليها.
أبتسم عمران ليقول بمرح مش بقولكم عقلها عقل طفلة.. على العموم أنا طالع أنام سلام.
بعد مرور ساعتين أستفاق على أثر طرقات الباب المزعجة فنزع الغطاء من عليه وقام من على الفراش بخمول ثم أتجه نحو الباب وفتحه للطارق ليجد شقيقته هدى تقول بضيق رامى مستنيك تحت ياريت تنزله وتشوفه عايز ايه وبعدها تمشيه.
ضيق جفن عيناه قليلا ثم قال بهدوء
وأنتى بقا عايزانى أطرد الراجل من بيتي لمجرد مشكلة حصلت ما بينكم.
تحدثت مجددا قائلة بعدم أستيعاب
اه وياريت تقوله مش عايزين نشوف وشك هنا تانى مفهوم.
نظر إليها
پحده ثم قال بحذر هدى خلى بالك من كلامك دا بيكون جوزك وأبو عيالك ومينفعش كلامك دا يتقال فاهمة ياهانم.
أردفت هدى بعيون دامعة قائلة
أنت بتيجي على أختك علشانه مع أن هو اللى غلطان فى حقي مش أنا.
لانت معالم وجهه ليقول بهدوء
أنا مش باجي عليكى ولو هو فعلا غلطان هجبلك حقك بس بردو مينفعش لما يكون فى بيتنا نعمله وحش أو نطرده فى الأول والأخر هو بيكون أبو بناتك صح يبقى مينفعش أوجه له أى أساءة فى حقه علشان خاطر البنات وبعدين الأمور متتحلش بطريقتك دى لازم تحكمى عقلك وتوازى بين الأمور
أومأت رأسها بنعم ليكمل حديثه قائلا
اسبقيني على تحت وأنا جاي وراكي ياهدهد وبلاش تعملي مشاكل ولسانك
يفضل جوا بوقك بلاش فضايح مش هكرر كلامي تاني .
هدى حاضر.
بعد مرور بضع دقائق هبط عمران إلى أسفل وتقدم بخطوات ثابتة نحو مكتبه ثم دخل وأغلق الباب خلفه أقترب من مقعده وجلس عليه مقابل زوج شقيقته أستند بيديه على المكتب وهو يقول بهدوء
طمنى عملت
متابعة القراءة