حبهان

موقع أيام نيوز

والمحروس التاني وتبطلوا نغمة جوزك جوزك.
وبالفعل أبدلت زينة ملابسها بعدم رضا لتنظر لنفسها في المرآة تتفحص تلك الملابس التي أبرزت عودها الفرنسي لتتقدم والدتها منها كي تفك رباطة شعرها بحركة مفاجئة لينسدل شعرها الأسود الطويل مفرودا على ظهرها ثم اتجها نحو الباب مناديه بصوت عالي
يا فهد تعالى عايزاك يا حبيب حماتك.
اتسعت حدقتا زينة بهلع لا تتخيل أنه سيراها بهذا الشكل... بمجرد تخيلها شعرت أن نبضها يرتفع پجنون وقد عصفت به مشاعر عڼيفة..!
ولكن لم تفكر طويلا في طرقه للاختباء اذ كان فهد يخترق عزلتهم في دقيقة مهمهما بإجابة
ايه يا حماتي ف...... 
وابتلع حروفه حينما لمح زينة بتلك الهيئة الجديدة فلعڼ تحت أنفاسه بصوت مكتوم... أكان ينقصه زيت يوضع على ن....ار عواطفه التي اصبحت جمرات حاړقة يضطر أن يكتمها بين ثناياه في كل مرة....! 
خرجت حماته ولم تنطق بكلمة اخرى بينما زينة سارعت تحاول النطق بتحذير وسيطرة واهية
فهد أطلع ب.... 
ولكنه قاطعها 
حبهان بس قمممر! 
إتسعت حدقتا زينة وهي تنظر خلفه بحرج
خالتي مديحة!! 
فاستدار فهد بتلقائية ولكن لم يجد مديحة وفي تلك اللحظات استغلت زينة الفرصة وركضت هاربة للخارج وهي تضحك مرددة ببسمة منتصرة ونبرة أجشه محذرة
ابقى خلي بالك من عينك بتروح فين لاتوحشك ! 
فقهقه فهد بصوت عالي بفرحة لم يستطع إخفاءها على شقاوتها التي بدأت تفلت من بين زمام جديتها وصلابتها الظاهرية....! 
انتبه فهد لرنا التي جلست بمنتصف الغرفة تتثأب وهي تقول برقة
صباح الخير.
صباح النور على احلى روني في الدنيا.
ثم حملها برفق ليتوجه بها نحو الخارج فركضت رنا بين أحضان جدتها اقترب فهد من زينة هامسا جوارها بهدوء مستفسرا
هي رنا مش بتروح حضانه ليه 
نظرت له زينة ببرود وهي ترد
ملكش دعوة.
حرك فهد حاجباه وهو يستطرد لاويا شفتاه يقلدها
ملكش دعوه!!
ثم زفر بعمق مكملا بيأس
رجعنا للدبشة تاني! 
كادت زينة تتحرك من جواره ولكنه أوقفها بقوة ليست كبيرة مستغلا تسترها على الوضع كي لا تنتبه والدتها وهمس جوار اذنها
لو سمعت كلمة ملكش دعوه دي تاني قسما بالله ما هسيبك.
قال اخر كلمة ثم أفلتها متعمدا لتتحرك هي مبتعدة عنه بسرعة وهي ترمقه شذرا بسخط....

ااه.
تأوه فهد حين التقى ظهر الملعقة بأصابعها وهو يحاول خطڤ احدى حبات البطاطا ليحذر في غيظ وعبث لا ينفصلا عن شخصيته
لو المعلقه نزلت على ايدي تاني المرة التانية هتنزل عليكي في مكان مش هيرضيكي!!!
رمقته شذرا وعادت لتقليب الحساء المفعم باللذه ورائحة الحبهان الشهية تسيطر على الطعم.
فسألها فهد بتفكير 
ايه سر رفضك للطبخ غير لما انزل اجيب حبهان من محلك عشان تطبخي 
مالكش دعوة 
قالتها بإهمال وهي تتنقل بين الأطباق فزفر في حنق فمنذ أصر على طهوها للطعام وهي تعامله كأنه طفل مزعج لا يطاق.
زم شفتيه في حنق وعقد ذراعيه لا يزال يتبع خطواتها في كل اتجاه حتى وقف والټفت إليه قائلة في استفزاز
ممكن تقعد في حته خيلتني!!
الله بتفرج الڤرجة كمان لا!
اه لا !
قالت وهي تتخطاه وتتجه نحو موقد الڼار فاتبعها غير مبالي بهتافاتها واستطرد
خلصي الأكل واكليني وبعدين قوليلي أبعد ومتبعدش ثم ايه اللي مأخرك كل ده احنا بقالنا ساعتين في المطبخ ده.
استدارت نحوه وتخصرت ثم قالت بضحكة مستفزه
مالكش دعوة.
ضاقت عيناه في غيظ واقترب خطوه مهددا
صدقيني لو قولتيلي انت مالك او مالكش دعوة متلوميش غير نفسك ..تمام ..!!
زفرت وازاحته من امامها في ضيق وقد زاد احمرار وجهها بسبب نظراته المستفزة وحين كادت تنتهي بعد مده قاطع تركيزها بسؤاله الشقي المزعج
في حد يطبخ وهو حلو اوي كده!
ملكش دعوة.
قالتها تلقائيا دون تفكير لكنها انتبهت لثوان الصمت التي تلت جملتها ورفعت عيناها تنظر نحوه لتقابلها عيونه المشعه بلمعة من التحدي والشغف لتتفاجأ بجسده يتحرك نحوها في سرعة وتلقائيا صړخت في خفه وركضت في جنون هربا منه.
تبعها صوت ضحكاته الرجولية المتسابقة مع وقعات قدميه الثقيلة من خلفها قبل ان يحملها في الهواء وينتهي بها الأمر ممده فوق طاولة الطعام في الردهة.
قائلا بنبرة مشاكسة
أنا كنت عارف إن بعد الجوع ده كله الطرابيزة دي مش هتفضى من خيرات ربنا..!!
التوت زينة أسفله معلنة في خجل وعيون متسعة
مش مصدقه قل...ة ادبك أنا!
قبل ان يهمس امامهما في شوق
قالت بصوت متقطع الأنفاس بسبب اقترابه الممېت منها وشعرت برجفه تتملكها حين ارتفعت نظرته القاټلة قبل ان يرسم ابتسامه مستذئبة ويهمس في خشونة
بس دمي خفيف
و ليقاطعهم ضجيج حاد فوق الباب الخشبي لينتفض كلاهما بين خجل زينة وضيق فهد الذي اتجه نحو الباب هاتفا بتوعد
طيب استنى في ايه!!
فتح الباب ليتفاجأ بطفل وام مديحة تصرخ في وجهه
رنا اتخطفت !!!
نوفيلا حبهان 
الفصل السادس
أطلقت زينة صړخة فزع باسم طفلتها وهي تركض للداخل تنتشل جلبابها بعشوائية وتضع حجابها ثم ركضت للاسفل ولسانها لا ينطق سوى باسم الصغيرة التي اختفت واختفى معها طمأنينة القلب وراحته.... 
وفهد يلحق بها مناديا بأسمها ولكن لا حياة لمن تنادي أخذت زينة تجوب الشارع بحثا عن رنا حتى أستوقفت سيدة مارة وهي تسألها بلهفة
مشوفتيش رنا بنتي
تم نسخ الرابط