حبهان

موقع أيام نيوز

يا ست حسنات 
فهزت الاخرى رأسها بأسف وهي تسألها
ليه هي مالها 
ولكن زينة لم تقف امامها كثيرا اذ ركضت تسأل باقي الاناس وهي تهز رأسها باكية وتردد بهيستيرية
مش لاقياها... مش لاقياها 
أمسك فهد ذراعاها بحزم وعيناه تقابل عيناها التي تلبدت بها الدموع ليهمس لها في حنو بصوت هادئ صلب
زينة امسكي نفسك هنلاقيها صدقيني هنلاقيها متنهاريش بسرعة كده انا متأكد انها بتلعب هنا ولا هنا بس سرحت 
دفعته زينة بعيدا عنها ولم تعي النصل الذي صاحب كلماتها وهي تزمجر فيه پجنون
اوعى متقوليش اهدي انت مش حاسس بيا ولا هتحس انت اناني وبارد ومابتحسش بحد اصلا 
اجتمع حولهم بعض السيدات والرجال وتعالت الهمهمات التي تحاول تهدئة زينة بينما فهد لم تهتز ملامحه ولو للحظة.... ابتلع الحصى الذي رمته في جوفه وصمت يمسك زمام أعصابه بصعوبة... 
ثم تحرك باحثا عن رنا بقلب يتآكله القلق.. ربما لم تكن رنا أبنته ولكنها استحوذت على ذلك القلب لتجعله مكرس لها.. تماما كما فعلت والدتها...! 
بينما زينة كانت جالسة أرضا في منتصف الشارع بين أحضان والدتها التي اخذت تربت على كتفها تحاول مواساتها ولا تجد ما تواسيها به بينما زينة تهذي باستمرار
بنتي يا ماما بنتي ضاعت مني يا ماما 
فهزت والدتها رأسها نافية بسرعة تحاول جعل تماسكها سدا امام دموعها التي اصبحت كالشلالات تمنعها من التدفق بصعوبة
لا لا ربنا ما يوجع قلبنا عليها باذن الله هنلاقيها يا حبيبتي 
أدارت زينة رأسها يمينا ويسارا علها تطفئ لهب شوق عيناها بالنظر لطفلتها ولكن لم تجد فصړخت باڼهيار وهي تهز رأسها
مش موجودة طب راحت فين ياربي راحت فين 
ثم تجمدت عيناها فجأة وكأنها ادركت حقيقة كانت تتوارى منها لتهمس بصوت مبحوح
هو ايوه هو اكيد اللي اخدها منها عايز يوجع قلبي زي ما قالي 
هبت منتصبة بسرعة تنوي الذهاب له ولكن فهد ظهر امامها يسألها بصوت أجش
انتي رايحه فين 
فأجابته بلهفة وهي تستدير لتغادر
رايحه لمدحت اخد بنتي مش هسيب بنتي معاه 
هز فهد رأسه نافيا يقترب منها محدقا فيها بثبات وكأنه يحاول زرع كلماته في عقلها الذي اصبح كالصحراء القاحلة
زينة لازم تثقي فيا شوية أنا اللي هاروح ولو رنا معاه فعلا صدقيني مش هرجع من غيرها والله 
هزت زينة رأسها نافية بإصرار
لأ رجلي على رجلك 
هز فهد رأسه باستسلام وبالفعل أخذها وتوجها لمنزل مدحت بدأوا يطرقوا الباب ولكن ما من مجيب.. فأخرجت زينة هاتفها الموضوع في جلبابها لتتصل بمدحت ولكن ايضا نفس النتيجة ما من مجيب... 
فنظرت لفهد بعيون تقطر ۏجعا وهي تهمس بوهن
مابيردش برضو يا فهد شوفت انه هو اللي اخدها
سألها فهد بسرعة مستفسرا
طب ليه قرايب ساكنين هنا 
اومأت زينة مؤكدة ليسحبها فهد من يدها برفق وهو يخبرها بجدية
طب تعالي وريني ساكنين فين لازم ندور عليه في كل حتة ممكن يكون فيها 
وبالفعل بدأت مرحلة البحث عن مدحت في كل الاماكن الممكنة ولكن اسفا كانت النتيجة واحدة وكأن الأرض إنشقت وابتلعته كما يقولون...!!
عاد كلا من زينة وفهد للحارة من جديد ومع كل دقيقة تمر ينبش الشوق بأظافره الضارية في قلب زينة الملتاع بفراق ابنتها للمرة الاولى فنظر فهد لرجال الحارة الذين كانوا يبحثون وكأنه يسألهم 
هل من جديد  
ولكن نظراتهم المتأسفة كانت اجابة صامتة بالنفي استدار فهد يخبط جبهته پجنون ليلمح طفل كان يلعب مع رنا دوما معظم الايام فركض نحوه بلهفة يسأله
تعالى يا حبيبي ثواني انت كنت بتلعب مع رنا صح 
اومأ الصغير مؤكدا فتابع فهد تساؤله
طب اخر مرة شوفتها فين 
اجاب الطفل بنبرة خفيضة بريئة
اخر مرة شوفتها لما كان عمو ياسر بيقولها حاجة وبيديها شيكولاته وراحت معاه 
إحتدت عينا فهد والأمل يتوهج فيهما واخيرا امسك بطرف الخيط.... 
استدار مسرعا يعود لرجال الحارة يسألهم بنبرة سريعة صلبة
حد معاه رقم ياسر وساكن فين بالظبط 
وبينما يجيبه الرجال وزينة ووالدتهم تقفان بتلهف ولوعة مزقت قلبهما لمح فهد بطرف عيناه ياسر الأرمل الحقېر يسير بهدوء في الشارع ليركض فهد نحوه دون لحظة تفكير اخرى يمسكه من تلابيبه وهو يهدر فيه پعنف
فين رنا يا راجل أنت 
إنتفض الاخر فزعا يصطنع الجهل
رنا إيه وانا ايش عرفني انا لسه راجع من بره دلوقتي!! 
لكمه فهد في وجهه پعنف ليسقط الاخر ارضا متأوها پألم فالتف اهل الحارة حولهما ينظران لياسر پحقد شامتين وبعضهم يضربه مساندا لفهد جذبه فهد من ملابسه بقوة صارخا فيه
هتقول وديت البت فين وإلا قسما بربي هفضل اضرب فيك لحد ما يظهرلك صاحب 
أنهى كلماته ليتبعها بالفعل الذي يؤكد جدية نيته فبدأ يضربه پعنف ورجال الحارة يمسكونه ولكنه كان يتأوه مټألما وهو يستطرد بنبرة متوجعة
يا ناس صدقوني معرفش راحت فين ولا شوفتها انهارده حتى
جذبه فهد پعنف نحو دكان زينة وهو يردد بلهجة اجرامية
سيبوهولي بقا انا هربيه في الدكان الاول وبعدين هطلع بيه على القسم واعمله محضر خليهم يكملوا عليه 
حينها سارع ياسر ينطق بسرعة بحروف متوترة متفرقة
خلاص استنى هقول انا ماخطفتهاش انا وديتها لابوها 
وديتها لابوها فين انطق! 
وعندما صمت الاخر بملامح
تم نسخ الرابط