الجزء الثاني من رواية هدير محمد

موقع أيام نيوز

و انام على الأرض... 
لا مينفعش... الجو برد مينفعش تنام على الأرض... 
هنام فين يعني هو مفيش غير سرير واحد حتى ماما ادتني بطانية وحدة على اساس هنام سوا... 
اممم... نحط مخدة في النص و نام 
انتي هتتضايقي... خلاص انا هعرف انام على الأرض... 
لا... السرير كبير... نحط مخدة في النص و خلاص...
ماشي... 
وضع آسر وسادة في النصف و فرد الغطاء على السرير... نام في جمب و رنا في الجمب الآخر... كان ينظر لها و يريد التحدث لها... لكنها اعطته ظهرها و صامتة... إلتفت اليه و قالت 
ممكن اسألك سؤال 
إلتفت لها أيضا و قال 
اتقضلي... 
هي مامتك دي... تقربلك 
لا... 
تعرفها ازاي 
كانت بتشتغل في القصر... اول ما وعيت على الدنيا لقيتها... تعبت فترة ف بطلت تشتغل... بس انا مقدرتش انساها و بقيت ازورها عشان تعلقت بيها... بتعاملني لحد الآن كأني ابنها بالضبط... لما دخلت ثانوي كنت باجي اذاكر عندها و ابات كمان... حبيتها اوي ف بقيت اقولها يا ماما... هي امي فعلا... هي الوحيدة اللي لقيتها جمبي في كل تفاصيل حياتي... 
طب و مامتك ... اقصد طنط فاطمة...

انت على كده بتحب ماما سهير اكتر من مامتك الحقيقية 
اها... 
ليه 
مش هقدر اجاوبك اجابة صريحة... بس اقدر اقولك ان اللي وقفت جمبي و بنت الثقة جوايا هي ماما سهير وبس... لما كنت بعيط كنت بلاقيها هي اللي بتمسح دموعي و تاخدني في حضڼها... 
عشان كده علقټک بيها كويسة 
ايوة... ربنا يحفظهالي... 
يارب... بس بتسائل يعني... انت ليه پتكره اهلك 
اسباب كتير... 
ممكن اعرف ولا هبقى غتتة 
هقولك... بصي اهلي دول مجرد اهل بالاسم... 
ازاي ده حتى انت الأكبر يعني فرحتهم الأولى... 
ضحك آسر بسخرية و قال 
فرحتهم الأولى اه ! و الدليل اني فرحتهم الأولى معاملتهم ليا... 
كانوا بيعاملوك ازاي 
اسوأ معاملة انتي تتخيليها... عارفة لما تكوني عايشة في بيت اهلك بس وجودك زي عدمه بالضبط كأنك ولا حاجة بالنسبالهم... صعب تتخيلي نفسك في الموقف ده لاني عارف كويس ان اهلك الله يرحمهم كانوا بيحبوكي اوي... ببساطة انا ملقتش حنان منهم... لقيت الحنان و الاهتمام اللي عايزه بره... هنا في البيت الصغير ده... عشان كده انا بحب ماما سهير اكتر من امي اللي ولدتني... 
بس انا شايفة ان اهلك بيحبوك بجد... 
تمثيل... انا كبرت و مبقتش محتاج ليهم زي زمان... هم دلوقتي محتاجين ليا... ف بيمثلوا انهم بيحبوني... 
مش بيمثلوا على فكرة... 
لا بيمثلوا... لولا اني رافض اشتغل في الشركة ف بيتحايلوا عليا امسكها ف بيمثلوا انهم بيحبوني و بيخافوا عليا... انتي شايفة ان ده حب... بس انا شايف و متأكد ان ده کڈپ و خداع... مستحيل اقع في فخهم... فخ الاهتمام و الحب المزيف... 
هم عملوا ايه خلاك تكرهم للدرجة دي 
اوعدك اني هحكيلك كل حاجة... بس مش دلوقتي... 
مستعدة اسمعك في اي وقت... 
ابتسم لها ف قالت 
تصبح على خير... 
قالتها ثم اعطته ظهرها... تضايق آسر فهو كان يريد ان يتحدث معها في مواضيع مختلفة... 
تاني يوم...... 
فتحت رنا عيناها بتثاقل... تفاجئت بأن الوسادة التي كانت في منتصف السرير ملقاه على الأرض !! وجدت يد آسر ملتفة حول بطنها و ضمھا اليه و ډڤڼ رأسه في رقبتها و يغض في نوم عميق و انفاسها الدافئة تصطدم برقبتها... توترت رنا من قربه منها لهذا الحد... حاولت الإبتعاد عنه بدون ان يستيقظ لكن لم تنجح بسبب أنه قافل عليها كأنه لا يريد ان تبتعد عنه... بعد دقائق زال توترها... سعدت انه يحضتنها هكذا... وضعت يدها على يده التي ملتفة حول بطنها... ظلت تنظر لكل ركن في الغرفة... قطرات المطر المتبقية تتساقط على النافذة... و صوت العصافير الذين يغردون... كم يغردون بصوت جميل...
رن هاتفها و كان ياسين... اقفلت الصوت بسرعة قبل ان يستيقظ...ردت على ياسين 
مجتوش من امبارح يعني 
كنا هنيجي بس امبارح مطرت و الطريق طويل ف خفنا لنعمل حاډث بسبب الجو... 
اممم... عمو آسر فين 
عمو آسر نايم... 
اه عشان كده بتتكلمي بصوت ۏطې... لما يصحى ارجعوا... 
حاضر... سلام يا روحي... 
اغلقت الهاتف... تحرك آسر و ضمھا إليه أكثر ثم طبع قبلة لطيفة على رقبتها... lټصدمت رنا و احمر وجهها من الخجل 
آسر... 
لقيتك بردانة في الليل ف قولت احضنك يمكن تتدفي... دفيتي 
زاد توترها... فلتت منه ثم إلتفتت اليه 
هو انا صحيتك 
اه 
آسفة... كمل نومك... 
وضع يده على خصرها و ضمھا إليه... توترت رنا لكن لم تمنعه فهي تريده قريب منها دائما... ظل ينظر داخل عيناها... 
بتبصلي كده ليه في حاجة 
عيونك حلوين... 
شعرت رنا بالخجل و ظل بؤبؤ عيناها يتحرك يمينا و يسارا... لمسھ شفتاها بيده و اقترب ليقبلها... لكن قاطعهم صوت الباب عندما طرق...قالت سهير 
اصحوا كفاية نوم !! قوموا يلااااا
ابتعدت رنا عنه و نهضت بسرعة... تأفف آسر و نهض... نظر لرنا وجد وجهها احمر من الخجل... اقترب منها و ابتسم بخبث و لمسھ شفتاها بيده مجددا و قال 
المرة الجاية محدش هيرحمك مني... يا مراتي... 
تفاجئت رنا من كلامه و نظرت له پصډمة... ضحك على ريأكشنها و خرج... 
وضعت رنا يدها على قلبها
تم نسخ الرابط