معلمة لغة عربية

أغلبها مناسبني و مناسبة ظروفي زي ما يكون ربنا رايد يجمعنا بأي شكل.
خسئت.
قالتها بصوت منخفض فقال لها كالمرة السابقة
سمعتك.
ثم استرسل حديثه
من حقي زي ما سمعت شروطك و وافقت عليها إني أعرف أسبابها إذا سمحتي سيدتي.
تأفأفت قائلة
ماذا تريد أن تعرف
ليه عايزة تقعدي بعيد
بدأت بالكلام و بتوضيح وجهت نظرها متمنية أن يفهمها
عشان بخاف بخاف من المشاكل طول عمري مؤمنة إنك كل ما قربت من الإنسان كل ما عرفته أكتر و المشاكل زادت بينكم أكتر و إن دايما البعيد بتبقى مشتقاله بغض النظر عن مميزاته أو عيوبه و أنا عايزة أبقى بعيدة مش عايزة تحصل مشاكل مع أهلك و يشيلوا مني أو أنا أشيل منهم عايزة يوحشوني زي ما هوحشهم.
فهمتك.
تفاجأت من رده و تلك ليست المرة الأولى في مفآجأته لها سألها ثانية
طب و الفرح و الخطوبة مش عايزة نعملهم ليه دي حاجة أنا شبه موافق عليها لكن عايز أقنع أهلي بأسبابنا سوا.
مش بحب البهرجة و المصاريف الكتير ليه منبقاش ناس بسيطة في أفراحنا مش متقبلة فكرة إني أصرف مبالغ على حاجة ملهاش لازمة و أنا أقدر بأقل القليل أفرح نفسي و أهلي معايا مش متقبلة فكرة إني أبدأ حياتي الجديدة بأغاني و بعدين أغلب الحاجات اللي بتحصل في الخطوبات و الأفراح بتثير اشمئزازي.
ابتسم على ملامح وجهها المشمئزة و قد تذكر أول مرة رآها فيها و لكنه قرر عدم اخبارها و واصل حديثه
هو أنا الحاجة الوحيدة اللي ضايقتني إنك بتقولي استحالة تسيبي الشغل طيب بعد كدا لو بقى عندنا أطفال و مسؤوليتهم زادت مش هترضي تقعدي من الشغل بردو عشانهم
كان ذلك السؤال هو الفيصل بالنسبة له أكثر منها بماذا سيستفيد إن تزوج فتاة عملها أهم من أطفالها و مسؤولياتها كزوجة أما هي فتنفست بعمق مجيبة
الحقيقة دي كانت حجة عشان أخلص منك!
كان دوره هو في التفاجؤ تلك المرة ابتسم للمرة التي لا يعلم عددها منذ بدأت تلك الجلسة و هي أكملت غير عابئة ببسمته الجميلة تلك
أنا مؤمنة بإن مهمتي الأساسية هي إني أربي و أطلع ناس محترمة و على خلق لكن في نفس الوقت أنا حد بيعشق شغله جدا...
قاطعها سائلا
ممكن أعرف أنت شغالة إيه
أجابت مبتسمة لأول مرة مفتخرة بعملها
معلمة للأطفال بعلمهم القراية و الكتابة و الأهم من دا كله إني بحاول أزرع فيهم القيم و المبادئ اللي اختفت في الزمن اللي احنا فيه دا.
ابتسم طالبا منها أن تكمل حديثها و هي لم تمانع إذ قالت
شغلي بالنسبة ليا حاجة مهمة لإني بحس إني بوصل رسالة منه و إني بصلح في وسط كل الخړاب اللي محاوطنا لكن في حالة وجود أطفال مش هقولك إني هسيب الشغل لاء بحكم حبي لشغلي هحاول أوازن بينكم و بينهم لكن لو حسيت إني هقصر ناحيتكم هقعد فورا من الشغل لإني مش هقبل أصلح برا و ولادي يبوظوا لكن لو أتيح فرصة إني أرجع تاني و أوازن بينكم هرجع بلا شك.
أعجبه تفكيرها و أعجبته عقليتها لذا سألها مباشرة
ناوية تقدمي ورقك عشان تكملي دراستك امتى
تفاجأت كالمعتاد من سؤاله و لكنه أعجبها في نفس الوقت فقالت
بإذن الله على بداية الشهر الجي.
لو حصل نصيب و لو إني أتمنى إنه يحصل هبقى آجي معاك و أساعدك.
خسئت أيها المهذب! قالتها تلك المرة كتمانا و أخفت ابتسامتها قسرا قائلة بلهجة